الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

رجال في المطبخ

رجال في المطبخ
31 مارس 2020 01:38

أشرف جمعة (أبوظبي)

غيّر الحجر المنزلي الكثير من السلوكيات، لمختلف أفراد العائلة، والبعض يعتقد أن الرجال هم أكثر من طرأت عليهم تغيرات كثيرة بعدما اضطروا فجأة للبقاء فترات طويلة في المنزل، في ظل الإجراءات الاحترازية لمواجهة «كورونا». ومن أبرز تلك التغيرات أن رجالاً كثيرين صاروا أصدقاء للمطبخ، يعدون وجبات جديدة أو أطباقاً مبتكرة للأسرة.. البعض له تجارب سابقة .. والبعض الآخر يجرب للمرة الأولى.
التجربة الجديدة كان لها صدى واسع في البيوت، خاصة بين النساء.. فهناك مزيج من الدهشة والسعادة والرفض في بعض الأحيان. فقد جرت العادة أن المطبخ المنزلي ضمن مهام الزوجة، حتى لو كانت عاملة، أو كان الزوج يعمل في وظيفة «شيف» ويشرف على موائد بفنادق كبرى، فعندما يعود إلى بيته، يتقمص دور الزوج، وينتظر من شريكة حياته تحضير الطعام.
بعض الرجال قالوا إنهم يفعلون ذلك ليمر الوقت سريعاً دون منغصات، ويقر آخرون بأن الأمر ليس سوى هواية، ويقسمون بأنهم أبداً لا يعتزمون منافسة «سيدة الدار».. وإن الهدف تجريب طهي بعض المأكولات المحببة إليهم والتغلب على تحديات العزل المنزلي ومساعدة ربات البيوت.

حدود ضيقة
يقول فراس علي: لم أكن معتاداً الجلوس في المنزل فترات طويلة، لكن الظرف الحالي اقتضى ذلك؛ لذا أحاول كسر الملل من خلال دخول المطبخ، ومن ثم طهي بعض الأطعمة المحببة لديّ، مشيراً إلى أنه عندما يضع كل تركيزه في هذا الأمر يشعر بأنه يجدد حياته، وهو يفضل طهي الدجاج بالأرز، ولفت إلى أنه لم يكن يدخل المطبخ إلا في حدود ضيقة، لكنه في الوقت الحالي ومع فترة الحجر المنزلي أصبح يجد في الطبخ سلوته، كما أنه أصبح يفكر في أن يعمل على طهي بعض الأطعمة الأخرى التي يحبها. ويذكر أن المطبخ هو المكان الذي تبدع فيه المرأة، حيث تعمل على إرضاء كل أذواق الأسرة، لكن الرجل عندما يدخله يحاول أن يتميز لكي يكون مختلفاً، موضحاً أنه على الرغم من قدرته على طهي العديد من الأطعمة، إلا أنه يرى أن المرأة لديها قدرة أكبر على ضبط المذاق وتحضير الطعام بصورة لافتة، وهو ما يجعلها دائماً أجدر من الرجل، كما يرى أن المنافسة بين الطرفين ستكون في مصلحة المرأة.
أجواء مختلفة
ويستعيد خالد منصور في هذه الأثناء «أيام العزوبية» عندما كان يطهو طعامه بنفسه، مشيراً إلى أنه لا يزاحم زوجته في الأوقات التي تجهز خلالها وجبة الغداء، إذ يتخير الأوقات التي يخلو فيها المطبخ من الحركة، فيتسلل إليه وينبري في تقطيع الخضراوات وغسلها ومن ثم العمل على طهي بعض الأطعمة التي يبرع فيها، مثل الملوخية التي لا يستسيغ طعمها من أحد، لافتاً إلى أنه يختلف دائماً مع زوجته في طريقة تحضيرها، وأنه أصبح هذه الأيام يمارس طقوسه في الطبخ، ويزهو بما يقدم على مائدة الطعام أمام زوجته وأولاده، مؤكداً أن مثل هذه العادات التي يستحضرها ويكررها في هذه الأيام، استطاعت أن تدفع عنه الملل، وتجعله يعيش في أجواء مختلفة، فالمطبخ من وجهة نظره في مثل هذه الظروف المكان الأنسب لبعض الرجال لكونه يجعلهم في حالة حركة متصلة من أجل نجاح عملية الطهي بإتقان.

مفردات الطبخة
ويورد صالح إبراهيم، أنه في مرحلة العزل المنزلي التي أثبتت جدواها في احتواء «كورونا المستجد»، أصبح يميل إلى دخول المطبخ، ومن ثم محاولة طهي بعض الأطعمة من خلال كتب متخصصة في هذا المجال كنوع من التغيير، ويبين أنه يحاول ألا يستعين بزوجته التي عادة ما تقف عند مدخل المطبخ تراقبه وهو يحاول صياغة مفردات الطبخة التي يريد، ويذكر أنه بعد أن جرب طهي عدة أطعمة اكتشف أنه لم يبرع إلا في نوع واحد، وأنه أصبح يكرره.
ويشير إلى أنه لم يكن من هواة الطبخ، لكنه قرر أن يدخل في ميدان مختلف يجعله يفكر ويبحث ويحاول، فلجأ إلى دخول المطبخ والتجريب في ميادينه المختلفة، ويذكر أنه من خلال هذه التجارب استطاع أن يغير الكثير من عاداته، وأن يستغل وجوده في المنزل في صنع بعض الأطعمة، محاولاً بذلك أن يدخل على نفسه بعض التسلية.

هواية قديمة
يقول الفنان حمد الكبيسي: أنا من هواة الطبخ وعندما يكون لديّ وقت لطهي الأطعمة المحببة لنفسي لا أتردد مطلقاً في دخول هذه المغامرة، مشيراً إلى أنه في هذه الأيام وبسبب «كورونا» المستجد أصبح يلوذ بالمطبخ ويطهو الكثير من الأطعمة، وعلى رأسها «برياني الدجاج» الذي يعد من أهم الوجبات التي يجيد طهيها، لافتاً إلى أن هذه الهواية القديمة ساعدته في هذه الأيام على تغيير نمط حياته، خاصة أنه لا يخرج من المنزل لذا يجد في هذه التجربة أنها مفيدة في جعله يمارس طقوساً مفضلة لديه، وأن يتخذها وسيلة للترفيه، ومن ثم محاولة استغلال الوقت في أشياء محببة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©