الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علموا أولادكم الابتعاد عن رفاق السوء

علموا أولادكم الابتعاد عن رفاق السوء
15 يناير 2009 23:31
يحرص الإسلام على التعارف وتكوين الصداقات والاختلاط بالرفقاء الصالحين وينهي عن رفقاء السوء مصداقاً لقوله تعالى:''واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا'' الكهف الآية ·28 ويقول الدكتور منيع عبدالحليم محمود - عميد كلية أصول الدين الأسبق بجامعة الأزهر: الإسلام يعلمنا أهمية الصداقة في حياتنا وضرورة التعارف والتفاعل بين أفراد المجتمع لأن الإنسان كائن اجتماعي يحتاج لغيره ولا يستغنى عن الآخرين ويميل إلى الصداقة ولهذا يدعو الإسلام إلى حسن اختيار رفقاء الخير بعناية لأن الصديق عون للمرء على ما ينفعه في الدنيا والآخرة· أما رفقاء السوء فيشدون المرء إلى الفساد والضياع في الدنيا والآخرة· لذلك يقول تعالى:''الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين''، وقوله تعالى:''ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا'' الفرقان الآيات 27-،29 والرسول عليه الصلاة والسلام علمنا:''إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه· وإما أن تجد منه ريحا طيبة· ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة''· وأوضح أن الجليس الصالح سبيل إلى الالتزام والطاعة والإيمان لأنه يمنح ما عنده من علم ومعرفة وخلق حسن ويدل على مواطن الخير والصلاح ولا تصدر منه سلوكيات خبيثة ويساعد على الالتزام بمنهج الإسلام وهديه· ورفيق السوء شبهه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنافخ الكير لأنه يعرض من معه للمخاطر والهفوات ويدعوه للفساد والزلات ويسعى إلى الإضرار والخراب الأمر الذي يترتب عليه ضياع السمعة الطيبة والاحترام والتقدير ويجر إلى الانحراف حتى يصبح جزء من السلوك· وحذر د· منيع من التهاون في اختيار الصديق والاستسهال في مخالطة المحيطين دون تدقيق وتروي، قائلا : المسلم مطالب بالتعرف على من حوله والنظر في إقامة الصداقات وفق معيار التقوى والصلاح والشخصية الملتزمة فكثير من الانحرافات التي تحدث بين أبناء الأمة الآن سببها الغالب التهاون في مصاحبة غير الملتزمين والأتقياء والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول:'' المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل''· كما حدد عليه الصلاة والسلام الفوائد التي تعود على الإنسان من اختياره الصديق المؤمن الذي يعرف حدود الله تعالى ويلتزم بها في قوله - صلى الله عليه وسلم:'' الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف''· حيث يحرص الصديق الملتزم على أن يكون مرآة أخيه من خلال التصحيح والتقويم المستمر بالتواصي والنصيحة وإرادة الخير، ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم:'' المؤمن مرآة أخيه، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عنه ضيعته ويحوطه من ورائه''· وعن كيفية تعليم الأبناء اختيار الصديق الملتزم والابتعاد عن رفقاء السوء يقول الدكتور منيع: الأسرة عليها مسؤولية كبيرة نحو أبنائها وحمايتهم من الوقوع في الانحرافات والأخطاء، عن طريق تربيتهم دينياً وأخلاقياً على قيم الإسلام وأن تجتهد قدر الطاقة لتنشئ أبناءها على الطاعة وحب الله والارتباط بالمساجد وبالقرآن وبالرسول - صلى الله عليه وسلم، وتعليمهم الآداب الإسلامية والمسؤولية والحرص على التفوق والنجاح· ويضيف: يجب أن يحرص الآباء على أن يكونوا قدوة لأبنائهم في اختيار الأصدقاء والمعارف:''لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا''· وأشار إلى انه يجب على الوالدين تعويد الأبناء منذ الصغر على الاستفادة من وقتهم واستثماره في كل مفيد ونافع، وتوجيه الطاقة الزائدة لدى الأبناء لأنشطة تتناسب مع ميولهم الشخصية· وضرورة التقرب إليهم ومشاركتهم اللعب والحديث عن همومهم الدراسية وعلاقاتهم الاجتماعية والابتعاد عن التدليل والقسوة الشديدة والتزمت معهم، والحرص على معرفة أصدقائهم ومستواهم الدراسي وميولهم ومشكلاتهم وشخصياتهم· وقال: لابد من الاعتماد على أسلوب الحوار والمناقشة وتعريف الأبناء بالسلبيات التي قد يتعرضون لها من مصاحبة رفقاء السوء· ويجب أن تساعد الأسرة أبناءها على تعلم الحكم الجيد على الأشخاص ليبتعدوا عن رفقاء السوء، وتشجع الأبناء على البوح بكل ما يتعرضون له وما يجول في خواطرهم· ولابد من إشغال الأبناء بالتزود بالعلم والمعرفة وتشجيعهم على تنمية مهاراتهم وحفظ القرآن وتعلم اللغات وممارسة الرياضة والأنشطة الاجتماعية التي تزرع في الإنسان حب الخير والتعاون والمشاركة والعطاء· الحياء محمود والخجل مذموم أحمد شعبان القاهرة - حث الإسلام على الالتزام بالأخلاق الحميدة، وامتدح الله عز وجل حبيبه محمدا -صلى الله عليه وسلم- في سورة القلم بقوله: ''وإنك لعلى خلق عظيم''، وحدد الرسول الكريم الهدف من بعثته فقال في الحديث الشريف: ''إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق''·ومن الأخلاق الجميلة الحياء'' · ويقول الشيخ صلاح شعبان - خطيب بوزارة الاوقاف المصرية إن الحياء: تغير وانكسار يعتري الشخص عند فعل ما يعاب ويذم به، وقد وصف الله تعالى حياء احدى ابنتي شعيب في قصة سقاية سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ لهما في سورة القصص: ''وجاءته احداهما تمشي على استحياء قالت ان ابي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين''، وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اشد حياء من العذراء في خدرها· وعن عبدالله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ ان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرّ على رجل من الانصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال: ''دعه فإن الحياء من الإيمان· ومعنى يعظ أخاه في الحياء: أي يريد منه التنحي عن هذا الخلق· ويضيف الشيخ صلاح أقسام الحياء أربعة، حياء محمود وحياء مذموم وهو الخجل وحياء من الله وحياء من الملائكة، فالحياء المحمود، هو الذي لا يمنع صاحبه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتفقه في الدين، وفي الحديث ان امرأة من الانصار جاءت الى رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وهو في جمع من اصحابه فقالت: يا رسول الله: إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ فقال الرسول: نعم إذا رأت الماء· والحياء المذموم أو الخجل هو الذي يمنع صاحبه من التعلم ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولذلك قيل قديما اثنان لا يتعلمان، مستح ومستكبر، وهذا ليس بحياء وانما ضعف ومهانة ومرض نسميه الخجل· والحياء من الله سبحانه هو المراقبة له واجتناب المعاصي خوفا من نظر الله تعالى للعبد وعلمه به، وفي الحديث ان رجلا جاء الى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال له أوصني فقال: اوصيك بأن تستحي من الله كما يستحي الرجل الكريم من قومك· وامرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن نستحي من الملائكة عند فعل المعاصي، وان نكرمهم لأنهم كرام وقال تعالى: كلا بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون'' الانفطار· وعن سيدنا عمر بن الخطاب حيث قال: ''من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه· وقال الشاعر: إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء· واضاف الشيخ صلاح: ان الإيمان صلة كريمة بين العباد وربهم، ومن حق هذه الصلة تزكية النفوس وتقويم الأخلاق وتهذيب الأعمال، ولن يتم ذلك إلا اذا تأسست في النفس عاطفة حية، تترفع بها عن الخطايا، أما من يقع في الصغائر دون اكتراث، ويهتم بالامور الحقيرة دون تورع، فتلك دلالة على فقدان النفس لحيائها ثم فقدانها لإيمانها· قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ما معناه الحياء والإيمان قرناء جميعا، فإذا رفع احدهما رفع الآخر'' وعلة ذلك ان المرء حينما يفقد حياءه يتدرج من سيء الى أسوأ ويهبط من رذيلة الى ارذل ولا يزال يسقط حتى ينحدر الى الدرك الاسفل· ومن حياء الإنسان مع الناس ان يعرف لأصحاب الحقوق منازلهم، وان يؤتي كل ذي فضل فضله، فالغلام يحترم من يكبرونه، والتلميذ يحترم من يعلمونه فلا يرفع صوته عليهم، وفي الحديث ما معناه تواضعوا لمن تعلمون منه · والحياء في اسمى منازله وأكرمها يكون من الله عز وجل، فنحن نطعم من خيره ونتنفس من نعمته وندرج على ارضه، ونستظل بسمائه· عن ابن مسعود رضي الله عنه: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ما معناه: استحيوا من الله حق الحياء'' قلنا: انا نستحي من الله يا رسول الله ـ والحمد لله ـ قال: ''ليس ذلك·· الاستحياء من الله حق الحياء ان تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى وتذكر الموت والبلى، وترك زينة الحياة الدنيا، وإيثار الآخرة على الاولى فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©