السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القمة الثلاثية تقر آلية لمواجهة «الدواعش الأجانب»

القمة الثلاثية تقر آلية لمواجهة «الدواعش الأجانب»
25 مارس 2019 04:05

أحمد عاطف (القاهرة)

أقرت القمة الثلاثية بين مصر والأردن والعراق أمس، وضع آلية لمواجهة ظاهرة المقاتلين الأجانب التابعين لـ«داعش» بعد إعلان القضاء على التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا، وفقاً لمصادر دبلوماسية لـ«الاتحاد». ونوهت المصادر إلى أن النقاش الرئيسي للقمة التي جمعت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، كان كيفية مواجهة ظاهرة المقاتلين الأجانب التابعين للتنظيمات الإرهابية، وهو ما أشار إليه بسام راضي المتحدث الرئاسي المصري بقوله إن «تبادل المعلومات هام للغاية، لأن المقاتلين الأجانب الذين يشكلون عماد وأساس هذه التنظيمات، انسحب منهم من انسحب، وهناك احتمالات أن يعودوا إلى بلادهم الأصلية، أو ينقلوا إلى المحيط الإقليمي وما يهمنا كدول تتعاون مع العراق، ألا يتم انتقال هؤلاء الإرهابيين إلى محيط آخر وأن يكون هناك تبادل للمعلومات». وكشفت المصادر لـ«الاتحاد» عن أن القادة الثلاثة اتفقوا على طرح آلية مواجهة ظاهرة المقاتلين الأجانب التابعين للجماعات الإرهابية خلال القمة العربية المقبلة في تونس المقرر عقدها نهاية مارس الحالي.
بالتوازي، أشارت مصادر دبلوماسية مصرية، رفضت ذكر أسمها، إلى أن القمة كانت رسالة واضحة لامتداد العراق العربي، وأن الجانب العراقي يرفض تحول إيران إلى المسيطر على الساحة السياسية، خاصة بعد اجتماع قادة أركان سوريا والعراق وإيران قبل أيام. كما أوضحت أنه تم نقاش موضوعات اقتصادية تتعلق بدور الشركات المصرية في إعادة إعمار العراق، وبحث مستجدات ما يعرف بـ«صفقة القرن» ورفض أي تسوية تتعارض مع المبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. وثمنت القمة الثلاثية العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدان الثلاثة، مشددة على أهمية العمل لتعزيز مستوى التنسيق بين الدول الثلاث، والاستفادة من الإمكانات التي يتيحها تواصلها الجغرافي وتكامل مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، بالإضافة للروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية بين الشعوب الثلاثة، وذلك لتطوير التعاون بين مصر والمملكة الأردنية والعراق في مختلف المجالات، في ظل ظروف دقيقة تمر بها الأمة العربية وتحديات غير مسبوقة يواجهها الأمن القومي العربي. وأكد القادة أهمية مكافحة الإرهاب بكافة صوره، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أوالتسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب، خاصة في ضوء الانتصار الذي حققه العراق في المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، والتضحيات التي بذلها أبناء الشعب العراقي في هذا الإطار، وانتهاء السيطرة المكانية لتنظيم داعش في سوريا، مؤكدين على دعمهم الكامل للجهود العراقية لاستكمال إعادة الإعمار وعودة النازحين وضمان حقوقه وحقوق مواطنيه التي انتهكتها عصابات داعش الإرهابية التي عدتها قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
وقال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، لـ«الاتحاد» إن القمة الثلاثية تأتي في ظل قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية، الأمر الذي يأتي استمراراً للممارسات الأميركية، والتي سبق وأن اعترفت بسيادة إسرائيل على القدس واعتبارها عاصمة رسمية لها. وأضاف أن وجود القمة في القاهرة، للتأكيد على دورها الكبير في مواجهة هذه التحديات، خاصة مع استضافتها مؤخراً العديد من الفعاليات الدولية الهامة، أهمها القمة العربية الأوروبية، والتي حضرها أغلب الزعماء الأوروبيين والقادة العرب، ما يعني تشكيل تحالف كبير تقوده القاهرة على مستوى الشرق الأوسط.
واستعرض القادة الثلاثة آخر التطورات التي تشهدها المنطقة، مؤكدين عزمهم على التعاون والتنسيق الاستراتيجي فيما بينهم، ومع سائر الأشقاء العرب، لاستعادة الاستقرار في المنطقة، والعمل على إيجاد حلول لمجموعة الأزمات التي تواجه عدداً من البلدان العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، ودعم حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة كافة، بما فيها إقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة، والأزمات في سوريا وليبيا واليمن وغيرها، وأعربوا عن التطلع لأن تؤدي القمة العربية القادمة في تونس لاستعادة التضامن وتعزيز العمل المشترك في إطار جامعة الدول العربية.
وأشار طارق فهمي، أستاذ العلاقات السياسية والدولية بجامعة القاهرة، لـ«الاتحاد» إلى أن انتهاء الإرهاب في عدة دول من ضمنها سوريا والعراق كان من أهم الأمور التي تؤرق المنطقة، في ظل الحملة التي بدأت من القاهرة لمحاربة الإرهاب واقتلاع جذوره بشكل كامل. وأضاف أن القمة الثلاثية، جزء مصغر من القمة العربية التي من المفترض عقدها في دولة تونس قريباً، لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة العربية، موضحاً أن وجود ملك الأردن الملك عبد الله الثاني ورئيس وزراء العراق، يأتي لبدء الاستثمار في العراق من جهة، والتواصل حول الوضع في فلسطين وسوريا من جهة أخرى، والذين تعتبرا مصر والأردن أكثر المختصين دوليا بمناقشة أمورهما.
وشدد القادة على أهمية العمل المكثف والمنسق لتعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحديثة في المنطقة العربية، بوصفها الضمانة الحقيقية ضد مخاطر التشرذم والإرهاب والنعرات الطائفية والمذهبية التي تتناقض مع روح المواطنة، والمؤسسات الديمقراطية وحماية استقلال البلدان العربية، ومنع التدخل في شؤونها الداخلية. وناقش القادة عدداً من الأفكار لتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث، ومن بينها تعزيز وتطوير المناطق الصناعية المشتركة، والتعاون في قطاعات الطاقة والبنية التحتية وإعادة الإعمار وغيرها من قطاعات التعاون التنموي، بالإضافة لزيادة التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات المشتركة وتطوير علاقات التعاون الثقافي فيما بينهم. واتفق القادة على أهمية الاجتماع بصفة دورية لتنسيق المواقف والسياسات فيما بين الدول الثلاث من أجل تحقيق مصالح شعوبهم في الاستقرار والازدهار الاقتصادي وتحقيق الأهداف المشتركة من خلال التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وبناء علاقات دولية متوازنة. وقرر القادة تشكيل فريق عمل لمتابعة أعمال هذه القمة، تحت رعاية القادة الثلاثة، لتنسيق أوجه التعاون الاقتصادي والإنمائي والسياسي والأمني والثقافي، كما اتفقوا على معاودة الاجتماع في موعد ومكان يتم الاتفاق عليه فيما بينهم.
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الاتحاد» إن القمة ترسيخ لعودة العراق إلى الحضن العربي مرة أخرى، وهو أمر يتأكد بوجود رئيس الوزراء العراقي في قمة عربية كبرى مثل هذه، مشيراً إلى أن القضاء على الإرهاب بشكل كامل في العراق يمثل عاملا مهماً لعودة العراق إلى مكانه الطبيعي. وأوضح هريدي أن التعاون بين مصر والعراق على المستوى الاقتصادي، في حاجة إلى زيادة بشكل كبير، خاصة مع الأرقام المتدنية للتعاون بين مصر والعراق، وحاجة الأخيرة إلى إعادة الإعمار بين الطرفين، في المقابل يبقى الأردن دوره هام خاصة مع قرار ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وتوحيد الموقف العربي حول قرار ضد ما تفعله أميركا.

شيخ الأزهر يرغب في زيارة النجف
أعرب فضيلة الإمام الأكبر دكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف عن رغبته في زيارة النجف الأشرف بالعراق خلال استقباله أمس، رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي. وأكد الطيب أن الأزهر الشريف يفتح أبوابه لكافة العراقيين بمختلف مكوناتهم، مشيداً بنجاح العراق في محاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي. وأعرب شيخ الأزهر عن «رغبته بزيارة العراق ومدينة النجف الأشرف وعن سروره للتطور الذي يشهده العراق ووحدة شعبه وانتصاره على الإرهاب»، مؤكداً أن «الروابط القوية تستدعي توحيد دولنا وشعوبنا وتجاوز كل الخلافات وإحراز تقدم لصالح الشعوب المسلمة والبشرية جمعاء». من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي تقدير بلاده الكبير لدور الأزهر المحوري في مواجهة التطرف والإرهاب، مشيراً إلى أن جهود الأزهر في تفنيد الفكر المتطرف شكَّلتْ عاملًا رئيسيًا في نجاح الحرب على الإرهاب. وأبدى رئيس الوزراء العراقي تطلع العراق لرفع مستوى التعاون مع الأزهر باعتباره أكبر مؤسسة إسلامية، موضحًا أن الأزهر يحظى بمكانة كبيرة بين أبناء الشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه، بسبب مواقفه المخلصة والحيادية تجاه العراق، وكونه على مر تاريخه مظلة جامعة لكل أبناء الأمة. وأوضح عبد المهدي أن «الحكومة العراقية تعمل على تعزيز الوحدة بين العراقيين وإقامة علاقات مع جميع الدول العربية ودول الجوار ومحاربة الفقر والجهل والتخلف وتحقيق النهوض الاقتصادي والإعمار الذي يتطلع إليه جميع العراقيين».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©