الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"ثلاثي الاختلاف".. أقوى "ائتلاف"

"ثلاثي الاختلاف".. أقوى "ائتلاف"
27 مارس 2019 00:00

محمد حامد (دبي)

«في اختلافنا وتنوعنا قمة تكاملنا»، والاختلاف في هذا السياق يعني تنوع القدرات، وتميز كل منا عن الآخر بموهبة بعينها، وحينما يدرك كل شخص أنه في حاجة إلى الآخر من أجل إكمال ما ينقصه، فإن التكامل يولد تلقائياً، ويصبح الكيان الذي يضم هؤلاء الأشخاص أكثر قوة، وهذا الأمر يتجسد واقعاً لا يقبل الشك في عالم كرة القدم، ونموذجه الحالي، يتمثل في ثلاثي منتخب فرنسا الهجومي الذي يتكون من أوليفييه جيرو، وأنطوان جريزمان، وكيليان مبابي.
ثلاثي فرنسا الهجومي هو الأفضل والأكثر تكاملاً على مستوى منتخبات العالم في الوقت الراهن، ومن المعروف أنه ليس سهلاً أبداً العثور على عناصر متكاملة متناغمة بهذه الصورة اللافتة على مستوى المنتخبات، حيث فرص التدرب معاً أقل منها في الأندية، وعلى مستوى الأندية تألق أكثر من ثلاثي هجومي بصورة لافتة في السنوات الأخيرة، وعلى رأسهم ماني وصلاح وفرمينيو في ليفربول، كما أن ثلاثي «بي بي سي» بيل وبنزيمة وكريستيانو أبدعوا معاً في صفوف الريال، و«إم إس إن» ميسي وسواريز ونيمار جعلوا البارسا يثير الذعر في أوروبا، خاصة في 2015، ولكن على مستوى المنتخبات لم تظهر الثلاثيات الهجومية المقنعة، حتى ظهر مثلث الرعب الفرنسي.
جيرو ومبابي وجريزمان نجحوا في قيادة فرنسا للفوز برباعية على آيسلندا، في ثاني مباريات الديوك بتصفيات التأهل ليورو 2020، وسجل كل منهم هدفاً، فيما أحرز صامويل أومتيتي أول الأهداف، وكان الثلاثي الناري قد نجح في هز شباك مولدوفا في المباراة الأولى بالتصفيات، والتي أقيمت الجمعة، وبصم كل منهم بهدف في المباراة المذكورة التي انتهت فرنسية برباعية لهدف، وأحرز فاران الهدف الرابع، ما يعني أن جيرو ومبابي وجريزمان يعزفون معاً لحن التألق، وكأنهم ثلاثي يمثل أحد الأندية وليس المنتخبات.
بالعودة إلى الاختلاف الذي يصنع التكامل بين مثلث التألق الفرنسي، فإن جيرو يبلغ 32 عاماً، أي أنه لاعب الخبرة الأهم، فيما بلغ جريزمان 28 عاماً، ما يعني أنه في مرحلة النضج الكروي الكامل على المستويات كافة، سواء بدنياً، أو تكتيكياً، وكذلك من الناحية الفنية، أما الضلع الثالث في الهجوم الفرنسي فهو مبابي ابن الـ 20، والذي يملك قدرات خارقة على المستويات كافة، يهدد بها عرش ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، فهو اللاعب الأقرب لوراثة عرش ليو والدون في غضون أقل من 5 سنوات، في حال استمر على توهجه الحالي.
ثاني عناصر الاختلاف التي تقود إلى التكامل بين جيرو ومبابي وجريزمان، يتعلق بالجانب التكتيكي، وقدرات كل منهم، فالأول هداف كلاسيكي، يتألق في منطقة الجزاء على وجه التحديد، كما يجيد ضربات الرأس، وعلى الرغم من عدم تمتعه بالشعبية اللافتة، إلا أنه أحرز 35 هدفاً في مسيرته الدولية مع الديوك ليصبح ثالثاً بعد تيري هنري، وميشيل بلاتيني، في قائمة الأكثر تهديفاً في تاريخ منتخب فرنسا.
في حين يملك جريزمان مزيجاً من القدرة على اقتحام المنطقة من أجل التسجيل، وكذلك يجيد صناعة الخطر في المناطق المحيطة بمنطقة الجزاء، فهو يسجل ويصنع، ولديه درجة عالية من التوازن والتكامل بين المهارات الفردية والقدرات التهديفية، وبالنظر إلى العنصر الشاب مبابي، فإنه أكثرهم قوة وسرعة ومهارة ومقدرة على الاختراق، وهو أيضاً يجيد التسجيل وصناعة الأهداف، ويكفي أنه يملك في رصيده 139 هدفاً تسجيلاً وصناعة مع الأندية التي لعب لها، ومع المنتخب الفرنسي منذ أن احترف كرة القدم، وهو عدد كبير من الأهداف بالنظر إلى أنه لم يتجاوز 20 ربيعاً.
والأمر لا يتعلق بتنوع قدرات الثلاثي الفرنسي على مستوى المرحلة العمرية، والقدرات التكتيكية والبدنية والفنية فحسب، بل إن جيرو ينشط في الدوري الإنجليزي، فيما يتألق جريزمان مع أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني، في حين يواصل مبابي تقديم فصول السحر والإبداع في الدوري الفرنسي، ما يجعل الهجوم الفرنسي يملك 3 مدارس كروية مختلفة متنوعة، تصنع التكامل فيما بينهم في نهاية المطاف.
وعلى مستوى القيمة المالية، فإن جيرو ومبابي وجريزمان تبلغ قيمتهم السوقية معاً ما يقارب 370 مليون يورو، صحيح أن جيرو لا يتجاوز 20 مليوناً، إلا أن مبابي هو الأعلى قيمة في العالم باقترابه من حاجز الـ 200 مليون يورو، في حين تبلغ قيمة جريزمان المالية والسوقية 150 مليوناً، وهو الرابع على المستوى العالمي بعد الثلاثي الكبير مبابي ونيمار وميسي، كما أنه يتساوى مع صلاح وكين وهازارد ودي بروينه.
وفي ظل الاعتراف العالمي بقدرات وتكامل الثلاثي الهجومي الفرنسي، يظل السؤال المهم قائماً، هل هناك كيان هجومي آخر يتكون من ثلاثي ناري على الطريقة الفرنسية؟ يبدو أنه لا يوجد مثلث يملك هذا الدرجة من التكامل، وإنْ كان ذلك لا ينفي الإقرار بقدرات ثلاثي بلجيكا هازارد ومرتينز، وباتشواي، وكذلك سترلينج وكين وسانشو في إنجلترا، والثلاثي الكرواتي كراماريتش، وبيرزيتش، وبيتكوفيتش، وفي ألمانيا يظهر اسم مثلث الهجوم ساني وفيرنر وبراندت، كما أن البرتغال تملك الثنائي سيلفا والنجم كريستيانو رونالدو، ولكن التشكيلات الهجومية الثلاثية السابقة لا يوجد بينها تنوع واختلاف، يؤدي إلى التكامل على طريقة مثلث الرعب الفرنسي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©