عدد اليوم
علي معالي (دبي)
يقولون إنه نصف الفريق أو أكثر.. صمام الأمان.. حامي العرين..
الحديث هنا عن حارس المرمى.. ومن يستحق الآن كل هذه الأوصاف سوى المتألق والمبدع عادل الحوسني..
من مباراة إلى أخرى يثبت أنه أحد نجوم «التشكيلة الملكية».. وأمام قفازاته تتحطم هجمات المنافسين.. ويسهم في حصد الشارقة الفوز تلو الآخر.. وأصبح قريباً من معانقة درع دوري الخليج العربي.
من جولة إلى أخرى يثبت الحوسني، أنه ليس مجرد نصف فريق الشارقة فقط، بل أكثر من ذلك بكثير، وما فعله في مباراة «الملك» الأخيرة أمام الجزيرة خير دليل على ذلك بالكرات الكثيرة التي تصدى لها الحوسني، والتي كانت كفيلة بتغيير نتيجة المباراة، كما أن جماهير الملك نفسها منحت الحارس الأمين لقب الأفضل بين لاعبي الفريق في موقعة «فخر أبوظبي»، وهي المباراة التي ترقبها كل شرقاوي، لأنها تأتي بعد فترة توقف طويلة، إضافة إلى أنها أمام فريق منافس على قمة الدوري.
وكفاءة الحوسني «29 عاماً»، لم تظهر في قمة الجزيرة فقط، بل تصدى لـ«وابل» من الهجمات الخطيرة في مباريات الموسم، وهو بالفعل أحد أهم العناصر التي جعلت «الملك» متربعاً على قمة البطولة بفارق مُريح من النقاط، ليستعيد الحارس مع فريقه الحالي الزمن الجميل للشارقة، ويؤكد أنه بالفعل موهبة كبيرة، عندما وجد الفرصة المناسبة تألق بشكل جعل الجميع يضعه من أفضل حُراس الدوري حالياً. وفي الدقيقة 25، كانت النتيجة وقتها تشير إلى تقدم الشارقة 2-1، وتألق الحوسني في التصدي لكرة ثلاثية، عندما قام خلفان مبارك بالتصدي لضربة ركنية، سددها ناصر بارازيت برأسه لتجد الحوسني، ويسددها علي مبخوت على مرتين، إلا أن الحوسني ينقذ فريقه ببراعة من هجمة كادت تحول مجرى المباراة من البداية.
وليس هذا فحسب، ففي الدقيقة 34 تصدى لكرة صاروخية من بارازيت داخل منطقة الجزاء، والثالثة من عادل العامري في الدقيقة 52، أنقذها ببراعة من الزاوية الضيقة، والنتيجة وقتها 3-1 للشارقة، ولو ترجم الجزيرة هذه الفرص إلى أهداف، فلن يستطيع أحد توجيه اللوم إلى الحوسني.
ويعيش الحوسني واحدة من أفضل فتراته الكروية مع «الملك»، خاصة أنه يعتبر أحد أهم أسباب محافظة الفريق على صدارة جدول الترتيب، ولعب الحوسني جميع المباريات في الدوري، بواقع 1620 دقيقة، ولم تستقبل شباكه سوى 18 هدفاً، بمتوسط هدف في كل مباراة، ليسهم في منح الشارقة أقوى دفاع في البطولة حتى الآن، ونجح في الخروج بشباك نظيفة في 6 مواجهات، أي ثلث المباريات التي خاضها، وخلال مشاركاته، تصدى الحوسني لـ83 تسديدة دقيقة على مرماه، من إجمالي 101 كرة، لتبلغ نسبة نجاحه 82.2%.
الحوسني تألق في التعامل مع التسديدات بعيدة المدى من قبل المنافسين، حيث سكن مرماه هدفان فقط عبر محاولات خارج منطقة الجزاء، ولم ينجح أي منافس في بلوغ شباكه عبر الركلات الحرة المباشرة، كما تصدى لركلة جزاء واحدة، كانت في الجولة الثالثة أمام شباب الفرسان، ليحافظ على انتصار «الملك» وقتها بهدفين مقابل هدف، لأنه تصدى لتلك الركلة في الدقيقة الثالثة بعد التسعين!
بدأ الحوسني يستعيد مكانته في الملعب، بعد أن ظل بعيداً عن المباريات بشكل كبير منذ موسم 2015-2016، حيث شارك مع الوحدة خلال ذلك الموسم في 23 مباراة، وفي الموسم التالي 4 مباريات فقط، وانتقل للشارقة موسم 2016-2017 على سبيل الإعارة، وشارك في 6 مباريات، وفي الموسم التالي 7 مباريات، وانتقل إلى «الملك» رسمياً ليتألق بشكل رائع هذا الموسم ليساهم في جعل الفريق الأقرب إلى بطولة الدوري حتى الآن.
وتحدث وليد سالم حارس العين ومنتخبنا الوطني الأسبق، عما يقدمه الحوسني مشيراً إلى أن مقولة حارس المرمى هو نصف الفريق، لابد من إلغائها، وقال: الحارس أكثر من نصف الفريق بكثير، وما قدمه الحوسني في مباراة الجزيرة خير دليل، حيث كان سبباً مباشراً في فوز «الملك» بالنقاط الكاملة من خلال التصدي لأكثر من فرصة كفيلة بتغيير وضع المباراة، ويقود فريقه بثبات نحو تحقيق الحُلم، وأرى أنه على الجماهير أن تغير الفكرة السابقة عن الحراس، لأنهم عندما يخطئون في «غلطة» واحدة، يتم شن الهجوم الكثيف عليهم، ومن الممكن ألا تكون هناك سوى فرصة ينقذها الحارس، وتجعل فريقه يفوز بالمباراة، وعندما شاهدت مباراة الشارقة مع الجزيرة لم تكن هناك فرصة واحدة فقط، بل أكثر من هدف محقق أنقذها الحوسني. وأضاف: أعتبره حارساً مُبدعاً هذا الموسم، وهو ما جعل الفريق يصل إلى هذا الترتيب بالتعاون مع بقية الزملاء في أرض الملعب، لكن الحوسني لابد أن يحصل على حقه الإعلامي على الأقل، لأنه تميز في الكثير من اللقاءات، وفي مباريات بخلاف الجزيرة، كانت هناك مواجهات أخرى بطلها الأساسي هو الحوسني، ويستحق أن يكون هذا الموسم هو الأفضل بين حراس المرمى.
وقال: ظهرت الفدائية في الكثير من الكرات على مدار شوطي مباراة الجزيرة، واختياره الأفضل في الجولة أمر طبيعي، نظراً لما قدمه لفريقه، وهو يقاتل من أجل «الملك» وأن يضعه في المكان المناسب، وأرى أنه من المهم أن يتواجد حارس المرمى المتصدر ضمن قائمة المنتخب الوطني، ويكفي للتأكيد على كفاءة الحوسني أن فريقه على القمة وبفارق جيد من النقاط.
