المائدة العمانية تفوح برائحة التوابل وتتنوع وفق الفصول

تتنوع الأصناف المقدمة على موائد سلطنة عمان حسب المناطق، وحسب الفصول والمناسبات والأعياد، ففي فصل الشتاء يكون الأكل دسماً ويغلب عليه العسل والسمن والتمر والدبس، أما في فصل الصيف فيكون الطعام قليل الدسم وخالياً من الدسم أحياناً حيث تكثر فيه الأسماك المجففة والمملحة والحمضيات وتقل فيه اللحوم بشكل ملحوظ. تتميز الأكلات الشعبية في عمان بخصوصية نكهتها القادمة من غنى المائدة العمانية الحافلة بالعديد من الأطباق الخاصة التي تميزهها عن الموائد الأخرى والتي تكتسب شهرتها الخاصة انطلاقاً من التوابل العمانية التي تعطيها مذاقها المميز اللذيذ. البهارات الفواحة يختلف ترتيب تقديم الوجبات من منطقة لأخرى داخل السلطنة، فأحياناً يُقدم المشوي قبل المظبي. وقلما تخلو الضيافة العمانية من تقديم هذه الأطباق حسب المناسبات، وعموماً تختلف الوجبات العمانية باختلاف المناسبات فهنالك أطباق خاصة تقدم للمرأة عند وضع مولودها، وأطباق خاصة تقدم عند ختم القرآن الكريم أو ختم سور معينة من القرآن الكريم، ونجد أيضاً بعض الأكلات التي تقدم للطفل عندما يكمل عامه الأول وعند فطامه من الرضاعة، إضافة إلى الأكلات المتنوعة الخاصة بموائد الضيوف. وتتنوع خلطات البهارات العمانية باختلاف الأطباق والمناسبات، وهي تضاف إلى جميع الأطباق العمانية الحلوة والمالحة كما تستعمل في صنع الشاي والقهوة، وهناك خلطة البهار الخاصة بأطباق أرز “القبولي” والمرق، في حين تستعمل بعض خلطات البهار كدواء لتخفيف بعض الآلام مثل خلطة “الشوني” التي يتم فيها خلط جميع البهارات بعد تحميصها على النار وطحنها وإضافة “النحل” المصنوع من التمور العمانية، وهذه الخلطة صالحة للاستخدام لفترة زمنية طويلة إذ لا تحتاج إلى الحفظ في الثلاجة. وتختلف خلطة بهار مرق اللحم عن بهارات مرق السمك، وللأسف فإن هذه العادات أخذت في الاضمحلال في بعض المناطق لتحل محلها الوجبات السريعة، كما أسهم الإعلام أيضاً في تنويع الأكلات، وكثرت كتب وبرامج الطبخ وزاد انفتاح السلطنة على العالم من? أجل إضفاء روح التجديد على تلك الأكلات الشعبية. أطباق المناسبات تتوازن أطباق المائدة العمانية في رمضان من حيث كمية البروتينات والنشويات والسكريات عبر أطباق مثل الثريد والهريس و”الصخانة” وهي شبيهة بالمهلبية ولكنها تحتوي على بقوليات، أما الشوربة العمانية فتتكون من قمح ولحم وهيل. وفي أيام الأعياد تقدم أيضاً أطباق خاصة تعتمد على اللحوم والأرز والخبز، ففي أول أيام العيد أو ما يسميه العمانيون” صبيحة العيد” تقدم “العرسية” وهو طبق يميز المطبخ العماني، ويعتبر من الأطباق الدسمة الذي يتجمع حوله أفراد العائلة أو القبيلة، وبعده تقدم الحلوى العمانية الخاصة مع القهوة، وتقدم هذه الأطباق قبل صلاة العيد. أما في عيد الأضحى فإنها تقدم بعد صلاة العيد، وذبح الأضحية، يليها تقديم اللحم المطبوخ، والخبز والعسل، وفي ثاني أيام العيد يقدم الخبز مع اللحم “المشاكيك/التكة” والمظبي. وفي ثالث أيام العيد يقدم ?“الشوي” مع الأرز والسمن العربي المحلي الذي تقوم النساء بتصنيعه محلياً داخل البيوت قبل الأعياد والمناسبات وله نكهته المميزة. أما في اليوم الرابع من العيد تقدم وجبات خفيفة من أطباق الأسماك المجففة أو المملحة والتي تحضر بطريقة خاصة مع الأرز والسمن العربي، كتغيير من أكل اللحوم خلال الأيام الأولى من العيد. ويوجد أنواع عديدة من الخبز العماني ويتم خبزه بأدوات خاصة لذلك مثل الطوبج بأنواعه (صفيحة معدنية ثقيلة ذات شكل دائري منها المستوي ومنها المحدب الشكل). ويوجد أنواع أخرى له حسب المناطق كالمنطقة الداخلية وبعض مناطق الظاهرة وصلالة التي يوجد بها أنواع أخرى من الخبز الشعبي مثل خبز الرخال الذي يشبه طريقة البسطيلة المغربية، والخبز الخفيف اليابس. أشهر الأطباق العمانية - القبولي: وهو عبارة عن طبق من الأرز مع قطع اللحم أو الدجاج والزبيب والحمص وبهارت خاصة. - العرسية: وهي طبق أرز أبيض مهروس مع الدجاج أو اللحم، ويقدم مع صلصة خاصة تسمى “الترشا” وعادة تطبخ في العيدين. - الشواء: عبارة عن لحم مشوي في فرن خاص محفور تحت الأرض ويقدم مع الأرز الأبيض. - المالح: عبارة عن سمك مملح يضاف إليه الماء والليمون والبصل ويؤكل مع الأرز الأبيض.