الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منال تريم عمران: «نور دبي» تعيد النور إلى سيدة مسنة بعد 60 سنة ظلام

منال تريم عمران: «نور دبي» تعيد النور إلى سيدة مسنة بعد 60 سنة ظلام
14 يونيو 2009 02:16
مبادرة نور دبي استحدثت بداية لعلاج مليون حالة عمى في جميع ربوع العالم، وتعد المبادرة إحدى المبادرات المميزة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهي مبادرة معدة وفق استراتيجية. هذه الاستراتيجية التي وضعتها المبادرة تستهدف علاج مليون شخص حول العالم من أمراض العيون، وتتكون من فريق عمل متخصص في أمراض العيون، وترأس فريق مبادرة «نور دبي» الدكتورة منال تريم عمران، وأطلقت « نور دبي» في سبتمبر 2008، وقد عالجت حتى أبريل الماضي أكثر من 500 ألف مريض بأمراض العيون في 14 دولة حول العالم، معظمها تصنف من الدول الفقيرة. عن المبادرة وعن تنصيبها رئيسا لنور دبي، وعن تجربتها في ميدان العمل وزياراتها المتعددة للبؤر الساخنة حاورنا د. منال تريم عمران رئيس فريق «نور دبي» وخرجنا بالتالي.. بداية.. ما مؤهلاتك العلمية؟ التحقت بكلية دبي الطبية للبنات لأحصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة، وبعد التحاقي بدائرة دبي الطبية، حرصت على إتمام دراستي والتخصص في مجال طب وجراحة العيون في جامعة كولون الألمانية، واخترت تخصص جراحة الشبكية لعدم وجود الكوادر المواطنة في هذا التخصص آنذاك، كونه تخصصا نادرا ومطلوبا ومهما لكثرة الإصابات باعتلال الشبكية في الدولة. كيف تم اختيارك على رأس هذا العمل المميز؟ تعد مبادرة نور دبي إحدى المبادرات العظيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وتهدف لمد يد العون إلى أكثر من مليون شخص في العالم عبر توفير العلاج للإعاقات البصرية وتوفير برامج مكافحة العمى للتخلص من الأمراض المزمنة المسببة للعمى وتوفير الوعي الصحي حول مكافحته. ولقد تم ترشيحي من قبل هيئة الصحة بدبي ووزارة الصحة لخبرتي في مجال مكافحة العمى فانا أشغل حاليا منصب رئيس شعبة العيون لدى جمعية الإمارات الطبية وعضو في اللجنة الوطنية لمكافحة العمى في الدولة، كما أنني عضو في مجلس إدارة مجلس الشرق الأوسط وإفريقا لطب العيون. تهدف مبادرة «نور دبي» لعلاج مليون حالة من العمى والوقاية منه على مدار 12 شهرا، كم من حالة تم علاجها اليوم في مختلف ربوع العالم؟ أو كم وصل عدد المستفيدين من هذه المبادرة؟ نجحت «نور دبي» حتى الآن بمعالجة أكثر من نصف مليون حالة من المصابين بأمراض العمى وضعف البصر حول العالم خلال الشهور الستة الأولى من انطلاقها، وكانت المبادرة قد عالجت من خلال شراكتها مع «مؤسسة نادي ليونز الدولية»، التي تعد من أهم المؤسسات العاملة في مجال الخدمات التطوعية حول العالم، حوالي 400,000 حالة من المصابين بأمراض العمى وضعف البصر القابلة للعلاج في أفريقيا، ونجحت المبادرة في معالجة أكثر من 100,000 مصاب بالعمى وأمراض العيون من خلال المخيمات الطبية التي نظمتها المبادرة بالتعاون مع مؤسسة البصر العالمية في كل من باكستان والسودان واليمن وتشاد والنيجر واليمن وسريلانكا، وتم إجراء أكثر من عشرة آلاف عملية لاستخراج المياه البيضاء والمعروفة بـ»الساد» إلى جانب توزيع النظارات الطبية وتوفير الأدوية والعلاج لأكثر من 90,000 مريض. ما هي أهم البلدان التي قمت بزيارتها للقيام بهذه المهمة؟ وما هي الذكريات التي تحملينها في نفسك عن كل شعب من الشعوب التي التقيتها في إطار العلاج؟ تقوم مبادرة «نور دبي» بدور فعال في مجال مكافحة العمى في المنطقة والعالم عن طريق إقامة المخيمات المتنقلة وتقديم العناية الطبية للمرضى في قارتي آسيا وأفريقيا، واستطاعت المبادرة الوصول إلى أكثر المناطق النائية والفقيرة حول العالم بهدف مد يد العون وتقديم العلاج والرعاية الصحية الملائمة للحالات التي تعاني من العمى وأمراض العيون التي يمكن الوقاية منها في العديد من الدول النامية ومنها سريلانكا واليمن وباكستان والسودان وبنجلاديش وتشاد والنيجر، ولعل العامل المشترك الذي يجمع بين هذه الشعوب هو كونها تعيش تحت ظروف الفقر وغياب الوعي الصحي والرعاية الطبية اللازمة في بعض المناطق، وتمتاز جميع هذه الشعوب بالإقبال على الحياة وحب الآخرين وكرم الضيافة على الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها. وهل حصل أن أجريت بعض العمليات بنفسك أو شاركت فيها لعلاج بعض الأشخاص من العمى؟ وكم وصل عددها؟ بالتأكيد فنحن كفريق طبي لمبادرة «نور دبي»، نتعاون جميعاً في تقديم العلاج وإجراء العمليات في هذه المخيمات التي تقام في أصعب الظروف المعيشية نظراً لبعد المناطق النائية التي يتم فيها تنظيم هذه المخيمات، وقد قمت شخصياً بإجراء العمليات الجراحية للمرضى الذين تمت استضافتهم في دبي ومعالجة حالات الإعاقة البصرية بسبب اعتلال الشبكية. وصلت القافلة لمناطق بعيدة ووصلت لعمق العالم وأتيحت لك الفرصة للوقوف على احتياجات الناس المادية بالإضافة لاحتياجات العالم، ماهي تأثيرات ذلك على نفسيتك؟ تعتبر «نور دبي» إضافة جديدة لسجل مدينة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة الحافل بالمبادرات والإنجازات التي تهدف إلى مساعدة الأشقاء والأصدقاء والمحتاجين وضحايا الكوارث الطبيعية في هذا العالم، وأنا شخصياً أشعر بالفخر والاعتزاز كوني ابنة هذا البلد المعطاء الذي يحرص على مد يد العون والمساعدة بجميع أشكالها الصحية والاجتماعية والاقتصادية إلى الفقراء والمحتاجين حول العالم. من خلال حصيلة عملك ومن خلال تجوالك بالعالم ماهي الرسالة التي تودين قولها للنساء على وجه الخصوص وللعالم أجمع؟ تشكل المرأة نصف المجتمع وهي سبب رئيسي في بنائه وعمارته ونجاحه، وقد لمست خلال تجوالي في مختلف الدول النامية افتقار هذه الشعوب للعلم والوعي الصحي مما تسبب في تدهور الأوضاع الصحية لديهم والتي كان من الممكن الوقاية منها بقليل من العلم والمعرفة، ومن هنا فإنني أتوجه إلى جميع نساء العالم والمجتمعات على وجه العموم بحثهم على أهمية التحلي بالعلم والمعرفة، لأن إهمال العلم يؤدي إلى نتائج وخيمة تلقي بظلالها على كافة النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية، كما أوصيهن باستخدام العلم لخدمة الوطن وإبراز دور المرأة في تنمية المجتمع. ما هي الخطوة المستقبلية للمبادرة؟ إن لإنجازات مبادرة نور دبي صدى كبيرا في جميع أنحاء العالم، فقد قدمت المبادرة الأمل للملايين من المحتاجين وساهمت في تحسين أوضاعهم المعيشية، كما أنها ساهمت في تطوير مجتمعات مما ينعكس إيجابيا على اقتصاد الدول المستفيدة من المبادرة، نأمل في استمرارية المبادرة وتوجيه نشاطاتها لخدمة العالم عبر مساعدة منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لمكافحة العمى في تحقيق أهدافهم في مجال مكافحة العمى وإنجاح برنامج «الرؤية 20/20» بدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فالنجاح المستمر للمبادرة يشجعنا على الاستمرارية ومد يد العون للمحتاجين في جميع أنحاء العالم. مؤسسة نور دبي أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بتحويل مبادرة نور دبي لعلاج ووقاية أمراض العيون والعمى إلى مؤسسة قائمة بذاتها ومستقلة ماديا وإداريا، وذات صبغة خيرية وإنسانية بحتة تحت مسمى «مؤسسة نور دبي» جاء ذلك خلال لقاء سموه مع أعضاء فريق عمل مبادرة «نور دبي» في المكتب التنفيذي بأبراج الإمارات بحضور معالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء. طفل النيجر تحرمه «العتمة» من القراءة والكتابة حول أصعب الحالات التي تم علاجها وأبصر أصحابها النور بعد سنوات طويلة من العتمة من جراء فقدان البصر قالت د. منال تريم عمران: تحمل كل حالة عالجتها «نور دبي» منذ انطلاق المبادرة في سبتمبر من العام الماضي في طياتها قصة انسانية واجتماعية مؤثرة لا يتسع المجال لذكرها جميعاً، ولكن يمكننا أن نذكر هنا بعضاً من الحالات على سبيل المثال لا الحصر. ومن هذه الحالات هي معمّرة يمنية في عامها الـ120 فقدت قدرتها على البصر منذ ما يزيد على 60 عاماً وبقيت كل تلك السنوات لا ترى سوى العتمة، وعلمت بأن الفريق الطبي التابع لمبادرة «نور دبي» سوف يجري لها عملية تعيد إليها نعمة البصر التي فقدتها منذ عشرات السنين وأنها سوف تصبح قادرة على رؤية أبنائها وأحفادها الذين لطالما تمنت رؤيتهم. ومن الحالات المؤثرة التي صادفتها المبادرة أيضاً طفل من النيجر يدعى إبراهيم وهو في الخامسة من عمره، فقد القدرة على البصر منذ أكثر من عامين مما منعه من الذهاب إلى المدرسة وتحقيق حلمه في القراءة والكتابة اللذين بدأ بتعلمهما قبل فقدانه لنعمة البصر، هذا ولم يكن قصوره عن القراءة والكتابة هما العامل الوحيد الذي أثر في حياة هذا الطفل وأسرته، بل إن سوء الحالة المادية وضيق العيش كان لهما نصيب آخر من الآثار السلبية التي تركتها تدهور حالته الصحية على العائلة بأكملها، ففي ظل الأوضاع المادية الصعبة ومع تدهور الحالة الصحية لإبراهيم اضطر أخوه لأن يتوقف عن العمل مع والديه ليتمكن من رعاية أخيه ومرافقته في ظل عدم قدرة الأخير على الإبصار مما أثر بشكل كبير على الوضع المادي لبقية أفراد العائلة الذين بالكاد كانوا يحصلون على ما يؤمن لهم عيشاً يسد رمقهم
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©