الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

20 عاما على«تيانامين»

7 يونيو 2009 01:13
في مساء يوم 14 مايو المنصرم كتب جيانج كيشينج، الذي يعتبر على نطاق واسع واحداً من أشجع المعارضين الصينيين، رسالة كانت عبارة عن بيان يحيي ذكرى ضحايا التدخل القوي للجيش الصيني ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في ساحة تيانامين قبل عشرين عاماً، وأرسلها عبر البريد الإلكتروني إلى عدد من الأشخاص. وفي اليوم التالي، داهم رجال الشرطة شقته المكونة من غرفة واحدة وصادروا حاسوبه. غير أنه استحق قبل عشر سنوات، بسبب بيان مماثل، أربعة أعوام سجناً. وكان قبل ذلك قد قضى عامين في السجن عقوبة له على دوره في أحداث تيانامين نفسها. واليوم مرة أخرى، ونظراً لتداول بيانه على مواقع الإنترنت الناطقة باللغة الصينية، ها هو يردد: «إنني أعرف أنني أواجه مجدداً خطر الاعتقال». ومن ناحية، ومثلما تشير إلى ذلك تجربة «جيانج» نفسه، لم يتغير الكثير في المشهد السياسي الصيني على مدى العقدين الأخيرين. وفي هذا الإطار، خلصت دراسة أنجزها مؤخراً برنامج الصين في مركز «كارتر» الموجود في أطلنطا إلى أن «الوعد العظيم المتمثل في توسيع الديمقراطية لم يتحقق». ولكن من ناحية أخرى يمكن القول إن الأفق قد تغير، مثلما يقول نشطاء الديمقراطية، على اعتبار أن الصينيين من مختلف الشرائح الاجتماعية باتوا أكثر وعياً بحقوقهم الشخصية وأكثر شجاعة وجرأة على فرضها وتأكيدها. وفي هذا الإطار يجادل «سوي ويبينج»، الأستاذ بالأكاديمية السينمائية في بكين، بأن عشرات الآلاف من الاحتجاجات الشعبية التي ينظمها الصينيون كل عام ضد مظاهر الظلم والحيف على الصعيد المحلي، والقضايا التي يرفعونها في المحاكم ضد المسؤولين والموظفين العامين هي في الواقع بشائر الديمقراطية. ويضيف البروفيسور «سوي»، الذي يعد من أبرز الأصوات التي تدعو إلى اعتذار الحكومة عن أحداث تيانامين التي وقعت في الرابع من يونيو 1989: «إذا لم يعد بمقدور الناس الوصول إلى الساحة، فإنهم يسلكون طرقاً أخرى. إنهم يعلمون أن عليهم أن يعملوا من القاعدة إلى القمة». وفي هذه الأثناء، لا توجد مؤشرات على أن القيادة الصينية الحالية تتخذ خطوات في اتجاه ما يمكن أن يسميه المراقبون ديمقراطية. وقد كان «وو بانجو»، الذي يعد ثاني أهم مسؤول صيني، واضحاً بهذا الصدد حين قال: «إننا لن نطبق أبداً نظاماً متعدد الأحزاب تتولى فيه هذه الأخيرة السلطة بالتناوب، نظاماً حيث السلطات الثلاث منفصلة عن بعضها بعضاً». وفي الماضي، حين اعتمدت الحكومة انتخابات مباشرة لاختيار لجان البلدات، أعطت الانطباع بأنها ستقوم لاحقاً باعتماد هذه الانتخابات على مستويات أعلى من الحكومة. ولكن ذلك تبين في ما بعد أنه غير صحيح. ويقول لاري دايموند، الخبير في مجال الديمقراطية بجامعة ستانفورد: «أعتقد أنهم حائرون وخائفون من التغيير السياسي» ويخشون أن تأخذ الإصلاحات الليبرالية البلد، والحزب الشيوعي الحاكم، إلى الطريق الذي أفضى بالسوفييت إلى الهلاك. غير أنه يلفت إلى أن الطفرة الاقتصادية أكسبتهم في الوقت نفسه «الوقت والشرعية، فيما جلب لهم الرابع من يونيو السيطرة، وبالتالي فإنهم مرتاحون في الطريق الذي يسلكونه». ويجادل المسؤولون على كل المستويات بأن الاستقرار السياسي ضروري وأساسي بالنسبة للنمو الاقتصادي، وبأن من شأن أي خطوة في اتجاه الديمقراطية الانتخابية أن تعرّض الاستقرار للخطر. غير أن نشطاء الديمقراطية يطعنون في هذه الحجة ويشددون على أنه فقط حين تكون الديمقراطية قوية ومترسخة يمكن أن يكون ثمة استقرار طويل المدى. ويقول «لي فان»، رئيس معهد بحوث العالم والصين في بكين وأحد أبرز الداعين إلى الديمقراطية: «إن بعض المسؤولين في الحكومة المحلية، الذين يواجهون الناس كل يوم ويعرفون الاحتياجات، يعلمون أنه من أجل الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، فإنه ينبغي السماح للناس بالتعبير عما يفكرون فيه وتنظيم أنفسهم». وفي النهاية، يقول لاري دايموند: «إن النظام سيصبح ضحية لنجاحه على اعتبار أنه حين يصبح الناس أفضل تعليماً وأكثر تحضراً ويتمتعون بقدر أكبر من مصادر المعلومات، فإنه سيتعين عليه الانتقال نحو مزيد من الديمقراطية، وإلا فإنه سينهار من الداخل». بيتر فورد – بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©