الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علاء النعيمي: لامست المسافة بين الحقيقي والوهمي

علاء النعيمي: لامست المسافة بين الحقيقي والوهمي
30 مارس 2019 00:56

إبراهيم الملا (الشارقة)

قدم الفنان والمخرج المسرحي علاء النعيمي عرضه الجديد بعنوان «صينية القشور» في الدورة الحالية من مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وهو من إنتاج فرقة مسرح بني ياس، التي شاركت في الدورة الماضية من المهرجان بمسرحية «فقط» وتناولت جملة من الإشكالات المعقدة في المجتمعات العربية، حيث شارك بها النعيمي كممثل رئيسي واستطاع أن يلفت الأنظار من خلال أدائه الجريء والمتداخل مع مضامين الفكرة، وحيثيات النص.
وعن عرضه الجديد الذي شارك به كمخرج هذه المرة تحدث النعيمي لـ«الاتحاد»، عن ماهية العنوان ودلالاته، مشيراً إلى أن «صينية القشور»» تحيل إلى الطقوس المتعلقة بحفلات «الزار» وهو اختيار مقصود للدلالة على أن المائدة التي تقدم عليها مكونات الخرافة الشعبية القديمة، يمكن أن تكون في ذات الوقت مائدة متحركة في الزمن وأن تجد لها قبولاً وحضوراً حتى في أكثر الأوقات انتباهاً لقيمة الحداثة، وأكثرها نبذاً لظواهر التخلّف، ولموروثات الماضي الدخيلة وغير المتسقة مع العقل والمنطق، ومن هنا، كما يضيف النعيمي، فإن مسرحية «صينية القشور» تلامس هذه التناقضات القابعة في المسافة الضبابية بين الحقيقي والوهمي، وبين الحاضر والبائد، وبين القديم والمعاصر، وبين قسوة الحياة وجمالها، وبين الغرائبي والواقعي، وبين التراجيدي والكوميدي، كي يكون العرض قريباً من الجمهور ومشاركاً في طرح قضاياه تهمه وتتقاطع مع الصعوبات والعقبات والمفاجآت التي يعايشها ويتفاعل معها بشكل يومي.
وعن الرؤية الإخراجية التي انحاز لها من أجل إيصال رسالة العرض، أوضح النعيمي أنه لجأ للموروث كذاكرة محايدة، أو كظلال تعبر على حواف الحكاية، بينما ارتكزت بنية العرض على الشكل الحديث فيما يتعلق بالسينوغرافيا والأزياء والمؤثرات السمعية والبصرية المصاحبة، مشيراً إلى أن فكرة العرض نبعت من سؤال داخلي تكرر لديه، وهو : لماذا تربط أعمالنا المسرحية المحلية بين اللهجة الشعبية وبين الشكل العام للعرض والملتصق بالتراث والفلكلور، ولماذا لا يتم كسر هذه العلاقة من خلال عمل مسرحي يجمع بين اللهجة المحلية وبين الشكل المعاصر، ولذلك كما قال النعيمي فإن هذا العرض الجديد يهدف إلى الخروج من الحلقة المشهدية المحكمة والضيقة، للوصول إلى صيغة تجريبية توائم بين الأضداد، وتجمع بين التصورات المتناقضة، ذهنياً على الأقل.
ونوّه النعيمي إلى أنه طرح هذه الفكرة وهذا التساؤل الذي ظل يشغله لفترة طويلة على الفنان والكاتب حميد فارس الذي تحمّس لهذه التوليفة المختلفة مقارنة بما تم تقديمه من عروض محلية سابقة، مضيفاً أن الفكرة العامة تستند على استكشاف اللحظة الغامضة والمريبة التي تدفع شرائح مثقفة وأكاديمية ومتعلمة في المجتمع للجري خلف الدجالين والمشعوذين، واللجوء لهم رغم كل ما يحيط بعمل هؤلاء الدجالين من شبهات وممارسات لا تجد لها قبولاً أو أرضية مناسبة سوى عند الجهلة والعوام والخاضعين لسطوة الخرافة في البيئات المغلقة والتقليدية.
ولفت النعيمي إلى أن فكرة اعتزال المسرح راودته أثناء اشتغاله على العمل، وذلك بسبب الإشكالية الكبرى التي واجهته في تنفيذ العرض، وهي ذات الإشكالية التي تواجه كل الفرق المسرحية في أبوظبي، كما أشار، والمتمثّلة في عدم وجود مقرّ لهذه الفرق ومن ضمنها فرقة بني ياس، وأنه اضطر للاجتماع مع الممثلين وطاقم العمل في مقهى عام عند النقاش المبدئي حول فكرة العرض ومتطلباته الفنية والأدائية، وأنه أُجبر لاحقاً لعمل البروفات في المسارح الصغيرة بالمدارس وأحيانا في القاعات والصالات الخارجية التي لا تتوفر على الكواليس والمساحات القياسية لخشبة المسرح.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©