الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لماذا هرب تميم من القمة العربية؟

لماذا هرب تميم من القمة العربية؟
1 ابريل 2019 03:37

أحمد عاطف (القاهرة)

«مثلما جاء رحل»، هكذا وصف مراقبون مغادرة أمير قطر تميم بن حمد القمة العربية قبل أن يلقي كلمته وعقب كلمة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط والتي حملت رسائل غير مباشرة لقطر.
وأرجعت مصادر دبلوماسية عربية لـ «الاتحاد» مغادرة تميم القمة العربية إلى شعوره بتجاهل الرؤساء العرب له وتهميشه والحضور المؤثر للعاهل السعودي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وذكرت المصادر أن تميم كان يعتقد أنه سيرحب به ترحيب الفاتحين ليجد نفسه قد تم التعامل معه كضيف عادي للقمة وهو ما ظهر في الاستقبال الرسمي وفي الصورة التذكارية، حيث أخذ موقعاً بعيداً عن القادة العرب.
وشن الأمين العام للجامعة العربية هجوماً عنيفاً في كلمته على الميليشيات التي تتسبب في خراب عدد من الدول العربية ومهاجماً تدخلات إيران وتركيا التي ساعدت في تفاقم الأزمات العربية، كما أكد تقديره لجهود السعودية في التعامل مع الأزمات التي شهدتها المنطقة العربية خلال العام المنصرم.
وكشفت مصادر عربية كانت في قاعة جلسة القمة العربية لـ «الاتحاد» عن أن تميم واجه تجاهلاً من غالبية القادة العرب في القاعة ولم يمكث سوى دقائق معدودة قبل انصرافه غير المبرر من القاعة متوجهاً إلى المطار ليعود إلى الدوحة بـ «خفي حنين» بعد أقل من 4 ساعات من وصوله إلى مطار قرطاج بتونس.
وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، لـ«الاتحاد»، إن مغادرة تميم بن حمد للجلسة الافتتاحية للقمة العربية له مدلول سياسي ودبلوماسي كبير، خاصة أنه شعر بالتهميش، وعدم الاهتمام من القادة العرب الحاضرين القمة.
وأضاف العرابي أن النظام القطري تم وضعه في حجمه الطبيعي ومكانته الضعيفة، بسبب رعايته الإرهاب وتدخله في شؤون الدول العربية، موضحاً أن تميم كان يظن أن الأنباء التي ترددت عن اعتذار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن حضوره القمة على لسان أحد المسؤولين في تونس ستجعله مرحباً به، لكن بمجرد أن وصل السيسي علم مكانته الطبيعية وفارق التعامل والترحاب، لذلك لم يتحمل الانتظار في القمة، وغادر عائداً إلى بلاده.
وفسر عدد من المراقبين رحيل تميم المفاجئ بالغضب من شكر أبو الغيط السعودية والذي أعقب الاستقبال التونسي الحافل لخادم الحرمين الشريفين إلى جانب مهاجمة أبو الغيط إيران وتركيا حليفي النظام القطري.
فيما أرجع البعض المغادرة السريعة إلى إدراك تميم أنه سيواجه بكلمات نقد حادة من القادة العرب، خاصة من ممثلي الدول الداعية لمكافحة الإرهاب فيما يخص دعم التنظيمات الإرهابية واحتضان جماعة «الإخوان» الإرهابية والتحالف مع تركيا وإيران.
وفي تفسير غريب، خرجت وسائل الإعلام القطرية لتتحدث عن أن المغادرة السريعة كان مبرمجة، وأن الأمير تميم قرر من البداية الاكتفاء بحضور كلمتي الرئيس التونسي وكلمة الأمين العام للجامعة العربية، وتحدثت عن خطاب «حفظ ماء الوجه» الذي وجهه تميم للرئيس التونسي والذي شكره فيه على الاستقبال والحفاوة التي وجدها خلال وجوده في تونس.
وسبق لتميم أن غادر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في لبنان خلال يناير الماضي، بعد أقل من نصف ساعة من انطلاق أعمال الجلسة الافتتاحية للقمة.
وصرح السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، لـ«الاتحاد» بأن موقف تميم يعد هروباً من المسؤولية، واعترافاً بدعم الإرهاب، مشيراً إلى أنه من غير المعقول أن يظل أمير دولة قطر حبيساً في إمارته غير قادر على المواجهة والجلوس لبضع ساعات قليلة مع الرؤساء والقادة العرب. وتقول نهى بكر أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بالقاهرة لـ«الاتحاد»، إن انسحاب تميم يعكس ما تعانيه الدوحة في الفترة الأخيرة، من عدم القدرة على المواجهة مع أشقائها العرب، فيما يخص ملف دعم الإرهاب. وأضافت نهى «أن أمير قطر لم يلتزم بأي بروتوكول في الرحيل خلال انعقاد القمة، وكان من الأفضل له عدم الوجود من الأساس أو القدوم إلى تونس، طالما أنه غير قادر على مواجهة أشقائه من العرب»، مشيرة إلى أن الحديث كان واضحاً برفض الإرهاب ودعمه بكل السبل سواء من قطر أو تركيا أو إيران.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©