الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشحن الجوي رئة سلاسل التوريد لضمان تدفق السلع

الشحن الجوي رئة سلاسل التوريد لضمان تدفق السلع
29 مارس 2020 00:54

مصطفى عبد العظيم (دبي)

تضطلع الناقلات الوطنية بدور محوري، في تسهيل انسياب حركة التجارة والشحن الجوي محلياً وعالمياً، بما تمتلكه من سعة عالية قادرة على استيعاب ونقل ملايين الأطنان من الشحنات، بما يضمن تدفق السلع الرئيسية، وخاصة إمدادات الأغذية والأدوية إلى دولة الإمارات والعالم.
ومنذ تفشي فيروس كورونا المستجد«كوفيد-19»، وتسببه في فرض قيود غير مسبوقة على رحلات الركاب، تزايد الطلب بشكل قياسي على الشحن الجوي، الذي يشكل حالياً رئة سلاسل التوريد العالمية لمواصلة نقل البضائع والحركة التجارية، خاصة للسلع الأساسية كالمواد الغذائية والإمدادات الطبية، إلى الوجهات الأكثر حاجة إليها.
وفيما تمتلك كل من الاتحاد للشحن التابعة للاتحاد للطيران، والإمارات للشحن الجوي التابعة لمجموعة طيران الإمارات، معاً، أسطولاً يزيد على 16 طائرة شحن من طراز بوينج 777، منها 11 طائرة للإمارات للشحن الجوي، فإن الطلب المتزايد على الشحن الجوي حالياً، جعلهما يعملان بالطاقة القصوى، لتلبية إمدادات الأسواق باحتياجاتها من السلع والبضائع الأساسية، وأيضاً إلى تعزيز الأسطول، بإضافة طائرات ركاب إلى أسطول الشحن، كما فعلت الاتحاد للطيران، لضمان استمرارية خطوط التجارة الأساسية، من وإلى الإمارات والأسواق العالمية.
ووفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي «اياتا»، يعتبر الشحن الجوي شريكاً رئيساً لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، الذي تسبب في توقف شبه كامل لأساطيل طائرات النقل الجوي، والتي ستؤثر بشكل طبيعي على أكثر من نصف عمليات الشحن الجوي.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها صناعة الشحن الجوي حول العالم، جراء القيود المفروضة على رحلات الركاب، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد«كوفيد-19»، تواصل الناقلات الوطنية عبر أذرع الشحن التابعة إليها، مواصلة دورها الفعال والمحوري في نقل السلع الأساسية، كالمواد الغذائية والإمدادات الطبية، إلى الوجهات الأكثر حاجة إليها.
ويؤكد جلين هيوجز، رئيس قسم الشحن الجوي في الاتحاد الدولي للنقل الجوي، أن أهمية الشحن الجوي تكمن ليس فقط في مواجهة انتشار فيروس كورونا، بل أيضاً نقل المواد التي يتوجب مراعاتها في الأوقات الحرجة كالغذاء والمواد المباعة عبر الإنترنت، لمواجهة فترات الحجر الصحي، وقوانين عدم الاختلاط مع الآخرين.

الاتحاد للشحن الجوي
أكدت الاتحاد للشحن، مواصلة دورها في وصل الشحن الأساسية، وضمان تلبية حاجات الاستيراد والتوريد في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتوافق مع الطلب الحالي، وذلك بعد أن أصدرت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والهيئة العامة للطيران المدني، توجيهات بتعليق جميع رحلات نقل المسافرين من وإلى الدولة.
وأعلنت الاتحاد للشحن، عن إطلاق رحلات إضافية باستخدام طائرات بوينج 787-10 خالية من الركاب، وذلك لتكملة وتعزيز الطاقة الاستيعابية لأسطولها الحالي، المكون من طائرات بوينج 777F، ولتشغيل 34 رحلة أسبوعية، تخدم 10 أسواق عالمية، حيث ستوفر كل طائرة سعة 12 منصة و4 حاويات، لنقل ما يصل إلى 45 طناً من الحمولة. وبحسب الشركة، سيخدم الأسطول المصغّر كلاً من الهند، تايلاند، سنغافورة، الفلبين، إندونيسيا، وكوريا الجنوبية، ووجهات أخرى لا تزال مفتوحة أمام رحلات الشحن، إضافة إلى زيادة عدد الرحلات إلى الرياض، لندن، هونج كونج وشنغهاي، مؤكدةً أنه بإضافة طائرات بوينج 787 إلى أسطولها الحالي، من شأنه أن يضمن استمرار عميات استيراد المواد الحيوية إلى دولة الإمارات، ومنها الفاكهة، الخضار، اللحوم، الإمدادات الطبية، البريد، وبضائع التجارة الإلكترونية.
يقول عبدالله محمد شديد، المدير الإداري لعمليات الشحن والخدمات اللوجيستية في مجموعة الاتحاد للطيران: إن الاتحاد للطيران تنسق بشكل وثيق مع السلطات المحلية والاتحادية، لضمان تلبية احتياجات الدولة والمواطنين والمقيمين فيها من سلع أساسية، مع مواصلة دورها في تسهيل التجارة العالمية بين الشرق والغرب.
ويضيف شديد أنه: «في ظل الأوضاع الراهنة، واستناداً لإرشادات قادتنا، كان من الضروري بقاء خطوط الشحن العالمية الرئيسة مفتوحة»، مشيراً إلى أنه: «مع إضافة هذه القدرة الاستيعابية المكملة، ستتمكن الاتحاد للشحن من خدمة هذه الأسواق المقيّدة، والتي تواجه تراجع عمليات الشحن، مع توفير خط شحن استراتيجي، ودعم استمرار نظام التجارة العالمية».

الإمارات للشحن الجوي
أكدت الإمارات للشحن الجوي مجدداً، التزامها بتيسير حركة التجارة، من خلال تسهيل نقل السلع الأساسية إلى أسواق عالمية، بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال مواصلة نقل السلع الأساسية، كالمواد الغذائية والإمدادات الطبية، إلى الوجهات الأكثر حاجة إليها، وتوفير طاقة شحن كافية لضمان استمرار إمدادات المواد الغذائية والأدوية في الدولة.
وفي هذا السياق، اتخذت الإمارات للشحن الجوي سلسلة من التدابير، بما في ذلك زيادة أعداد رحلات الشحن، وربط الرحلات للمساعدة في نقل السلع الأساسية، مثل الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية والمنتجات سريعة العطب والمواد الخام إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ووجهات عالمية أخرى.
ومنذ منتصف يناير حتى منتصف مارس 2020، نقلت الإمارات للشحن الجوي، ما يزيد على 225 ألف طن من الشحنات، منها 55 ألف طن من الأغذية كالفاكهة والخضار واللحوم والأسماك، و13 ألف طن من الأدوية.
ويشدد نبيل سلطان، نائب رئيس أول دائرة الشحن في طيران الإمارات، على التزام الشركة بنقل السلع الأساسية للمجتمعات حول العالم، من خلال أسطولها الذي يعمل بكامل طاقته عبر القارات الست، وبرحلات شحن منتظمة وحسب الطلب، لضمان استمرار توفير مختلف السلع، كالأدوية والإمدادات الطبية والمعدات والمواد الغذائية، ليس في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة فقط، وإنما أيضاً في وجهات عالمية أخرى في حاجة ماسة لها».
ويخدم أسطول الإمارات للشحن الجوي، المكون من 11 طائرة، رحلات تشارتر وحسب الطلب، بالإضافة إلى رحلات شحن منتظمة، بما يتماشى مع الطلب المتنامي على النقل الجوي.
وعلى مدى ثمانية أسابيع، منذ منتصف يناير حتى منتصف مارس 2020، نقلت طائرات الشحن ما يزيد على 50 ألف طن من البضائع التي تضمنت إمدادات طبية وغذائية، ونقلت الإمارات للشحن الجوي، في رحلة تشارتر واحدة، نصف مليون وحدة من معقم اليدين على طائرة شحن من طراز بوينج 777F.

فلاي دبي
شغلت فلاي دبي أول رحلة شحن كاملة لها إلى الكويت الأسبوع الماضي، كما تعمل الشركة على توسيع عمليات الشحن للاستفادة من الطلب العالمي القوي على البضائع.
ونظراً للأهمية البالغة للشحن الجوي في جهود مواجهة تداعيات تفشي فيروس كورونا عالمياً، جدد الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» وأعضاؤه، دعوتهم لتدخل الحكومات العاجل من أجل ضمان بقاء استمرارية عمل خطوط إمداد الشحن الجوي، وبشكل يحافظ على كفاءتها وفعاليتها.
وقال ألكساندر دو جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي: إنه على الرغم من هذه الأهمية، فإن فرض بعض المطارات لإجراءات مرهقة لإصدار تصاريح إدخال وإخراج البضائع، لا سيما شحنات المواد والأجهزة الطبية، قد يهدد حياة الكثيرين بالخطر، مشدداً على ضرورة اتخاذ الحكومات التدابير اللازمة، لضمان استمرار سلاسل التمديد العالمي.
ولضمان استمرارية عمليات الشحن الجوي، تتخذ شركات الطيران تدابير مرنة لضمان تدفق البضائع، والتي يتوجب مراعاتها في الأوقات الحرجة، حيث حوّل عدد من الشركات طائرات نقل الركاب ضمن أساطيلها إلى طائرات شحن من بينها «إير كندا»، الخطوط الجوية الأسترالية والبريطانية، و«كاثي باسيفيك»، و«ليبيرا»، والطيران الكوري، و«لاتام»، و«لوفتهنزا»، و«كانتاس»، والطيران السويسري، وغيرها الكثير.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©