السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هل مشاركة نشاطاتك على الـ "فيسبوك" تجعل تأمينك أكثر كلفة ؟

هل مشاركة نشاطاتك على الـ "فيسبوك" تجعل تأمينك أكثر كلفة ؟
31 مارس 2019 02:18

هل وثقت رحلتك لتسلق الصخور على إنستجرام؟ هل نشرت صور مغامراتك على فيسبوك؟ أو تغرد على تويتر وأنت تقود دراجة نارية ولا تضع خوذة؟ في يوم من الأيام، يمكن لمثل هذا التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي أن ترفع أقساط التأمين على حياتك.
في يناير الماضي أصبحت نيويورك أول ولاية في الولايات المتحدة تقدم إرشادات حول كيفية استخدام شركات التأمين على الحياة لخوارزميات التمشيط، التي تجمع معلومات من منشورات التواصل الاجتماعي، وكذلك بيانات مثل الدرجات الائتمانية وسجلات ملكية المنازل، لتقليل المخاطر التي قد تنطوي على قبول طلب الحصول على التأمين.
ويأتي هذا التوجيه وسط توقعات بأنه خلال سنوات، قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي من بين البيانات التي تتم مراجعتها قبل إصدار التأمين على الحياة وكذلك بوليصة التأمين على السيارات والممتلكات.
وحددت نيويورك شرطاً أساسياً، حيث تطلب من شركات التأمين إثبات أن أياً من بيانات الوسائط الاجتماعية المستخدمة في اتخاذ قرار إصدار بوليصة التأمين لها ما يبررها ومنطقية للاستخدام ولا تمثل تمييزاً غير عادل ضد بعض العملاء.
«نحن نمر بفترة الآن تقوم فيها معظم شركات التأمين على الحياة باستخدام كل أنواع البيانات، وليس فقط البيانات التي يحصلون عليها مباشرة من العميل بشكل استباقي، ولكن مصادر البيانات الخارجية الأخرى، وسائل التواصل الاجتماعي، والمصادر التي تقدم معلومات متعددة»، حسبما قال آري ليباريكيان، الشريك الرئيس في شركة «ماكينزي آند كوفي» نيويورك.
ويتوقع أنه في يوم من الأيام، سيقوم مقدمو التأمين بتقييم العملاء المحتملين من خلال تقارير آلية تعتمد جزئياً على استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي. وقال ليباريكيان: «إن هذا الأمر يتحقق هنا إلى حد ما حالياً وسينتشر في العامين المقبلين».
إذا قمت بنشر صور لسلوك يحتمل أن يكون محفوفاً بالمخاطر، فهل ترتفع أقساط التأمين على الحياة الخاصة بي؟
يقول جاك فان نيكيرك، الرئيس التنفيذي لوحدة «وندرمان داتا» التابعة لمجموعة «دبليو بي بي»، إن الوقت والجهد لمراقبة تواجد مقدم الطلب عبر الإنترنت قد يكون مكلفاً، لذا فإن القليل من شركات التأمين التي تفعل ذلك لا تقوم بمتابعة العميل بالتفصيل أو على نطاق واسع، وأضاف أن إنفاق موارد لاكتشاف أن أحد حاملي بوليصة التأمين ذهب إلى سان تروبيه مثلاً وخلال مغامرة بالمظلات لم يضع خوذة ما قد يستخدم لزيادة سعر الفائدة «قد يكون سيئاً ومضللاً».

ما الذي يجب تجنب نشره على وسائل التواصل الاجتماعي؟
قال مايك فوغت المدير التنفيذي للبيانات والتحليلات في شركة «أس بي آر»، وهي شركة تشمل خدماتها استخدام حسابات الذكاء الصناعي والوسائط الاجتماعية لمساعدة شركات التأمين في التعامل مع التعويضات، إنه ينبغي ألا يقوم الناس بنشر صور السلوكيات المحفوفة بالمخاطر مثل التدخين وبدلاً من ذلك، يستمتع بنشر صور اللعب بالأنشطة الصحية، مثل رحلات الدراجات أو المشاركة في سباقات الماراثون.
وقال إن نشر صور «الطيران الشراعي، وتسلق جبال الجليد، وركوب دراجة نارية خلال شرب الكحوليات.. يعني تجاوز الحد المطلوب للأمان، لكنني بصراحة فوجئت بما ينشره الناس». وأضاف: «لا تختفي هذه الصور أبداً، حتى إذا قمت بإزالة ما تنشره بعد ساعات قليلة».

هل يمكن لعاداتي الرقمية أن تخفض تكاليف التأمين؟
تستكشف بعض شركات التأمين على الحياة والسيارات ما إذا كان العملاء سيشاركون بيانات الصحة أو سلوك القيادة، وتذكّر أن شركة التأمين على الحياة التي أخذت عينات من الدم والبول تعرف بالفعل الكثير عن العميل. لتطوير علاقات ودية، تقوم بعض شركات التأمين بتقديم امتيازات مثل بطاقات الهدايا مقابل الحصول على بيانات حول ممارسة الرياضة وتقديم تفاصيل عن النوم.
«فإذا كنت تعيش حياة صحية، فلماذا لا تشارك تلك البيانات؟». وحسب ما قال فان نيكيرك الرئيس التنفيذي لمجموعة وندرمان داتا. رغم ذلك، فإن هذه المشاركة ليست للجميع، ويحذر بعض خبراء الخصوصية من تداول البيانات الشخصية. وفي المستقبل، يمكن لبيانات وسائل التواصل الاجتماعي ومصادر المعلومات الأخرى أن تجعل التأمين على الحياة أرخص وأقل صعوبة.
وقال ليباريكيان: «ماذا لو لم يكن عليك الذهاب إلى الطبيب وإعطاء عينة دم؟». وعلى جانب التأمين على السيارات، يستخدم أشخاص عديدون تطبيقات الأجهزة المحمولة التي تتعقب عاداتهم في القيادة، مثل عدد المرات التي يضغطون فيها على بدال الفرامل. قال ليباريكيان: «سيحصل المستهلكون على المزيد والمزيد من المزايا التي يقدمونها لهم، مثل الأقساط المخفضة أو المشورة الأفضل للمخاطر، إذا ما شاركوا بعض بياناتهم على وسائل التواصل الاجتماعي أو في أي مكان آخر».

كيف تستخدم شركات التأمين بيانات الوسائط الاجتماعية الآن؟
بعض شركات التأمين تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في التعامل مع طلبات الحصول على التأمين. يمكن لشركات التأمين التحقق من توضيحات مطالبات السيارات ضد شهادات فيسبوك حول حادث. ويمكنهم تحدي رفض الطلب لأسباب صحية إذا كانت الصور المنشورة من رحلة تزلج على الجليد، على سبيل المثال، تتعارض مع التقارير الطبية.

هل تساعد إعدادات الخصوصية؟
نعم، يقول خبراء الصناعة، راجع إعدادات الخصوصية على كل حساب على وسائط التواصل الاجتماعي، مع التأكد من مشاركة المنشورات فقط بين الشبكة التي اخترتها، قم بإلغاء تحديد نفسك من الصور التي ينشرها آخرون، واطلب من الأصدقاء عدم وضع اسمك على الصور والمعلومات التي ينشرونها على صفحاتهم. في النهاية، رغم ذلك، يحذر الخبراء من أنه إذا كنت تعيش حياة غير صحية، فإن شركة التأمين التي تتعامل معها ستكتشف ذلك بالطريقة القديمة، من خلال طرح الأسئلة وأخذ عينات من الدم والبول.

بقلم /‏ إيلين بايرون وليزلي سيسم

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©