الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عادل عصمت: مازلت أبحث عن المسار الخفي للهدم والبناء

عادل عصمت: مازلت أبحث عن المسار الخفي للهدم والبناء
29 مارس 2019 01:58

غالية خوجة (دبي)

«هناك حيرتي من فكرة الزوال، وهي أصل فكرة الزمن، كل ما يحدث يمر بعيداً. إلى أين يرحل؟ وهل من سبيل إلى استعادته؟» حيرة فلسفية استفهامية لخصت تاريخاً ومجتمعاً وبحثاً لا يتناهى عن البقاء، تكملها إجابات الروائي المصري عادل عصمت لصحيفة «الاتحاد»، الحائز عدة جوائز، والذي بدأ مسيرته بمجموعة قصصية، ويتهيأ لإصدار الثانية، وله 8 روايات، منها «الوصايا» (قائمة البوكر القصيرة)، الموزعة على عشرة أجزاء تشكل الوصايا المكتوبة بنسق سردي بين الحكاية وتصويراتها الدقيقة والشمولية، وبين فلسفة المعنى بطريقة شفيفة، مثل قوله: «الأفكار باهتة تتحرك كسحب في الأعماق. تفعل فعلها في الداخل، بعيداً، كما تفعل ظلمات الأرض في البذور».
ابتدأنا من مقهى المحروقي في طنطا الجهة الغربية وعلاقته بمقهى ريش، هل هي مصادفة أم محاكاة بمفهوم ما؟ ما الحكاية بينك و«الوصايا» و«أولاد حارتنا»؟ وما العلاقة بين روايتك «يوسف تادريس» الفائزة بجائزة نجيب محفوظ 2016، ويوسف إدريس؟
أجاب: هناك اختلاف كبير، لأن «أولاد حارتنا» بحث فني في فكرة فلسفية وإنسانية شاملة، و«الوصايا» بحث إنساني واجتماعي في سيرة عائلة من أجل الوصول إلى فهم حقيقة ما حدث لهذه العائلة حتى يتشتت أفرادها في البلاد وتغلق الدار التي عاش فيهم أجدادهم مئات السنين، ويسكنها «من لا اسم لهم» كما تنبأت الجدة خديجة.
وتابع: لا علاقة بين «يوسف إدريس» وروايتي، العلاقة ليست سوى اسم بطل الرواية التي تحكي سيرة فنان قبطي من مدينة طنطا، تمكن من التغلب على الأساطير الذاتية، والوصول إلى لحظات الإشراق التي تمكنه من إنتاج لوحات أصيلة.
وعن اختياره للسنوات الأولى من ثلاثينيات القرن العشرين، أكد: حدثت فيها كارثة ضياع أرض هذه العائلة، وتسارعت فيها التحولات الاجتماعية وأنماط الحياة، ودخلت الآلات وسادت النقود، ولم يكن الأمر بحثاً عن الماضي ونسقه القديم من أجل إحيائه أو استعادته، بل محاولة تتبع آثار التغيرات، والمسار الخفي لعوامل الهدم والبناء التي تعد سمة من سمات الزمان، وتسري على كل شيء، بما فيها الأماكن والبشر والعلاقات الإنسانية، كنت أريد أن أفهم ما الذي حدث لهذه العائلة حتى يتبدد أهلها في البلاد وينغلق باب دارهم.
وأضاف: ما تبقى من الجد في الحفيد هو الأفق الإنساني والأخلاقي، الذي حاول الوصول إليه، لكنه اكتشف في النهاية أنه كان نتاج زمنه ورجاله، وعليه أن يحاول ويبدع أفقه الشخصي والإنساني والأخلاقي، وأن ينتج وصاياه الخاصة. كأنك الحفيد؟ رد: لا أستطيع التأكيد، فهناك مسافة كبيرة بين الشخصية الواقعية والروائية.
وعلل مغادرة صالح للأسرة والبلد، بقوله: لأنه اعتقد أن تلك الحياة وهذه العلاقات هي قيود، وأراد إنتاج حياته بعيداً عن سطوة الشيخ عبدالرحمن سليم. أمّا عن اللغة التصويرية الواضحة بظهوراتها المختلفة كصور ثابتة ومتحركة، ومشهد مسرحي، وفيلم سينمائي، فأكد حبه للغة التصويرية، لأنها تنقل الحس والمشهد البصري والمزاج العام. وأوضح لماذا لم تكن الوصايا إيحائية، بل جاءت بشكل مباشر على لسان الجد، قائلاً: لأنني أريد الإشارة إلى القيم التي ساعدت تلك العائلة على تخطي الكارثة الاقتصادية لذاك الزمان، لتبني نفسها من جديد، وربما ظن الجد أن هذه القيم تساعد الحفيد على تخطي «سقوطه».
وأكد أن شخصية العمة فاطمة هي الأقرب لنفسه لأنها العمود الفقري لعائلة الوصايا، ووجدانها ثري، والأهم أنها تمتلك القدرة على تحويل مناطق ضعفها إلى مناطق قوة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©