الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"أبو شنب".. لعبة مزج الجد بالهزل

"أبو شنب".. لعبة مزج الجد بالهزل
28 مارس 2019 01:06

عصام أبو القاسم (الشارقة)

يسعى المخرج الإماراتي حسن رجب، منذ وقت ليس بالقصير إلى خلق انطباع، بأن جمهور المسرح يفضل نوعية محددة من العروض المسرحية، تمزج في مناظرها وأحداثها وحواراتها وأزيائها، بين الهزل والجد، الضحك والحزن، الخفة والثقل. وفي عرضه الذي شوهد أمس الأول، بمسرح قصر الثقافة، في إطار الأعمال المنافسة على جوائز الدورة التاسعة والعشرين من أيام الشارقة المسرحية، أراد رجب أن «يمسك العصا من المنتصف»، كما يقال، فقدم عرضاً امتدحت الندوة التطبيقية سعيه إلى إرضاء الطرفين (النخبة - الجمهور) فلقد قارب، على صعيد المضمون، قضية مهمة ومعاصرة، وتتمثل في ظاهرة اقتحام الناس لخصوصيات بعضهم بعضاً، سعياً للإثارة والشهرة، خاصة في الوقت الراهن، مع انتشار وسائل الإعلام المتلهفة لمادة تجذب إليها المزيد من الجمهور وبالتالي تكسبها الكثير من عوائد الإعلانات.
وعلى صعيد الشكل، جاء العرض مجسداً في صور وأحوال ومناظر، اتسمت بالفكاهة والخفة والمباشرة، على نحو بدا مفرطاً في مواضع عدة.
العرض، الذي استلهم فكرة نصه الكاتب العراقي أحمد الماجد من نص «عذاب بيوتر» للكاتب البولندي سلافومير مروجيك، يبدأ بمشهد قصير، من باحة منزل، يجلس وسطها رجل مثقف متوسط الحال، يطالع كتاباً، وقد سطعت جدران مرافق البيت من حوله: الغرفة والمطبخ والحمام، بألوان فاقعة، لدرجة بدا وكأن المنظر لمتنزه أطفال لا لبيت مثقف ليبرالي، ويبدو أن مصمم مناظر العرض أراد أن يضفي ويشيع على أرجاء البيت مسحة براءة وسكينة وسلام. لكن، سرعان ما سيتحول هذا البيت إلى ساحة عراك وتتدافع بين ثلة من الباحثين عن الذيوع والانتشار وتجار الحوادث، عندما يشاع في المدينة، بطريقة ما، أن هناك نمراً يسكن حمام البيت، فيقتحم اختصاصي البيئة البيت مستفسراً، ويأتي «المتطرف» ليغدر بالمتلهفين إلى مثل هذه الأحداث، وتليه الناشطة في مواقع التواصل الإلكتروني التي تريد للمقاطع التي تصورها للحدث أن تنال أعجاب الآلاف من متتبعي حساباتها على «انستغرام وفيسبوك، ثم مراسل القناة التلفزيونية.. إلخ». جميعهم جاءوا ولكل واحد منهم هدفه وطموحه في استغلال واقعة ظهور نمر في بيت عائلي، وهكذا يتداعى الكل إلى منزل المثقف الذي يظهر شارداً ومستغرباً بلا قدرة على درء هذا الهجوم.وللتنويع على هذه الحبكة البسيطة، ولإثراء الصورة العامة للعرض، وظف مخرج العرض العديد من تقنيات ووسائل الفرجة الشعبية، سعياً إلى إضحاك الجمهور.
ويبدو أن رهان المخرج تمركز على اللغة الحوارية الملفوظة، بتضميناتها وظلالها ومجازاتها واستعاراتها الشعبية، أكثر من أي شيء آخر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©