الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أبريل.. لا وقت للكذب

أبريل.. لا وقت للكذب
4 ابريل 2020 00:09

أحمد القاضي (القاهرة)

لا وقت للكذب حتى لو كنا في شهر «أبريل»، ليس لأن الناس تعهدت الصدق أو أيقنت أن «الكذب ليس له أرجل»، ولكن لأنه لا وقت للكذب في ظل تفشي فيروس «كوفيد 19»، وترويج الإشاعات، وفق الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، حيث يعد ذلك جريمة بالقانون.

تمكَّن فيروس كورونا المستجد للمرة الأولى من توحيد الدول والأفراد ضد فكرة نشر الكذب، وبعدما تسبب الفيروس في إعلان العديد من الدول حظر التجوال وأصيب به الآلاف حول العالم، لم يعد هناك مكان لنشر الإشاعات أو الكذب حتى لو كان على سبيل المزاح، سواء في الصحف أو على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقبل يومين من موعد كذبة أبريل، أطلقت شركة جوجل مبادرة تدعو فيها لعدم الاحتفال بهذا اليوم، مؤكدة أنها لن تطلق خدعتها الشهيرة مثل كل عام، ونقلت الصحف تصريحات للرئيس التنفيذي للشركة «لورين توهيل»، يذكر فيها أنه سيكون من الصعب إطلاق الفعاليات الكاذبة في ظل معاناة البشر حول العالم من الإصابة بالفيروس المستجد.
وأكدت الدكتورة سامية خضر، خبيرة العلوم الاجتماعية، أن السلوكيات البشرية تعرضت لتغيرات سريعة منذ بدء أزمة فيروس كورونا، فهي أزمة لم يرها العالم منذ ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، ولهذا ستسهم هذه المحنة في نبذ عدد من السلوكيات الخاطئة، وعلى رأسها الكذب والعودة إلى كل القيم الجيدة.
وتقول أستاذة علم الاجتماع لـ «الاتحاد» إن الشيء الذي يمكن اعتباره إيجابياً في محنة «الكورونا»، أنها أعادت كل فرد من سكان العالم إلى جانبه الروحاني مرة أخرى، وجعلته يدرك الفارق بين النكتة والكذبة، فالنكتة أمر محمود قد يمنع الناس من الوصول إلى مرحلة الاكتئاب في الأزمات العالمية، لكن الكذبة سيئة، ترفضها كل الأديان والأخلاقيات، وقد تتسبب في مزيد من الرعب والفزع.
ويختلف الباحثون حول تحديد اليوم الذي ظهرت فيه هذه العادة، فذهب البعض إلى أن موطنها الأول الهند، حيث يوم عيد هولي الذي يقوم فيه بعض البسطاء بتنفيذ المهام الكاذبة يوم 31 مارس، ولا يكشفون عن أنفسهم إلا مساء اليوم الأول من أبريل.
وذهب فريق آخر إلى أن فرنسا هي منشأ فكرة كذبة أبريل، حيث كانت تحتفل بتقويم رأس السنة الميلادية في الأول من أبريل، ثم تغير التقويم ليصبح الأول من يناير، ولكن ظل البعض يحتفلون في الموعد القديم، فأطلقوا عليهم من يصدقون «كذبة أبريل»، وكان ذلك في القرن الرابع عشر، إلا أن الشيء المؤكد الوحيد أن العالم بدأ يحتفل بكذبة أبريل في القرن التاسع عشر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©