الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عبادي الجوهر لـ «الاتحاد»: الزمن الجميل احتفاء بالعصر الذهبي للأغنية

عبادي الجوهر لـ «الاتحاد»: الزمن الجميل احتفاء بالعصر الذهبي للأغنية
2 ابريل 2019 02:48

تامر عبدالحميد (أبوظبي)

«أخطبوط العود» و«سفير الحزن» و«موسيقار الجزيرة العربية».. ألقاب استحقها عن جدارة الفنان السعودي عبادي الجوهر الذي يعد من أركان الغناء الخليجي والعربي، فقدم خلال مسيرته الفنية أكثر من 50 ألبوماً غنائياً، إلى جانب مشاركاته في العديد من الحفلات والمهرجانات الموسيقية التي كان لحضوره فيها وإحيائها أثر كبير في نفوس الجمهور، خصوصاً أن أغانيه مليئة بالأحاسيس والمشاعر وتمزج بين الرومانسية والحزن.
وينفرد الجوهر في عالم الغناء الخليجي والعربي بالتلحين والغناء بمصاحبة آلة العود التي يعدها رفيق دربه، حيث يمتلك أكثر من 36 آلة عود في منزله، مختلفة الأشكال والأنواع، ويهوى اقتناء آلات العود الفريدة في تصاميمها والتي تعود إلى سنوات قديمة.

فكرة مدروسة
حل مؤخراً عبادي الجوهر ضيفاً على الحلقة الثالثة من العروض المباشرة لبرنامج «الزمن الجميل» الذي تنتجه «أبوظبي للإعلام» وتعرضه قناة «أبوظبي»، وحول رأيه بشكل عام في برامج اكتشاف المواهب الغنائية، قال الجوهر في حوار مع «الاتحاد»: تعددت هذه النوعية من البرامج التي تعتبر فرصة مهمة للشباب والمواهب الواعدة الذين يبحثون عن منفذ لإثبات الذات وإظهار إبداعاتهم الغنائية أمام الجمهور، وكفكرة بكل تأكيد أؤيدها، خصوصاً أنه لدينا العديد من المواهب الدفينة من جميع أنحاء الوطن العربي، والتي لم تحظ بالدعم ولم تجد من يقدمها بالشكل الصحيح، لتأتي مثل هذه البرامج لاكتشاف هذه الإبداعات، وصقل المواهب لكي تصلح للوجود في الساحة الغنائية.
وتابع: «الزمن الجميل» فكرة جميلة ومدروسة، فيكفي أنه يعيد الناس إلى نوعية الأغنية الجيدة، في الوقت الذي تعاني فيه الساحة الغنائية من كثرة القنوات الموسيقية والمواقع الغنائية عبر الإنترنت التي تقدم العديد من الأعمال الفنية التي أغلبها غير صالحة، إنما برنامج «الزمن الجميل»، يمثل خطوة مميزة ترسخ قيمة الأغنية العربية، وأتمنى أن يحذو حذوها الكثير من القنوات لإعادة الناس إلى الأعمال الغنائية الأصيلة.

شهرة زائفة
ووجّه الجوهر عتاباً إلى بعض القنوات حول ما يقدم حالياً في الساحة الغنائية، وقال: الأغنية حضارة وثقافة وفن، وإنْ أردت أن تعرف حضارة شعب، اسمع موسيقاه، فبعض القنوات الموسيقية تقدم في اليوم الواحد أكثر من 400 أغنية للعديد من المطربين، لكن في الواقع معظمها لا يصلح للعرض من الأساس، وهذا ما تسبب في انحدار الساحة الغنائية العربية، خصوصاً أن أغلب هذه الأعمال تنفذ بسرعة قياسية وبأي آلات موسيقية، لكي تظهر عبر الشاشة أو السوشيال ميديا، باحثة عن الشهرة والنجومية الزائفة، لذلك فإن من واجب هذه القنوات «غربلة» هذه الأغنيات واختيار الجيد من المطربين أو المطربات، لإعادة ذائقة الجمهور من جديد لأيام زمن الأغنية الطربية ذات المعني الأصيل.

ليلة حب
احتفل عبادي الجوهر منذ فترة بـ«ليلة حب» في تكريم الفنان الراحل أبو بكر سالم، مع مجموعة من نجوم الفن في منطقة الخليج، وعن هذه الاحتفاءات والتكريمات لعمالقة الغناء، أوضح أن هناك أهرامات في الغناء الخليجي والعربي، يجب تكريمهم والاحتفاء بهم بصفة مستمرة، لاسيما أنهم قدموا أعمالاً خالدة في تاريخ الأغنية الخليجية والعربية، وتركوا إرثاً موسيقياً كبيراً تتلمذت عليه الأجيال وتعلمت منه، خصوصاً أن إبداعاتهم الفنية هي عبارة عن مدارس موسيقية مختلفة، وستظل أعمالهم الغنائية خالدة على مر العصور، لذلك فهو كان في غاية السعادة حينما شارك في حفل تكريم الراحل أبو بكر سالم، وكان سعيداً أيضاً حينما شارك في حلقة «الزمن الجميل» التي احتفى فيها القائمون على البرنامج وقتها بالعملاقين جابر جاسم ونجاة الصغيرة، وقال: أوجه شكري لـ«أبوظبي للإعلام» على إنتاجها هذا البرنامج المميز الذي يحتفي بعمالقة الطرب الأصيل في كل حلقة من حلقاته مثل «أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وطلال مداح ووردة»، وغيرهم، فهي حقاً لمسة وفاء خصوصاً أنهم أساس الفن والغناء العربي في المنطقة، إلى جانب اهتمامها بإحياء التراث الغنائي من جديد، والعودة إلى الماضي والذكريات الجميلة من خلال أداء أغنيات لعمالقة الفن بأصوات شابة، تملك الموهبة الحقيقية والصوت القوي.
ونصح الجوهر الشباب الواعد في مجال الغناء، أن يحذو حذو هؤلاء العمالقة، بتقديم أعمال فنية تليق بتراث وموسيقى بلادهم، لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، ولا تخلد إلا الأعمال الجيدة التي تظل محفورة في ذاكرة الناس وتاريخ الأغنية لسنوات طويلة.

سيطرة السوشيال ميديا
ورغم سيطرة السوشيال ميديا وموقع «يوتيوب»، واتجاه أغلب المطربين إلى تنفيذ أغنيات منفردة لأنها أسهل في التنفيذ وأسرع في الانتشار، إلا أن عبادي الجوهر لم يسر وراء هذا النهج، وظل إنتاج الألبوم الغنائي هو المتصدر بالنسبة له، وعن ذلك قال: لا أحد ينكر أن الوسائل التكنولوجية الحديثة ساعدت المطربين الشباب على عرض أعمالهم الغنائية، خصوصاً الذين لا يملكون شركة إنتاج فنية تدعمهم فنياً ومالياً، خاصة أن تكلفة إنتاج ألبوم كبيرة، وبذلك كان الاتجاه إلى تنفيذ الأغنيات المنفردة هو الحل الوحيد والسليم بالنسبة لهم، لكن سيظل في النهاية الألبوم هو الأرشيف الحقيقي للفنان، لافتاً إلى أن العمل الجيد ينال الشهرة والانتشار والإشادة كيفما نفذ أو مهما تم عرضه في أية جهة، مقدماً مثالاً للفنانة الراحلة «ذكرى» التي قدمت في بدايتها الفنية أغنية «وحياتي عندك» التي حققت نجاحاً خيالياً في جميع أنحاء الوطن العربي، وجميع صناع الموسيقى وقتها علموا أن هناك صوتاً مختلفاً سيأتي وبكل قوة، لذلك فالصوت الجيد والموهبة المختلفة تستطيع أن تفرض نفسها مهما كانت الظروف ضدها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©