أرسنال يكسب النصر في "احتفالية جماهيرية"

مراد المصري ومعتصم عبدالله (دبي)

ازدان استاد آل مكتوم بنادي النصر في دبي باحتفالية أنيقة جمعت النصر بضيفه أرسنال الإنجليزي، وانتهت بتفوق الأخير 3-2 بمناسبة افتتاح الملعب العريق لقلعة «العميد» في حلته الجديدة، بحضور سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس نادي النصر والذي استهل برنامج الافتتاح بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للملعب.
ووصف سموه المباراة وافتتاح الملعب بأنه حدثاً رياضياً، وقال: «شهدنا نقلة نوعية لتاريخ الرياضة وبالأخص لإمارة دبي بأن يكون لديها أحدث المنشآت الرياضية بداية بالنصر، ويعقبها في المرحلة المقبلة ناديا شباب الأهلي دبي، والوصل لتكون ملاعب الإمارة على أحدث المستويات العالمية»، لافتاً إلى العلاقة الوطيدة التي تربط «العميد» باستضافة الأندية العالمية بداية بفلامنجو البرازيلي في الملعب الترابي لبلدية دبي في سبعينيات القرن الماضي، ومن بعده ليفربول وصولاً إلى أرسنال الإنجليزي في زيارته الثانية لدبي وملعب النصر بعد الأولى في 1976.
وشدد سموه على أهداف إنشاء الأندية في تشجيع الشباب، وقال: «النصر الذي تم تأسيسه في عام 1945 وهو يحتفل بمرور أكثر من 73 عاماً على الإنشاء هو النادي الوحيد الذي يجمع كل الألعاب الرياضية»، ووصف نتائج «الأزرق» في الموسم الحالي بكونها «كبوة جواد» في ظل عدم التوفيق في بعض خيارات التعاقد مع اللاعبين، مؤكداً أن الفرصة متاحة أمام النصر للتعويض في الموسم المقبل.
وكانت المباراة الافتتاحية لاستاد آل مكتوم في حلته الجديدة في طريقها نحو سيناريو مكرر للمواجهة الأولى التي جمعت الفريقين منذ نحو أكثر من أربعة عقود، والتي انتهت بتفوق النادي اللندني 3-1، بعدما افتتح «العميد» التسجيل مبكراً في الدقيقة 14 بوساطة روني فرناديز، قبل أن يعود الضيوف بتسجل ثلاثة أهداف على مدار الشوطين بوساطة كارل جينكنسون 42، لاكازيت 52، تيريس جون 72، ليسجل خالد جلال هدف «العميد» الثاني من «ركلة جزاء» في الدقيقة 89.
واكتست أفضلية البداية في الدقائق العشر الأخيرة باللون الأزرق عبر فرص متوالية أمام مرمى الأرسنال، الأولى أهدرها روني فرنانديز من كرة في مواجهة الحارس قبل أن يعود الإسباني نيجريدو ليجرب حظه بتسديدة من داخل المنطقة انتهت بين أحضان بيرن لينو حامي عرين «المدفعجية»، عاد بعده نيجريدو قائد «العميد» مجدداً ويحاول الوصول لمرمى الضيوف من كرة رأسية مستفيداً من ركلة حرة نفذها محمود خميس مرت قريبة من القائم الأيسر في الدقيقة 8.
وترجم التشيلي روني فرنانديز مهاجم النصر أفضلية فريقه بافتتاحه التسجيل من تسديدة ذكية من مشارف منطقة الجزاء بعدما ترجم عرضية جونيور دوترا بشكل مثالي، حيث هيأ الكرة بمراوغة جميلة قبل أن يطلق تسديدة ارتطمت بالقائم الأيمن وسكنت مرمى الأرسنال هدفاً أول للعميد في الدقيقة 14.
ومثل الهدف في شباك أرسنال الثالث لفرنانديز بقميص النصر في المباريات الودية منذ انتقاله إلى صفوف العميد في الانتقالات الشتوية الماضية قادماً من الفيحاء السعودي على سبيل الإعارة، وسجل فرنانديز هداف الفيحاء والدوري السعودي في الموسم الماضي 2107 - 2018 برصيد 13 هدفاً، هدفيه الأول والثاني بقميص «العميد» في ودية أمام دبا الفجيرة قبل انطلاقة الدور الثاني، ليصوم بعدها عن التسجل في 7 مباريات رسمية على صعيد المنافسات المحلية وتمهيدي دوري أبطال آسيا.
ولم يمنع تفوق العميد على مستوى الأداء في الشوط الأول، أرسنال من العودة للمباراة بتسجيله هدف التعادل بوساطة المدافع الأيمن كارل جينكنسون مستفيداً من تمريرة دينيس سواريز الذكية وسط دفاع النصر، سددها جينكنسون في المرة الأولى لترتد من العارضة، قبل أن يعيد الكرة مسجلاً هدف التعادل لفريقه في الدقيقة 42 قبل نهاية الشوط الأول.
وعلى غرار هدف التشيلي فرنانديز مثل هدف المدافع كارل جينكنسون في مرمى «العميد»، الأول للمدافع الإنجليزي بقميص المدفعجية منذ موسم 2010 - 2011 في محطته الأولى مع النادي اللندني قبل تنقله على سبيل الإعارة بين أندية وست هام يوناتيد وبرمنجهام سيتي ليعود مجدداً إلى صفوف ناديه الأساسي أرسنال مطلع الموسم الحالي 2017 - 2018.
وحملت الدقيقة 52 ميلاد الهدف الثاني لأرسنال بعد هجمة منظمة قادها الألماني أوزيل الذي مرر كرة ذكية بكعب قدمه لتصل إلى لاكازيت الذي عالجها بتسديدة بيسراه في أعلى الزاوية اليمنى لمرمى «العميد»، عاد بعدها الضيوف سريعاً ليضيفوا الهدف الثالث بعدما استغل البديل تيريس جون مهاجم أرسنال هفوة دفاعية للبديل محمد مرزوق ليستغل كرة توغل بها داخل منطقة الجزاء ورواغ الحارس إبراهيم عيسى قبل أن يسجل الهدف الثالث في الدقيقة 72.
وقلص المدافع خالد جلال الفارق لمصلحة العميد بتسجيله الهدف الثاني لفريقه من ركلة جزاء في الدقيقة 89 ارتكبت مع البديل أحمد جشك، ونفذها جلال بذكاء على يمين الحارس البديل بيتر تشيك، ليحرم أرسنال من تكرار سيناريو الفوز أمام العميد بنتيجة 3-1 والتي انتهت عليها المواجهة الأولى التي جمعت الفريقين في 1976.

راشد بن حمدان يتوج «المدفعجية»
توج الشيخ راشد بن حمدان بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة نادي النصر، فريق أرسنال بالكأس المخصصة بمناسبة افتتاح استاد آل مكتوم عقب نهاية المباراة أمام النصر، أمس، وتسلم لاعبو «المدفعجية» كأس البطولة، وسط احتفالات حاشدة من أنصار الفريق الذين حضروا بكثافة في الملعب الذي اكتظ بنحو 14570 مشجعاً، في الوقت الذي اعتلى فيه شعار «عام التسامح» منصة التتويج الرئيسة.
وشهدت المباراة أمام أرسنال واحتفالية تدشين استاد آل مكتوم، حضوراً كبيراً، ضم إلى جانب سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، رئيس نادي النصر، سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، النائب الثاني لرئيس المجلس التنفيذي بدبي، والشيخ سعيد بن حمدان بن راشد آل مكتوم، ومعالي الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون آل نهيان، ومطر الطاير، نائب رئيس مجلس دبي الرياضي، ومروان بن غليطة، رئيس اتحاد الكرة، وسعيد حارب، الأمين العام لمجلس دبي الرياضي، وعيسى هلال، أمين عام مجلس الشارقة الرياضي، وأعضاء مجالس إدارة نادي النصر والشركات التابعة للنادي، ونجوم الكرة العربية سامي الجابر وجاسم يعقوب، وقدامى لاعبي نادي النصر.

أخبار ذات صلة

مطار دبي الدولي يعود إلى وضعه الطبيعي

زريدة: «الخبرة المتراكمة» و«الجاهزية البدنية» وراء تألق «سلة الفرسان»

بث المباراة إلكترونياً حول العالم
قام فريق أرسنال الإنجليزي ببث المواجهة عبر حساباته الرسمية من الموقع الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لتصل إلى الجماهير حول العالم التي تابعت روعة الأجواء في استاد آل مكتوم، إلى جانب التعليق على المجريات لحظة بلحظة، وسط تفاعل كبير بما ساهم في الترويج للمناسبة على المستوى الدولي.

إيمري: المعسكر والودية إعداد جيد
أكد الإسباني أوناي إيمري، مدرب أرسنال الإنجليزي، استفادة فريقه من المعسكر الإعدادي في دبي. وقال: «منحنا الفرصة لعدد من اللاعبين الشباب للمشاركة في المباراة أمام النصر، وعمدت إلى إجراء 10 تبديلات في الحصة الثانية لكونها حدثاً تاريخياً»، مضيفاً أن المباراة بشكل عام والمعسكر الإعدادي كانا بمثابة تحضير جيد استعداداً لمباراة نيوكاسل في مطلع أبريل المقبل، ضمن الجولة الـ 32 للدوري الإنجليزي الممتاز.

60 إعلامياً لتغطية اللقاء
تواجد حوالي 60 إعلامياً على مدرجات استاد آل مكتوم لتغطية المباراة، وذلك بتواجد لافت من الوسائل الإعلامية المحلية والإقليمية وعدد من المحطات العالمية التي واكبت هذا الحدث الرياضي المهم بالنظر للقيمة الكبيرة لافتتاح هذا الصرح الرياضي وأيضاً بالنظر لاسم أرسنال التجاري الرائد.