الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

إماراتيات يخترعن «رادار بحر» لإنقاذ الغرقى

إماراتيات يخترعن «رادار بحر» لإنقاذ الغرقى
2 ابريل 2019 02:48

أزهار البياتي (الشارقة)

انسجاماً مع توجهات الإمارات وجهودها الرامية للاستثمار في الطاقات البشرية، ومن منطلق بناء الكفاءات العلمية والعقول القادرة على تحقيق منجزات تنموية في مختلف مجالات العلوم، تحوّل الاهتمام بالبحوث العلمية والابتكار إلى ظاهرة مشهودة في مختلف مدارس الدولة وصروحها التعليمية، مجسدة عبر مبادرات ومشاريع وخطط طموحة نقلة نوعية في عملية التربية والتعليم، مرتقية بمهارات المبدعين والمبتكرين من الأجيال الجديدة من مختلف الأعمار والمراحل الدراسية.
ووفق هذا النهج التعليمي البنّاء، وتلبية لرؤاها التنموية الناهضة على جميع الصعد وفي مختلف الميادين، تقام في الإمارات دورياً، العديد من الفعاليات والأنشطة والمعارض التي تستنهض همة الشباب، ليسهموا بدورهم في التوجه العلمي الذي تنتهجه التربية والتعليم في عموم الدولة والذي تتبارى من خلاله مختلف المدارس والكليات والمعاهد العلمية في دعم روافد الابتكار، موفرة لطلابها المتميّزين أدوات فنية، وخبرات مهارية، وورشات عملية، بحيث ترتقي بأفكارهم وتدعم مشاريعهم وبحوثهم العلمية كافة.

شغف الابتكار
في الشارقة، هناك نموذج حي من نماذج حاضنات الابتكار يطل علينا بوجهه الحضاري، حيث قامت مجموعة واعدة من طالبات مدرسة الرسالة الأميركية الدولية باختراع مشروع نوعي للملاحة البحرية، في صورة نظام خاص برادار البحر، تحت إشراف قسم العلوم التابع للمدرسة، مستعرضات أهم تفاصيله الفنية في عدد من المعارض والفعاليات العلمية، والتي كان من بينها معرض «بالعلوم نفكر» لعام 2019 الذي أقيم بالجامعة الأميركية في الإمارة مؤخراً.
وتشير المبتكرة شمّا حسن الكتبي، طالبة في المرحلة الثانوية، إلى طبيعة مشروع رادار البحر الذي اخترعته بمساعدة زميلتيها غاية محمد السليطي، وشيخة عبدالله الحمادي، قائلة: «يأتي هذا المشروع انسجاماً مع ميولنا العلمية وشغفنا بمادة العلوم التي تبني على البحث العلمي والاستقراء والاستنتاج، وكوننا جزءاً من فتيات فريق الابتكار العلمي التابع للمدرسة، فكرنا في صنع اختراع هادف ومفيد للمجتمع، يناسب متطلباتنا البيئية وينسجم مع طبيعة تضاريس الإمارات المطلة على بحر الخليج العربي، فلمعت لدينا فكرة مشروع يختص بالملاحة البحرية، بحيث يعمل بنظام ذكي وأسلوب مبسط كرادار بحري للإنقاذ، يستخدم في استكشاف حالات الغرق ويتمكن من إكمال مهمته خلال دقيقة واحدة».

تطوير الفكرة
وتتابع الكتبي: «في سبيل تطوير فكرة الاختراع وتطويرها، عملنا بروح الفريق الواحد، وتحت إشراف مباشر من مختبر علوم المدرسة، وبمساعدة الأساتذة الذين ساندونا في مجال البحث عن المراجع والدراسات التي تدور حول أنظمة الملاحة البحرية، وكيفية تشغيلها وطرق عملها وخلافه، وبدأنا العمل وقمنا بعدة تجارب واختبارات استغرقت فترة طويلة، حتى وصلنا للنموذج المطلوب، وأصبح اختراعنا لرادار البحر فعّالاً وجاهزاً للعرض والتجربة، وحالياً في طريقنا لترقيته وتطويره بحيث يصبح أكثر فعالية ونجاحاً، لتسويقه تجارياً لاحقاً».
وتضيف الكتبي أن هذا الجهاز الملاحي المنقذ يعمل بواسطة كاميرا مثبتة على خط السلامة الموجود بالبحر، بحيث يصّور بعدسته جميع اتجاهات محيط الشاطئ، متصلاً بمركز المراقبة الذي يضم عدداً من الشاشات التلفازية المقسمة والتي تنقل مباشرة كافة مشاهد الشاطئ وجوانبه، بحيث ترصد أي حالة غرق تحدث، ليبدأ بعدها المنقذ باستخدام الطائرة أو ما يعرف بـ«الدرون» الذي يتحكم به عن بعد، والموصل بعجلة التعويم، التي يستخدمها فريق الإنقاذ في العملية.

رعاية ودعم
عبرت إيمان خليل مسؤولة قسم العلوم بالمدرسة، عن اعتزازها بجهود طالباتها المبتكرات في هذا المشروع، قائلة: «قامت الفتيات بعمل رائع، ونجحن معاً باختراع مفيد ومثمر، وهو جهاز قابل للتطوير والارتقاء مستقبلاً، ومن وجهة نظري فإن دورنا كتربويين ومعلمين لا ينحصر مطلقاً في تشجيع الطلبة المتميزين، بل يتخطاه إلى رعايتهم ودعمهم، وتوفير الأدوات التي تسهم في تفوقهم، في ظل بيئة علمية تتبنى أفكارهم وتنمي طموحاتهم».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©