عدد اليوم
بداية مثالية من السعودية، بسحق كوريا الشمالية، وتقديم أشكال كروية متقدمة، ليؤكد المنتخب أنه أحد المرشحين لهذه البطولة، ليس بفضل اسمه فقط، بل بفضل أدائه أيضاً، مدعوماً بزحف جماهيري، لن يتوقف عن دعمه، سواء من الجماهير السعودية أو الإماراتية.
بعد اللقاء القاسي ضد روسيا في المونديال، تحسن شكل المنتخب مع المدرب بيتزي، فقدموا مباراة شجاعة ضد أوروجواي، ثم أتبعوها بأداء مميز أمام مصر، وفي المباريات الودية منذ ذلك الحين، ظهر التناغم يتطور بين المدرب واللاعبين، وكلاهما يقترب من الآخر، فهو أقل حرصاً على استحواذه القديم، وهم أكثر تشرباً لمفاهيم الحفاظ على الكرة وتحركهم للاستفادة من المساحات التي يخلقها دوران الكرة.
رؤية الفريق في افتتاح مبارياته يسجل هدفاً بعد 19 تمريرة متوالية، ليكون أفضل رقم منذ آسيا 2011، يعكس نوع الكرة التي يريد تقديمها، ومشاهدة عدد من اللاعبين بأفضل حالاتهم البدنية والذهنية، وملاحظة الصعوبة باسترداد الكرة منهم عندما يبدأ تناقلها، وقدرة اللاعبين على جعلها تدور لفترات طويلة، هي صفات فريق سيكون من الصعب مواجهته، وسوف يكون له شأن.. ولكن!
ما شاهدناه كان المباراة الأولى فقط، ويجب التركيز في المقبل من المباريات، فأعجبني ما قاله قصي الفواز رئيس اتحاد الكرة السعودي «لم نحقق شيئاً، هذه 3 نقاط فقط»، فما تحقق هو فوز، صحيح أنه جميل ونتيجته كبيرة، لكنه يبقى مجرد فوز، وبالتالي على الفريق إبقاء قدميه على الأرض، ويلعب بنفس التركيز والرغبة واحترام الخصم، لو أراد المضي بعيداً في البطولة. وعلى النتيجة الكبيرة ألا تجعلنا ننسى بعض «الهفوات» الدفاعية التي ظهرت، والمساحات التي وجدها لاعبو كوريا الشمالية على مشارف منطقة الجزاء، ولو كان عددها قليلاً، فهي مؤشر للتعامل معه، قبل الوصول إلى الأدوار الإقصائية، والتي سيكون فيها الخطأ مكلفاً للغاية.
أما التسرع بإنهاء بعض الفرص رغم النتيجة الكبيرة، فهو أمر آخر يجب الوقوف عنده، فالنتيجة كان يمكن أن تكون أكبر، وتحليل تفاصيل تلك الفرص بشكل فردي مع اللاعبين، لعدم تكراره أيضاً في الأدوار المقبلة، الذي لن تتكرر به الفرص الحاسمة هو أمر أساسي ليتم البناء على هذه المواجهة.
تبقى مباراة ممتازة، يبقى فيها «الأخضر» حتى اللحظة أخطر العرب على خصومهم، ويظهر من خلالها نتائج عمل دؤوب شهده الدوري هناك، فحالة الثقة والحيوية واضحة المعالم، وتعامل معظم اللاعبين مع مدربين من النخبة خلال الموسم يأتي بنتائج واضحة على تطبيق الأفكار.
محمد عواد
