الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«دلمون» حضارة الترابط بين وادي الرافدين وبلاد السند

«دلمون» حضارة الترابط بين وادي الرافدين وبلاد السند
6 يونيو 2009 00:56
تتمتع مملكة البحرين بإرث حضاري وتاريخي مهم حيث كانت مهدا للحضارة الدلمونية القديمة فضلا عن كونها نقطة اتصال بين طرق التجارة القديمة بين الشرق والغرب. ويحظى هذا الإرث التاريخي باهتمام من قبل الحكومة البحرينية ويتجسد ذلك في الاحتفالية التي أقامتها وزارة الإعلام بمناسبة مرور 50 عاما على اكتشاف حضارة «دلمون» في مملكة البحرين تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والتي أظهرت الأهمية التاريخية لمملكة البحرين وألقت الضوء على التراث والتاريخ والحضارة البحرينية القديمة لتتعرف كل دول العالم على هذا الإرث الحضاري والتاريخي المهم. مكانة تاريخية أبرزت التظاهرة الصورة الحضارية لمملكة البحرين ووضعتها على الخريطة السياحية الدولية لتكون مقصدا سياحيا في المستقبل وحولت أركان قلعة البحرين والأماكن المحيطة بها إلى جداريات فنية غاية في الجمال تتناسب مع طبيعة الحدث ومكانة هذا الموقع الأثري الذي يحمل معه نحو 5 آلاف سنة من تاريخ البحرين. وقد أثبتت التنقيبات الأثرية أن قلعة البحرين الأثرية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين تتكون من عدة قلاع ترتبط ببداية حضارة «دلمون»، ومن المؤمل أن يتم تسجيل القلعة في سجل التراث العالمي، وتحتل حضارة دلمون التي أقيمت على أرض جزيرة البحرين منذ آلاف السنين مكانة كبيرة في التاريخ، وفي قائمة الحضارات التي أقيمت في الشرق الأوسط، ولها مكانة في صدارة الممالك التي بنيت على أساس حضاري وشهدت نهضة وتطورا كبيرا، لا تزال محط إعجاب العالم. وكانت مملكة «دلمون» دولة ذات سيادة بجوار ممالك بلاد الرافدين وفارس وعلى بعد من المملكة الفرعونية، ولذلك شكلت مكانا لها وخطا موازيا للحضارات الكبرى في ذلك الوقت واستمرت هذه الحضارة قرونا عديدة، وبقيت معالمها باقية إلى يومنا هذا، فشكل القبور التلالية لا يزال موجودا في البحرين، وآثارها موزعة ويحتفظ متحف البحرين بكثير منها. التنقيب عن الآثار تم جلب هذه الآثار النفيسة التي تخص البحرين خلال عمليات التنقيب التي تجري على أيدي خبراء مهرة للكشف والتنقيب عن الآثار التي تحــظى باهتمام واسع، لوضعها في المتحف. كما أعيد ترميم بعض القلاع والأماكن الأثرية المهمة للحفاظ على الإرث الأثري للبحرين، ولعل النكبات والحروب والحرائق والزمن الطويل كلها عوامل ساهمت في فقدان بعض الكنوز الأثرية، ولكن مع الجهود المقامة حاليا يتوقع أن يصان هذا الإرث ويتم الاشـــتغال عليه ليكون محط اهتمام عالمي، ويأخذ مكانته المستحقة على خريطة الآثار العالمية المهمة والعظيمة، ومن خلال مراحل التنقيب تم اكتشاف قطع فخارية كثيرة وتحديد أماكن قلاع ومراكز حراسة مهمة. فيما اكتشف الباحثون «أن النحاس كان مصدرا رئيسيا لرخاء مملكة دلمون حيث كانت تصدره للبلدان الأخرى، وتحرص على إيجاد تبادلات تجارية بينها وبين الممالك الأخرى، وهذا ما يجعلها إلى يومنا هذا مملكة تجارية ذات نهضة عملاقة فلم تصل إلينا عوالمها لو لم تكن كذلك، وفي حقيقة الأمر هذا ما جعلها مؤهلة لتكون مركز تجارة بين الحضارات والقارات من وادي الرافدين إلى بلاد السند، وهي في أوج ازدهارها وتقدمها». نهضة متطورة يشير إلى وجود حضارات أخرى في «دلمون» ظهور آثار للحضارة اليونانية من خلال دخول جيوش الاسكندر ولم تنضم البحرين إلى هذه الامبراطورية ولكنها شكلت صلة وصل بين حضارات الجريرة العربية بالبلدان الأخرى.. كما كانت «دلمون» مملكة ذات ترابط وقوة، تعكسها النهضة المتطورة التي جعلتها منطقة آهلة بالسكان، ووجد فيها رجال غيّروا شكل المكان وأسسوا عالمهم الخاص وأوجدوا بيئة تجارية وزراعية واعتمدوا على موقع المملكة الاستراتيجي بين مختلف الحضارات، إلى أن تكونت مملكتهم بنظام سياسي واقتصادي ملحوظ. بينما أسفرت أعمال التنقيب والاكتشاف عن وجود ثلاث طبقات أثرية في إحدى قلاع البحرين تعود كل منها إلى فترة زمنية مختلفة. الطبقة الأثرية الأولى، وهي: الطبقة السطحية، وتشكل بقايا أساسات بيوت المصيف حيث استغلت هذه المساحة لتكون امتدادا لبيوت «مصيف عراد». أما الطبقة الأثرية الثانية، فهي: أساسات لوحدات بنائية تمثل بيوتا شيدت خلال فترة القرن الخامس عشر الميلادي، وذلك حسب الدراسة الأولية للأواني والقطع الفخارية واكتشف في الجانب الشمالي والجنوبي أمام واجهة القلعة بئرين للماء بلغ عمقهما 6 أمتار تقريبا ويمكن للزائر ملاحظتهما. أما الطبقة الأثرية الثالثة: انحصرت معالمها في الجانب الجنوبي الشرقي من الساحة الأمامية لبوابة القلعة وهي مواجهة لبرج القلعة الجنوبي الغربي وعثر بها على نماذج من الكسر الفخارية التي تعود إلى فترة حضارة «دلمون». وتؤرخ هذه الطبقة إلى 2300 ق.م، وربما تشكل بقايا مستوطن سكنه أهالي دلمون خلال هذه الحقبة التاريخية. قلاع قديمة أوضح التنقيب الأثري داخل القلعة وجود أساسات لمجموعة من الغرف تنتشر في حوش القلعة في الجانب الجنوبي والشرقي والشمالي، وتأكدت أعمال التنقيب أن الغرف التي تقع في الجانب الجنوبي تمثل غرف الخدمات ومنها المطابخ والمخازن. ويتوسط القلعة من الداخل بئر ماء استغل لتلبية حاجات الساكنين داخل القلعة وعملت قناة تتفرع من البئر لتغذية الخندق الذي يحيط بالقلعة. فيما تشكل قلعة «عراد» مع قلعة «بو ماهر» الواقعة على الجانب المقابل لها والمطلة على خليج «عراد» تحصينا عسكريا لمدينة المحرق. وهذا يؤكد أهمية وجود حضارة عظيمة كانت في هذا المكان ولعل المقابر المقببة في البحرين لا تزال شاهدا على هذه الحضارة والحقبة المهمة من تاريخ الجزيرة العربية، حيث كان أهل دلمون يدفنون موتاهم فيها وقد تم بناء تلال الدفن في الفترة ما بين عام 280 و600 قبل الميلاد.
المصدر: المنامة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©