السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المعجم التاريخي للغة العربية من الشارقة.. فاتحة عصر حديث للغة الضاد

المعجم التاريخي للغة العربية من الشارقة.. فاتحة عصر حديث للغة الضاد
1 ابريل 2019 03:30

ميلانو (الاتحاد)

كشف الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة أن المعجم التاريخي للغة العربية، الذي تعمل عليه إمارة الشارقة بتوجيهات ودعم ومتابعة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشروع عظيم سيكون فاتحة عصر حديث للغة العربية، واصفاً إياه بالمعجم العملاق الذي يمثل ذاكرة الأمّة العربية وديوان ألفاظها وسجلّ أشعارها وأخبارها وحامل مخرجات ومنتجات أبنائها وبناتها.
وأكد أن صاحب السمو حاكم الشارقة أعاد إحياء العمل على المعجم من جديد بعد أن حاولت العمل عليه الكثير من الجهات وتوقفت نتيجة عظمة وضخامة المشروع، مؤكداً أن الشارقة قطعت أشواطاً كبيرة في إنجازه، وسيرى النور قريباً. وأشار إلى أن المعجم يؤرخ للغة والحضارة العربية على امتداد 17 قرناً، تتوزع على ثلاث مراحل بحثية هي: مرحلة النقوش القديمة، ومرحلة اللغات السامية التي تنتمي إليها العربية، والثالثة هي مرحلة اللغة واستخدامها، ويشمل المعجم خمسة عصور: العصر الجاهلي، العصر الإسلامي والأموي، والعصر العباسي، وعصر الدويلات والمماليك، والعصر الحديث، مؤكداً أن العمل يجري عليه بمشاركة أكثر من 300 باحث ومختص من كبار علماء اللغة العربية، ويضم لجاناً في 9 دول بمشاركة نخبة من الخبراء والمراجعين والمدققين، وتحتضن الشارقة اللجنة التنفيذية للمشروع، كما تحتضن القاهرة اللجنة العليا للتدقيق في اتحاد المجامع اللغوية العلمية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات الدورة الرابعة مع مهرجان الثقافة واللغة العربية -الذي تنظمه جامعة القلب المقدس الكاثوليكية في ميلانو بإيطاليا، بشراكة استراتيجية مع هيئة الشارقة للكتاب-، شارك فيها الدكتور محمد صافي المستغانمي، وحاورته فيها البروفسورة ماريا زنولا رئيسة قسم اللسانيات والآداب بالجامعة الكاثوليكية، واستعرض خلالها مسيرة العمل على إصدار «المعجم التاريخي للغة العربية» الذي أطلقه صاحب السمو حاكم الشارقة، بهدف بحث تاريخ المفردة في العربية، وتطورها منذ الجاهلية إلى اليوم، إلى جانب البحث في نشأة العلوم اللغوية والنحوية.
وتناولت الجلسة ضرورة وجود المعجم، وأهم التّحدّيات التي تواجه إتمامه، وأبرز ملامح الخطّة العلميّة المتّبعة لإنجازه، كما كشفت المعايير التي يختلف فيها المعجم عن سائر المعاجم العربية، وفريق عمل الباحثين والعلماء العاملين على المشروع، إضافة إلى المراحل التي وصل إليها إنجازه.
وقال المستغانمي: «على الرغم من كثرة ما تمتلك الأمة العربية من معاجم إلا أنّها لا تغني عن المعجم التاريخي الذي يؤرّخ لجميع ألفاظ اللغة العربية منذ نشأتها الأولى إلى عصرنا الرّاهن، فهو مشروع كبير وشامل وقفت العديد من العوامل دون إنجازه سابقاً، كان أهمها: ضخامة العمل إذ لا ينبغي للذي يؤرّخ للغة العربيّة أن يستند إلى مصادر محددة من الشعر، ويترك مصادر أخرى، ولا يصحّ أن يضع في المدوّنة اللغوية الحاسوبية كتباً تتعلّق بالأدب وأجناسه التعبيرية، ويهمل كتب الفلسفة والمنطق والتاريخ والمواد العلمية الأخرى».
وأضاف: «يُعنى المعجم بتتبّع اللفظ العربي في أوّل استعمال له، ويجيب على أسئلة: من هو المستعمِل الأوّل للفظ؟ وفي أيّ سياق ورد؟ وما الدلالة التي كان يحملها؟ وهل تغيّر من ناحية الشكل والصوت والتّهجية؟ وهل طرأ عليه تغيير في البنية الصرفيّة، وهل تحوّلت دلالته من معنى إلى معنى؟ ومتى تمّ ذلك؟ هذه الأسئلة ومثيلاتها لا تجيب عنها القواميس والمعاجم اللغوية العادية، وإنّما يجيب عنها المعجم التاريخي».
وتحدث مستغانمي حول التجارب العالمية التي عملت على المعاجم التاريخية في لغاتها، قائلاً: «كان الألمان هم الأوائل الذين عملوا على المعجم التاريخي»، وأكد أن المعجم التاريخي للغة العربية يستفيد في عمله من المنهج الألماني والفرنسي للمعاجم التاريخية، حيث يتتبع التّغيّر الدلالي وتطوّر معاني الألفاظ أو انقراضها واندثارها.
وفي ختام المهرجان ألقى عبدالله حسن الشامسي، قنصل عام دولة الإمارات في ميلانو، كلمة قال فيها: «إن لقاءنا اليوم في هذا المهرجان ما هو إلا خطوة واجبة وضرورية في ظل كل أشكال الجهل بالآخر، وإلغاء أثره ودوره.. خطوة تتكامل مع سائر الخطى التي تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة على مختلف المستويات السياسية، والاقتصادية، والثقافية.. خطوة تجسد رسالة الإمارات في اختيارها العام 2019 عاماً للتسامح، وتؤكد معنى زيارة بابا الفاتيكان مؤخراً إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي.. خطوة تنتصر لمسيرة القيم الحضارية الأصيلة وتجدد دورها في التآخي والتواصل والحوار».
وأضاف الشامسي: «أنْ نحتفي باللغة العربية من قلب الحضارة الأوروبية وبين قامات ثقافية عربية وإيطالية يعني الكثير؛ فهذا الاحتفاء يرجعنا إلى سيرة طويلة من العلاقات النبيلة التي جمعت بين العرب والإيطاليين.. سيرة تؤكدها اللغة نفسها، فاليوم ملايين الإيطاليين يتحدثون بكلمات من أصول عربية، مثلما هنالك ملايين العرب ينطقون بمفردات ذات جذور إيطالية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©