الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القوة الناعمة سلاح الإعلام العربي لمواجهة الإرهاب

القوة الناعمة سلاح الإعلام العربي لمواجهة الإرهاب
28 مارس 2019 02:35

شروق عوض (دبي)

أكد عدد من الإعلاميين أن الدروس المستخلصة من تعامل نيوزيلندا مع الاعتداء الإرهابي على المسجدين تكمن في قدرة إعلامها على تهدئة واحتواء غضب شعوب العالم، عبر بث رسالة «الدولة الرافضة» للحادثة الإرهابية بطريقة سلسة هادئة ذات تأثير كبير بعيداً عن صيغ الشجب والاستنكار، والاكتفاء بنقل الأخبار الرسمية.
وشددوا على أهمية اتّباع وسائل الإعلام العربية «القوة الناعمة» التي أحسنت وسائل الإعلام النيوزيلندية استخدامها من خلال إبراز الصورة الحضارية للدولة، ورفضها القاطع للإرهاب والتطرف، إضافة إلى ضرورة ابتعاد الإعلام العربي عن الصيغ التحريرية القديمة في التعامل مع الإرهاب والتطرف، حتى تتمكن من تغيير صورة المواطن العربي الراسخة في عقول الكثيرين حول العالم بأنّه إرهابي ومتطرف، والتأكيد بأنّ أتباع الإرهاب فئة شاذة عن مجتمعاتنا، ومن ثمّ والقضاء على مفهوم الإسلام فوبيا.
وقال الكاتب ناصر الظاهري: إن الإشكالية التي تواجه الإعلام العربي في قدرته على مكافحة الإرهاب هي عدم وجود مؤسسات عربية كبيرة في الوطن العربي، بناء على ذلك يجب على الإعلام بكافة وسائله أن يطرح رؤيا شاملة وتصوراً دقيقاً للنهوض بالإعلام العربي من حالة الضعف والوهن إلى حالة الوعي لدوره ومسؤوليته المهمة في التعامل مع الأحداث، وعليه أن يحث مؤسسات الدولة لتوفر وتسخر كل إمكانياتها لخدمة المؤسسة الإعلامية بوصفها واجهة الدولة ومرآة المجتمع.
وقال وجدي زين الدين، رئيس تحرير جريدة الوفد وموقعها الإلكتروني في مصر: إن نيوزيلندا وجهت رسالة للعالم أجمع بإيمانها على مكافحة كافة أشكال الإرهاب والتطرف، وذلك من خلال وسائل إعلامها الرسمية التي قامت بنشر أخبار تظهر تعاطف الحكومة النيوزيلندية مع ضحايا حاثة المسجدين بنيوزيلندا، في حين لم تستطع الدول العربية التي حدثت فيها حوادث إرهابية إيصال رسائل مبنية على القوة الناعمة، حيث يقوم دورها فقط ببث أخبار عن الحوادث وتصريحات رسمية باهتة.
ولفت إلى أن الإعلام النيوزيلندي استطاع تصدير موقف حكومته ضد التطرف والإرهاب للعالم بطريقة ذكية، حيث استطاعت الدولة امتصاص غضب دول العالم أجمع، مطالباً جميع وسائل الإعلام العربية والإسلامية أن تواجه هذا المشهد بشكل أكثر فاعلية بدلاً من الصورة المغايرة التي نتلقاها، ولذلك فإن دور الإعلام العربي مهم جداً في قضية الإسلام فوبيا التي دائماً ما يتاجر بها الغرب ضد الأمة العربية هنا يكون الدور محوري ومهم للإعلام العربي.
وأشار إلى ضرورة تسليط الضوء على مسألة تركيز وسائل الإعلام العربية بمختلف أشكالها عبر منتدى الإعلام العربي الذي غالباً ما يكون له تأثير فعال ليس فقط على الأمة العربية، وإنما على الغرب، لذلك انتهز هذه الفرصة ونطمع في هذا المنتدى أن يتبنى الدور المحوري المهم في قضية «الإسلام فوبيا».

بدوره، قال ضرار بالهول، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات: إن رئيسة وزراء نيوزيلندا نجحت في امتصاص الصدمة وليس في المجتمع النيوزيلندي فحسب، وإنما في مجتمعات دول العالم، وأدى حسن إدارتها إلى تهدئة وامتصاص الغضب فانقلب السحر على الساحر، فما أراده السفاح من جريمته بنشر رسالة التطرف والكراهية والإرهاب لم يتحقق أبداً بفضل حكمة رئيسة وزراء نيوزيلندا ووسائل إعلامها المختلفة، لافتاً إلى أن هذه الحادثة أعطت دروساً للجميع للعمل بشكل جماعي للحد من خطاب الكراهية والتطرف، وتوظيف الإعلام بطريقة صحيحة وإيصال الرسالة.

«فرانس برس»: وكالات الأنباء مصدر للمعلومات الموثقة
أكد فابريس فريس، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لوكالة الصحافة الفرنسية، أن دور وكالات الأنباء كمصدر أساسي للمعلومات الموثوقة بات أكثر أهمية في الوقت الحالي، في ظل الموجات المتلاحقة للمعلومات المضللة والأكاذيب التي تنطلق غالباً من منصات الوسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف: على الرغم من فقدان الميزة النسبية الكبيرة المتمثلة في احتكار وكالات الأنباء لوصف «المصدر الأول والوحيد للأخبار» على مدى قرن ونصف من الزمان، وتنازلها عنه مضطرة لشركات التقنية الكبرى، إلا أنها لم تفقد الكثير جراء هذه المنافسة الشرسة، وذلك بفضل ميزة الموثوقية التي اكتسبتها وكالات الأنباء، بفضل الآلية المتكاملة التي تتبعها للتحقق من الأخبار. وقال: «إن الوكالة، وعلى مدار تاريخها الطويل، اعتادت نشر الأخبار والتقارير عن الحقائق فقط وليس الشائعات، ولكن ذلك لم يعد كافياً في الوقت الحالي، لذلك بدأت في بذل جهوداً مضاعفة للعمل على فضح الزيف ومجابهة الأكاذيب والحقائق المشوهة».
وتسلك المواضيع، التي تعالج في جزء منها مضامين يتمّ تداولها على «فيسبوك»، المسار نفسه في التحرير والنشر الذي تعتمده وكالة «فرانس برس» في كل إنتاجها، وتقوم الوكالة باختيار المواضيع بهدف التحقّق منها بشكل مستقلّ تماماً، إذ يقوم فريق العمل عبر التعاون مع صحافيي فرانس برس الميدانيين للتحقّق من الأخبار والصور ومقاطع الفيديو التي توجد شكوك في صحتها، فضلاً عن تقديم الخلفيات الإضافية الضرورية في بعض الأحيان، ومن ثم يقوم «فيسبوك» من خلال خوارزمية إدارة الأزمات المطورة للتعامل مع المحتوى المشكوك به بتقليل تقييم الأخبار والقصص التي تتأكد الوكالة من عدم صحتها، ومن ثم يتم حذفها أو على الأقل الحد من انتشارها بنسبة تصل إلى 80%.
ولفت إلى وجود أبعاد مختلفة للعلاقة بين وكالات الأنباء والشركات التقنية العملاقة، ومع الأخذ في الاعتبار أن ثلثي المستخدمين عالمياً يتابعون الأخبار عبر المنصات المطورة من قبل شركات التقنية الكبرى، معرباً عن أسفه أن يقوم 50% من هؤلاء المستخدمين بالاكتفاء بقراءة العناوين دون زيارة الموقع الأصلي الذي تم نقل الخبر منه، ونتيجة لذلك تستحوذ شركات التقنية الكبرى على 90% من الإعلانات الرقمية، ما يعني أن استثمارات وكالات الأنباء لتطوير منصاتها الرقمية لن تكلل بالنجاح، ما يوضح سبب الأزمات المالية التي تعاني منها المؤسسات الإعلامية حول العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©