الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

في محاضرة عن "شخصية زايد الأخلاقية".. الشيخ زايد لم يأتِ بالنظريات بل بالتجليات

في محاضرة عن "شخصية زايد الأخلاقية".. الشيخ زايد لم يأتِ بالنظريات بل بالتجليات
27 مارس 2019 01:46

فاطمة عطفة (أبوظبي)

فكر الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في التعاطي مع الحياة بمجملها، ودوره في نشر ثقافة المحبة والسلام والتسامح، وإعلاء شأن قيم الصحراء في بناء علاقة الإنسان مع الآخر.. استحضرها الروائي علي أبو الريش في محاضرة بعنوان: «شخصية زايد الأخلاقية»، نظمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وذلك ضمن موسمه الثقافي 2018-2019 تحت شعار: «زايد.. ذاكرة شعب وهوية وطن».
أدار الجلسة الإعلامي عبدالرحمن نقي البستكي، مستعرضاً مسيرة المحاضر الأدبية.
وقال أبو الريش في مستهل محاضرته: أنت عندما تقترب من شخصية الشيخ زايد الاستثنائية، وكأنك تقترب من المحيط، وعندما تتحدث عن زايد، فكأنك تتحدث عن الصحراء في تضاريسها وسعتها وفضائها، وعندما تذكر الحكمة يكون زايد في سمت الحكماء أول الأسماء، وعندما تذكر فضيلة العطاء نجد اسمه في مقدمة الشخصيات الإنسانية على سعة العمل، وعندما تتحدث عن التسامح نجد يده ممدودة في كل أنحاء العالم صفحة بيضاء.
وتابع أبو الريش: إن الحديث عن المغفور له يأخذنا إلى قلب الصحراء، لأن الشيخ زايد لم يأتِ بالنظريات، بل جاء بالتجليات الفطرية التي أتت من الصحراء، المكان المؤزر بالقيم الإنسانية والأخلاق الكريمة، مقتبس من تعريف علم الأخلاق في لسان العرب هو «القيم الإنسانية»، وإن الخلق هو السجية، ومن أقوال فلاسفة العرب اقتبس من ابن رشد في علم الأخلاق أن الخلق هو السجية والطبع وهو الدين، وقوله الأديان كلها صحيحة، كذلك ابن طفيل، وابن باجة، ومن حكمة فلاسفة الغرب أيضاً من قول فولتير وديكارت وفوكو، وما قيل في الأخلاق الحميدة التي كان يتصف بها زايد.
وعرض أبو الريش بعض الملامح التي مر بها قائلاً: «حين ذهبت إلى فرنسا وقفت على نهر السين، ورأيت هناك لوحة كتب عليها (نحن أبناء زايد)، من هنا نرى سجية أبناء زايد وهم بعيدون عن أرض الوطن، ويبقى زايد حاضراً في نفوسهم». مضيفاً وفي مدينة العين هناك شجرة وسط المدينة لم يكن زايد ليرضى أن تُزال من مكانها لإنشاء شارع رفقة بالشجرة، وهنا تمتاز روح زايد وشعوره بالآخر، وإن جئنا لنرى منطقة الظفرة أصبحت حديقة غناء، بعد أن كانت صحراء قاحلة.
وذكر أبو الريش أيضاً كيف كان زايد يتعامل مع الشجر والحيوان، لأنه يعلم أن الإنسان لا يمكن أن يعيش في الحياة من دون الآخر، سواء كان شجراً أوطيراً، فالكل مكمل للآخر لاستمرارية دورة الحياة. وكان يدرك أن عناصر الحياة لا تأتي متكاملة إلا بالحب والأخلاق والتسامح، والتضامن مع الآخر، والابتعاد عن (الأنا) مقتبساً من الفيلسوف ألبير كامو قوله: «كي أعيش سعيداً يجب أن يكون الآخر أيضاً سعيداً».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©