السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محللون أتراك: إدلب تنهي أوهام أردوغان في التحالف مع روسيا

محللون أتراك: إدلب تنهي أوهام أردوغان في التحالف مع روسيا
30 مارس 2020 02:02

دينا محمود (لندن)

أكد محللون أتراك أن العزلة الدبلوماسية التي يعانيها نظام رجب طيب أردوغان حالياً على الساحة الدولية، تعود إلى تأرجحه المتعمد على مدار السنوات القليلة الماضية، بين مغازلة الغرب من ناحية وتوطيد العلاقات مع روسيا من ناحية أخرى، مشيرين إلى أن «اللعبة التركية» في هذا الشأن، آلت إلى الفشل على ما يبدو، بعد تفاقم الخلافات مع الكرملين، بشأن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.
وشدد المحللون على أن التباين التركي الروسي الشديد حيال هذا الملف، أدى لانهيار تحالف مؤقت جمع البلدين لسنوات قليلة، بعدما أدركت تركيا وروسيا أنهما تصطفان على جانبين متعارضيْـن، ليس في الحرب السورية فحسب، وإنما على صعيد الصراع المسلح الدائر في ليبيا كذلك.
وفي مقال نشره الموقع الإلكتروني لمؤسسة «ميدل إيست فورم» البحثية الأميركية، أكد المحلل التركي المخضرم بوراك بكديل أن أردوغان يدفع الآن ثمن عدم فهمه لطبيعة السياسات الروسية حيال الصراع السوري، وكذلك تقلب توجهات نظامه إزاء موسكو على مدار أقل من 5 سنوات.
وأشار في هذا الصدد إلى أن «كُتّاب الأعمدة الأتراك، كانوا منهمكين -مثلاً- في عام 2015 بالهجوم العنيف والضاري على روسيا، قبل أن يغيروا توجهاتهم تماماً وبشكل جذري في منتصف العام التالي لذلك، ليغدقوا بالثناء والمديح المُبالغ فيه على الرئيس فلاديمير بوتين، ويشرعوا في الحديث عن روسيا بوصفها الصديقة الحقيقية لتركيا».
أما في عام 2018، فقد بدأ نظام أردوغان حسبما قال بكديل في مقاله، في النظر إلى «الولايات المتحدة على أنها حليف ناكر للجميل، وإلى روسيا بوصفها طرفاً في علاقة حب جديدة مع تركيا». ولكن المشكلة وفقاً للمقال، أن الرئيس التركي لم يدرك، أنه بالتزامن مع مشاعر التفاؤل المفرطة التي كان يبديها حيال علاقته المستجدة مع نظيره الروسي، كانت موسكو تواصل ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، دعماً لحكومة الرئيس بشار الأسد، في جهودها لاستعادة السيطرة على كل شبر من أراضي البلاد.
وخَلُص المحلل السياسي التركي إلى التأكيد على أن التذبذب غير المحسوب في سياسات نظام أردوغان منذ عام 2015، بين خدمة مصالح الغرب والسعي لتعزيز المصالح الروسية، أفضى في نهاية المطاف، إلى تقويض الروابط بين أنقرة والمؤسسات الغربية من جهة، وأوصلها إلى حافة الصدام العسكري مع موسكو من جهة أخرى.
وسخر بوراك بكديل من أن النظام الحاكم في بلاده، لم يتذكر أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، ولم يهرع للمطالبة بنيل الدعم العسكري من الإدارة الأميركية، سوى عندما تصاعد التوتر في إدلب في فبراير الماضي، ووجد نفسه أمام احتمالات نشوب حرب حقيقية مع الدب الروسي في الأراضي السورية.
وأكد أن نظام أردوغان لن يجرؤ على المضي على طريق الصدام عسكرياً مع القوات الحكومية السورية في إدلب، مهما بلغت حدة تهديداته في هذا الشأن، وذلك في ضوء أن حدوث هذا سيكون بمثابة قتال ضد الجيش الروسي نفسه.
كما أنه سيؤدي إلى أن يواجه الأتراك منظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة «إس 400» التي أدى حصولهم عليها العام الماضي لعقوبات من جانب واشنطن، شملت إبعاد أنقرة عن برنامج تصنيع أجزاء من مقاتلات «إف 35» الأميركية.
وقال بكديل، إن أي صدام عسكري مباشر بين جيش بلاده والقوات السورية في إدلب «سيقود إلى عزلة تركيا ليس فقط في سوريا، وإنما أيضاً في مناطق صراع أخرى، مثل منطقة شرق المتوسط»، في إشارة إلى ليبيا التي تتحالف فيها أنقرة مع حكومة فايز السراج المحتمية بالميليشيات المتطرفة في طرابلس.

فصائل معارضة تشكل ألوية للتنسيق مع تركيا في إدلب
كشف قائد عسكري في فصائل المعارضة السورية عن تشكيل 6 ألوية عسكرية جديدة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا للتنسيق مع القوات التركية في المنطقة.
وقال القائد العسكري، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية، إن «الألوية المشكلة من الجيش الوطني والجبهة الوطنية للتحرير تخضع لقيادة عسكرية سورية»، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً وغرفة عمليات مشتركة مع الجيش التركي المتواجد في المحافظة.
وأكد القائد العسكري أن «الجيش التركي منتشر بشكل كبير في محافظة إدلب في جسر الشغور وجبل الزاوية والنيرب والمسطومة وأريحا إضافة إلى نقاط انتشاره وفق اتفاق سوتشي بين الروس والأتراك»، لافتاً إلى أن هذا الانتشار يحتم وجود آلية عمل مشتركة بين «الجيش الوطني» والجيش التركي لتسهيل عمل الطرفين معاً على الأرض.
وحول منع تسيير دوريات مشتركة روسية وتركية على طريق حلب اللاذقية قال القائد العسكري: «هناك اعتراض كبير من الأهالي على دخول الدوريات الروسية إلى المناطق المحررة، وهي مناطق سيطرة المعارضة باعتبار الروس هم حلفاء دمشق؛ لذلك هناك اعتراض على دخولهم إلى مناطق المعارضة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©