الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كابول تتخوف من ميليشيا «فاطميون» الموالية لإيران

كابول تتخوف من ميليشيا «فاطميون» الموالية لإيران
2 ابريل 2019 02:56

طهران (مواقع إخبارية)

ردت الحكومة الأفغانية أمس الأول على تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي التي مدح فيها ميليشيات «فاطميون» الأفغانية التي تم تدريبها وإرسالها للحرب السورية على يد الحرس الثوري الإيراني. ويتزامن ذلك مع تواصل السيول والفيضانات في إيران منذ أكثر من أسبوع فيما تتعرض السلطات لنقمة عميقة من الإيرانيين الذين يأخذون على النظام تركيزه على دعم وتسليح الميليشيات في عدد من الدول وترك البنية التحتية تتآكل منذ عقود.
وأكدت وزارة الخارجية الأفغانية في بيان، أن استغلال طهران للفقر والحرمان لدى المهاجرين الأفغان كان لصالح مآربها الطائفية، وأهدافها التوسعية، حسب تلفزيون «طلوع نيوز» الأفغاني.
وكانت وكالة تسنيم الإيرانية القريبة من الحرس الثوري الإيراني نقلت تصريحات للمرشد الأعلى علي خامنئي لدى استقباله، الخميس الماضي، أسر وعوائل قتلى أفغان من أعضاء تنظيم «فاطميون» التابع للحرس الثوري سقطوا خلال المعارك في سوريا.
يذكر أن عدد قتلى «فاطميون» وهم الشيعة الهزارة على الأراضي السورية بلغ حوالي ألفي قتيل. وجاء في بيان الخارجية الأفغانية رداً على هذه التصريحات «استغلت الحكومة الإيرانية الفقر والمشاكل الاقتصادية للاجئين الأفغان ودفعت بهم إلى مراكز التدريب ومن ثم إرسال الكثير منهم إلى الحرب في سوريا».
وقالت مستشارة الرئيس الأفغاني، ملالي شينواري: «إيران استغلت المشاكل الاقتصادية والمعاناة المعيشية اليومية للمهاجرين الأفغان التي يواجهونها في إيران، بشكل سيئ لمصالحها الخاصة».
وأضافت الوزارة أن عدداً كبيراً من اللاجئين الأفغان تم تجنيدهم للقتال في سوريا، وأن الحكومة الأفغانية طلبت من إيران مراراً وتكراراً عدم إرسال المهاجرين الأفغان إلى الحرب في سوريا، وحثّت طهران على التعامل بشكل إيجابي وقانوني مع الأفغان كلاجئين وليس كأدوات للحرب، لكن دون جدوى.
ودانت رئيسة اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان في أفغانستان، سيما ثمر، السلوك الإيراني في التعامل مع المهاجرين الأفغان. وقالت إن «استغلال معاناة المهاجرين الأفغان وفقرهم وتوظيفها خدمة لإيران يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان».
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» في تقرير، أمس نقلاً عن مصادر أمنية في العاصمة الأفغانية كابول، أن هؤلاء العناصر بدؤوا يعودون على شكل مجموعات ولكن بشكل سري خشية اعتقالهم من قبل أجهزة الأمن الأفغانية.
ويعتقد مسؤولو الأمن الأفغاني أن إيران لا تزال تنظم هؤلاء العناصر، ولكن هذه المرة كجيش سري لنشر نفوذ طهران وسط النزاعات التي لا تنتهي في أفغانستان.
ونقلت الوكالة عن مقاتلين سابقين في «فاطميون»، قولهم إن أغلبهم لم تكن لهم علاقة بالصراع الدائر في سوريا، وذهبوا إلى إيران بقصد البحث عن عمل أو لجؤوا إليها هرباً من الحرب لكن وجدوا أنفسهم محتجزين ومخيرين بين الذهاب إلى سوريا للقتال مقابل المال أو الإقامة أو الترحيل ومواجهة مصيرهم. وتعتقد الحكومة الأفغانية والعديد من الخبراء أن إيران تريد اللعب بورقة هؤلاء المقاتلين لبسط نفوذها في أفغانستان، خاصة أن الولايات المتحدة تسرع من جهودها لإنهاء تدخلها العسكري الذي دام 18 عاماً تقريباً.
ويؤكد مسؤولون سابقون في الاستخبارات الأفغانية أن فيلق «فاطميون» التابع للحرس الثوري الإيراني يشكل تهديداً محتملاً لأمن أفغانستان. وحذر بيل روجيو، رئيس تحرير مجلة «لونغ وور» من أن الإيرانيين قد يعيدون تشكيل ميليشياتهم داخل أفغانستان في مرحلة ما.
وتتواصل السيول والفيضانات في إيران منذ أكثر من أسبوع فيما تقف السلطات الإيرانية، التي فشلت على مدى عقود في إنشاء بنية تحتية قوية، عاجزة عن إغاثة المنكوبين. وتتعرض السلطات لانتقادات حادة من الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي وصلت إلى حد المطالبة بإسقاط النظام الذي يبذر ثروات البلاد على الميليشيات ونشر التطرف والإرهاب في المنطقة العربية، وملاحقة المعارضة في الخارج.
وتم إجلاء آلاف المواطنين وإخلاء أكثر من 55 قرية في إقليم الأحواز، في الوقت الذي تقول التنبؤات الجوية إن الفيضانات ستتواصل بفعل تساقط الثلوج المتوقع في خمس محافظات، وهطول الأمطار في 20 محافظة منذ الاثنين الماضي.
كما دعت منظمة الأرصاد الجوية المواطنين إلى الامتناع عن السفر إلى المناطق الغربية والجنوبية أمس وحذرت من احتمال حدوث فيضانات كبرى في تسع محافظات.
ولا تزال الخلافات بين الرئيس حسن روحاني والحرس الثوري مستمرة حول إدارة أزمة الفيضانات، حيث انتقد روحاني قيام الحرس الثوري بتفجير بعض الجسور وخطوط سكك الحديد في منطقتي تركمن صحراء والأحواز، بهدف حرف المياه والحد من الفيضانات كما يقولون.
وبلغ عدد الوفيات بسبب الفيضانات 45 شخصاً لحد الآن، كما تم الإبلاغ عن فقدان 5 أشخاص آخرين في محافظة لورستان التي غمرت مياه الفيضانات فيها مدينتي نور آباد، ودورود.
وفي إقليم الأحواز الغني بالنفط، يكمن القلق الأكبر حول سد الكرخة الذي قررت السلطات فتح بواباته بعد امتلائه عقب الفيضانات الطارئة الأحد الماضي، ما أدى إلى إغراق القرى المحيطة به.
كما تداول مواطنون مقاطع تظهر تدمير آلاف الهكتارات من المزارع والبساتين التي تعود للمزارعين العرب بسبب عدم اتخاذ الحكومة إجراءات لمنع وصول مياه الفيضانات إلى تلك المناطق. ويستمر إجلاء سكان القرى الواقعة على ضفاف أنهر الكرخة والدز وكارون من بلدات الحائي والحويزة والخفافية وسهل ميسان. وفي محافظة كرمانشاه، غرب، إيران أطلقت السلطات أمس الأول تحذيراً لإخلاء 19 ألف شخص يعيشون بالقرب من الأنهار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©