السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مريم سعيد: بالموسيقى نصل إلى المهمشين

مريم سعيد: بالموسيقى نصل إلى المهمشين
28 مارس 2019 01:06

فاطمة عطفة (أبوظبي)

منح «مهرجان أبوظبي» جائزة تكريم «أكاديمية بارنبويم - سعيد بالولايات المتحدة» إلى مريم سعيد عقيلة نائب رئيس المؤسسة الأديب والمفكر والناقد الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، وذلك لما تتميز به المؤسسة والتزامها بقضايا السلام والعيش المشترك والحوار بين الثقافات في منطقة الشرق الأوسط، عبر مختلف أشكال الموسيقى والثقافة والاستمرار في تعزيز مسارات وحوارات الدبلوماسية الثقافية.
وبهذه المناسبة، تحدثت مريم سعيد لـ «الاتحاد» عن الفعاليات الثقافية والفنية التي تعمل عليها أبوظبي قائلة: «ما تقدمه الإمارات في مجال الثقافة والفن شيء يدعو للفخر، وهي تعتبر حالياً من البلدان التي تهتم بالحضارات القديمة، كما تواصل مسيرتها مع التطور الذي يحدث في العالم، والتكريم الذي تم اليوم لمؤسسة (بارنبويم)، ولي كنائب لرئيسها هو موضع فخر لي وللمؤسسة التي أعمل بها، وشكل لنا فرحاً لأن ما نعمله وصل إلى الآخرين».
وحول دور الإعلام في نقل الصورة الحقيقية للتطور الذي يجري، أوضحت سعيد أن الإعلام العربي استطاع أن يوصل رسالة عما يتم هنا من تطور على جميع المستويات، سواء الثقافية أو الفنية والإنسانية، لكن الإعلام الغربي للأسف لا يمكن أن ينقل مثل هكذا رسائل، بل ينقل فقط عن المهرجانات المشتركة التي تتم بين الإمارات والغرب، ونحن نحتاج أكثر إلى صوت إعلامي يعرف العالم عما يحصل هنا من تطور وبناء وأمان واستقرار وسلام وتعايش مشترك، كما حصل في زيارة البابا فرنسيس التي نقلها الإعلام الغربي وأظهر التعايش الأخوي بين الجميع هنا في الإمارات.
وحول القضايا الإنسانية التي تعمل عليها، ومنها إيصال الثقافة الموسيقية لمن لا يستطيع الوصول إليها، قالت سعيد: نحن نحاول أن نصل إلى الفئة المهمشة من الشباب ونعرفهم بما يجرى في العالم، موضحة أن المؤسسة ليس بإمكانها أن تتوسع بشكل كبير وتلبي طلب كل من يحتاج للتعليم الموسيقى والفنون، ونحن مضطرون فقط أن نعمل مع مجموعة معينة وحسب القدرة الاستيعابية للمؤسسة. واقتبست قول إدوارد سعيد «المقاومة الوحيدة هي العمل للإنسانية» لكي تدعو العاملين من أجل الإنسانية لأن يقوموا بمواجهة العنف الذي يشهده العالم.
وعن الإنجازات التي تمت من خلال مؤسسة «بارنبويم»، أوضحت سعيد أنه خلال العشرين سنة أنجزت أشياء إيجابية كثيرة، وأهمها تعريف الموسيقيين على بعضهم، لأن الأحوال بالثمانينيات زمن إنشاء المؤسسة لم تكن على ما يرام. لذلك أقول إن الموسيقيين العرب وجدوا بعضهم من خلال هذه الأوركسترا التي نعمل على تطويرها، وبدأوا يشكلون فرقاً مع بعضهم. وأضافت: إن بعض العرب لم يكونوا يعرفون أن هناك فلسطينيين موجودين داخل فلسطين تحت حكم العدو الإسرائيلي، فتعرفوا على إخوانهم الفلسطينيين الذين هم داخل إسرائيل، وتعلموا أيضاً الموسيقى، كما تعلموا موسيقى الأداء التي لم تكن موجودة عندنا في العالم العربي. وإذا كانت الموسيقى موجودة، لكن الحروب ذهبت بها، خاصة الحرب في سورية وهي التي كانت من أكثر الدول العربية متحضرة موسيقياً. الشيء الثاني هو تعليم الموسيقى في الأراضي المحتلة، وهذا الشيء نجحنا فيه، وإن كان عدد الطلاب ليس كثيراً، لكنه كاف لمن يهمهم تعلم الموسيقى حتى يصبحوا موسيقيين. والآن صار لدينا «أكاديمية» للتعليم الموسيقي في برلين، وبذلك يكون أيضاً فتح باباً جديداً لمن يريد أن يتعلم الموسيقى. وأوضحت قائلة: صار عندنا جيل ناشئ يفكر لوحده، ويفكر بطرق جديدة ونحن بحاجة لهؤلاء الموسيقيين بالعالم العربي.
واستحضرت مريم سعيد ذكرياتها مع إدوارد سعيد قائلة: «إدوارد في طفولته تعلم عزف البيانو، لكن مدرسته التي توفيت العام الماضي في مصر، قالت إن أخوانه كانوا يأتون محضرين للدرس لكن إدوارد لم يحضّر درسه، هو كان يقول أنه كان لا يحب الأسلوب الذي تعطيه المدرسة، ولما سافر إلى أميركا، كان عمره 15 سنة، وهناك بدأ يتعلم حيث وجد أن معلم البيانو مختلف تماما في إعطاء الدرس الموسيقي، وهو يترك للطالب أن يعزف، وصار يتقدم في تعلم الموسيقى إلى أن دخل الجامعة، وجاء وقت أن يتخصص فقط بالموسيقى والعزف على البيانو. وفي جامعة دريسدن عزف مرة على البيانو «كونشيرتو»، وكان متقدماً جداً بالعزف، لكن بالأخير قرر الأدب، وظل يكتب عن الموسيقى. وكان أيضاً ناقداً موسيقياً ينشر كتاباته النقدية الموسيقية بالصحف في أميركا.
وحول لمحة عن طقوس المفكر إدوارد سواء بالكتابة، أو القراءة، وأوقات الراحة وتنظيم وقته بين مهامه الكثيرة، قالت مريم سعيد إنه كان يحب أن يقرأ كل شيء، كان منظماً جداً، يشتغل ضمن برنامجه الخاص: يقوم باكراً ليشتغل، ثم يأخذ فترة راحة ويشرب القهوة، ثم يرجع يشتغل، بعدها يروح يلعب رياضة. يكتب قبل الظهر، ويعلّم بعد الظهر، وبعد أن يعود من الجامعة يمضي وقته بالقراءة. وأشارت إلى أنه كان يأخذ رأيها في بعض الكتابات التي تنشر في الصحف، وخاصة السياسية منها، لكن الأشياء التي تخص الأدب وهي صعبة لم يطلعني عليها بل كان يحدثني ويشرح لي عنها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©