الإيجارات السكنية في دبي تتراجع 7% بسبب طرح وحدات جديدة

تراجعت أسعار الإيجارات السكنية في دبي بنسبة تتراوح بين 5% و7% خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، بحسب مسؤولين تنفيذيين في شركات عقارية عاملة بالإمارة. وعزا هؤلاء تراجع أسعار الإيجارات إلى زيادة عدد الوحدات السكنية المعروضة للإيجار مشيرين إلى أن السوق العقارية في دبي تشهد يوميا طرح وحدات جديدة ما يزيد من الضغوط السعرية على الوحدات السكنية ويدفعها للانخفاض. وقالوا إنه رغم انخفاض مستوى الأسعار في دبي خلال الربع الأول من العام الحالي فأن السوق العقارية شهدت زيادة كبيرة في معدل التداولات خلال هذه الفترة نتيجة اندفاع المستأجرين نحو تغيير مساكنهم لتقليص ميزانية السكن أو للارتقاء بنوعيته من حيث جودة المباني وأماكنها. واكد شاهر موصلي المدير التنفيذي لشركة “أرثر ماكينزى” للعقارات أن أسعار الإيجارات واصلت تراجعها في دبي بنسبة تتراوح بين 5% و7% خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي لتصل نسبة التراجع الإجمالية الى نحو 40% خلال عام. تفاوت الانخفاض وقال إن مستوى انخفاض الإيجارات سجل معدلات متفاوتة بحسب المنطقة ونوعية البناء، مضيفا أن مناطق وسط المدينة والقصيص وديرة والنهدة سجلت اكبر معدل لتراجع الإيجارات بنسبة 7% نتيجة زيادة عدد الوحدات المعروضة في هذه المناطق بعد انتقال شريحة كبيرة من المستأجرين إلى المناطق السكنية بأطراف المدينة للاستفادة من الفروق السعرية الكبيرة. ولفت إلى أن أسعار الإيجارات السكنية في مناطق التملك الحر والتجمعات السكنية الجديدة علي أطراف المدينة مثل “انترناشيونال سيتي” و “جاردينز” بدأت في الاستقرار خلال الربع الأول من العام الحالي حيث تراجعت أسعار الإيجارات السكنية فيها بنسبة 5% فقط وهو معدل جيد مقارنة بنسبة الانخفاضات الفصلية السابقة والتي تراوحت بين 10 % إلى 12 % خلال الربع الأخير من العام الماضي مقارنة بالربع الثالث من العام نفسه. ولفت إلى أن متوسط سعر إيجار الشقق السكنية في “انترناشيونال سيتي” يتراوح في الوقت الراهن بين 35 و38 ألف درهم، فيما سجل سعر الأستوديو بهذا التجمع السكنى المتكامل الذي يقع على أطراف المدينة نحو 20 ألف درهم. التجمعات الجديدة وأشار إلى إن لجوء بعض العاملين في أبوظبي للسكن في التجمعات السكنية الجديدة في دبي مثل “جاردينز” والتي تقع بالقرب من الطريق السريع المؤدي إلى العاصمة ادى الى تباطؤ وتيرة الانخفاضات في مثل هذه التجمعات خلال الربع الأخير موضحا أن بعض العاملين في أبوظبي يسعون إلى الاستفادة من فروق أسعار الإيجارات المنخفضة في دبي مقارنة بأسعار الإيجارات في أبوظبي. وأشار موصلي الى أنه رغم تأثير هذا الاتجاه على أسعار الإيجارات في التجمعات السكنية القريبة من أبوظبي فان تأثير هذا التوجه على أسعار الإيجارات في دبي يقتصر على هذه المناطق دون غيرها. وقال إن سكن بعض العاملين بالعاصمة في هذه التجمعات يمثل خيارا استثنائيا لهؤلاء العاملين هناك ومن ثم لا يمكن التعويل عليه كمولد للطلب على الوحدات السكنية في دبي خلال الفترة المقبلة. وأضاف ان الملاك اصبحوا يدركون طبيعة التحديات الحالية التي تواجهها السوق العقارية ويمسكون بزمام المبادرة ويعرضون تخفيضات على المستأجرين بهدف الحفاظ على نسبة إشغال جيدة في عقاراتهم خاصة إن نسبة كبيرة من مالكي الوحدات السكنية قاموا بإنشاء الأبراج السكنية بتمويلات بنكية تسدد على أقساط شهرية تم احتسابها وفق معدلات الإيجارات السابقة مما يضطر الملاك إلى تخفيض الإيجارات لتجنب تدنى إجمالي الإيرادات إلى ما دون الاستحقاقات البنكية الشهرية. ومن جانبه قال سعد العابد مسؤول الخدمات الاستشارية في شركة كوليرز انترناشيونال المتخصصة في مجال الاستشارات العقارية إن أسعار الإيجارات السكنية في دبي واصلت انخفاضها الفصلي الذي بدأ منذ بداية الأزمة المالية العالمية وحتى الوقت الراهن. وأضاف العابد أن أسعار الإيجارات في التجمعات السكنية الراقية مثل دبي مارينا ومنطقة وسط برج دبي وتلال الإمارات سجلت أقل معدل انخفاض خلال الربع الاول من العام الحالي فيما تصدرت المباني القديمة و منطقة وسط المدينة قائمة الانخفاضات خلال هذه الفترة. وعزا العابد تباطؤ وتيرة انخفاض أسعار الإيجارات في مناطق التجمعات السكنية الراقية إلى بلوغها معدلات سعرية جيدة مقارنة بالتسهيلات التي توفرها هذه التجمعات. الضغوط الاقتصادية ومن جهته، قال عصام النعيمي مدير شركة “بيت الاستثمار” للوساطة العقارية إن استمرار الضغوط الاقتصادية التي تواجه شريحة كبيرة من المستأجرين بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية واضطرارهم إلى ضغط نفقاتهم الأساسية و الكمالية فضلا عن طرح وحدت سكنية جديدة أديا إلى انخفاض أسعار الإيجارات السكنية في دبي بنسبة تتراوح بين 5 الى 7% خلال الربع الاول من العام الحالي مقارنة بالربع الأخير من 2009. وأضاف أن شريحة كبيرة من المستأجرين قاموا خلال الفترة الأخيرة بتغيير مساكنهم بدوافع اقتصادية حيث يتطلعون إلى الاستفادة من انخفاض أسعار الإيجارات من خلال الانتقال إلى مسكن أرخص يحقق لهم نفس نسبة جيدة من التوفير في ميزانية السكن وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة نسبة الشواغر خاصة على مستوى الوحدات السكنية المؤلفة من ثلاث غرف وصالة. وقال النعيمي إن التجمعات السكينة على أطراف مدينة دبي شهدت إقبالا متزايدا من المستأجرين خلال الربع الأول من العام الحالي بعد تراجع أسعار الإيجارات فيها لتصل إلى معدلات ايجارية في متناول شريحة كبيرة منهم كما في “انترناشيونال سيتى”و”جاردينز” و”واحة دبي للسيليكون”. ولفت إلى أن الأزمة المالية العالمية أحدثت تغييرات جذرية في العلاقة التجارية بين المالك والمستأجر، موضحا أن زيادة عدد الوحدات السكنية المعروضة في السوق العقارية في دبي تؤدي بدورها للمزيد من انخفاض أسعار الإيجارات حتى يصل السوق إلى نقطة التوازن بين العرض والطلب.