عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
أكدت صحيفة «التايمز» البريطانية أن محاولة التمرد التي نفذها مئات من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي السجناء في سوريا قبل أيام، تبرز الخطر الذي لا يزال يشكله هؤلاء المحتجزون الذين تدفقوا خلال السنوات الماضية من عدد كبير من دول العالم على الأراضي السورية، للمشاركة في الحرب الأهلية الدائرة حاليا هناك.
وقالت الصحيفة إن أعمال الشغب التي عمت سجن غويران المركزي في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا مؤخراً، جددت «مشاعر القلق حيال مدى كفاية الإجراءات الأمنية المُتخذة حيال هؤلاء السجناء الإرهابيين، ممن يزيد عددهم الإجمالي على 12 ألف شخص»، وذلك بعد أن تمكن بعضهم في مرحلة ما من عملية التمرد، من السيطرة على الطابق الأرضي من السجن وتكسير الجدران الموجودة في الداخل، وخلع الأبواب الداخلية كذلك، قبل أن تستعيد سلطات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المسؤولة عن المكان زمام الأمور فيما بعد.
وأشارت «التايمز» إلى أن هذه المخاوف لا تقتصر على سجناء «داعش» وحدهم، بل تمتد أيضا إلى «أفراد أسرهم من النساء والأطفال، ممن يناهز عددهم قرابة مئة ألف شخص، يُحتجزون حاليا في مناطق تخضع لسيطرة قوات «قسد» ذات القيادة الكردية، في الشرق السوري».
وشددت على أن ما يزيد من المخاطر المحيطة بسجناء التنظيم الإرهابي في هذه المناطق «أن ألفين منهم على الأقل، هم من الإرهابيين الأجانب الذين ترفض دولهم الأصلية عودتهم إليها، وسط تحذيرات من جانب القادة الأكراد السوريين والدبلوماسيين الغربيين ونشطاء حقوق الإنسان، من أن استمرار القتال في سوريا» يجعل من الصعب التعامل بكفاءة مع هذا الملف.
وفي تقرير لها في الموضوع، نقلت الصحيفة البريطانية واسعة الانتشار، عن قادة في قوات «قسد» إقرارهم بأن «الظروف التي تسود السجون التي يُحتجز فيها إرهابيو داعش ليست بالجيدة». ولكنهم أشاروا إلى أن قواتهم تبذل قصارى جهدها على هذا الصعيد «في ضوء الموارد المحدودة المتاحة لديها، خاصة بعد أن تم بطلب روسي، وقف تلقي المساعدات الإنسانية، التي كانت تقدمها الأمم المتحدة، عبر الحدود مع العراق».
وأبرز التقرير قول أحد المسؤولين الأكراد السوريين إن سجن غويران - وهو واحد من بين عدة مراكز احتجاز تسيطر عليها قوات «قسد» وتضم آلافاً من الإرهابيين المعتقلين - يشكل «قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة».
وقالت الصحيفة البريطانية إن المحتجزين في سجن «غويران» اعتقلوا «خلال المراحل الأخيرة من الحرب التي شنتها قسد ضد تنظيم داعش الإرهابي بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من دول التحالف الغربي «ما أفضى في نهاية المطاف إلى تفكيك الخلافة المزعومة التي أعلنها التنظيم في مناطق من العراق وسوريا بين عاميْ 2014 و2019.
