الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران تطور أسلحة نووية خلف ستار المعاهد والجامعات

إيران تطور أسلحة نووية خلف ستار المعاهد والجامعات
24 مارس 2019 01:57

رشا العزاوي (أبوظبي)

في 22 مارس فرضت واشنطن عقوبات شملت 10 علماء إيرانيين مرتبطين بمنظمة إيران للابتكار والأبحاث الدفاعية والمعروفة اختصاراً (SPND)، وهي معهد أبحاث تابع لوزارة الدفاع الإيرانية، يشرف على 11 منشأة جامعية مسؤولة عن تجنيد علماء الفيزياء لتطوير أسلحة نووية، وتقع في قلب العاصمة، وتحديداً في نجاريستان 3، شارع باسداران في طهران، ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن المنظمة مسؤولة عن أبحاث الأسلحة النووية.
وهي ليست المرة الأولى التي ترتبط فيها أسماء علماء وجامعات إيرانية ببرنامج البلاد النووي، إذ تؤكد وزارة الخارجية الأميركية، أن جامعة شريف للتكنولوجيا وجامعة مالك عشتار المعروفة باسم (MUT) في إيران أشرفتا على تطوير برنامج إيران النووي عبر مراكز أبحاثها، ومنها مركز أبحاث الفيزياء الإيراني (PHRC) هو مركز مختص لتطوير الأسلحة النووية، يقع في جامعة شريف للتكنولوجيا، عينته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2008 كمعهد ذي صلة بالجيش وأدرجته الحكومة الألمانية عام 2005 كمستخدم نهائي محفوف بالمخاطر في تحذيرات الصناعة، وحثت ألمانيا آن ذاك على توخي الحذر عند الشروع في التعاملات التجارية مع المعهد والجامعة المرتبط بها، واقترحت أن جميع عمليات الشراء من قبل هذا الكيان تخدم أهدافاً عسكرية بالضرورة.
أنشئ مركز أبحاث الفيزياء الإيراني (PHRC) عام 1989 بغرض الاستعداد لمكافحة وتحييد الإصابات الناجمة عن الهجمات النووية وحوادث الدفاع النووي، وأيضاً دعم وتقديم المشورة والخدمات العلمية المتعلقة بالأسلحة النووية إلى وزارة الدفاع، ووفقاً لإيران، توقفت أنشطته عام 1998 وتم تغيير تخصصه إلى مركز للدراسات البيولوجية، والمشاركة في أنشطة البحث والتطوير البيولوجي والحماية الإشعاعية، وزودت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقائمة تضم أحد عشر نشاطاً أجراها المركز، إلا أنها رفضت تقديم قائمة بالمعدات المستخدمة فيه.
وفي يناير 2006، قدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران قائمة بالمعدات ذات الفراغ العالي التي اشتراها (PHRC) مطالبة بفحصها، وأظهرت العينات البيئية المأخوذة لمشتريات جامعة شريف للتكنولوجيا، عدداً من جزيئات اليورانيوم العالي التخصيب، وفي فبراير 2008، طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران توضيح إجراءات الشراء التي قام بها معهد (PHRC) لمصلحة الجامعة والتي يمكن أن تتعلق بالدراسات المزعومة المتعلقة بتحويل ثاني أكسيد اليورانيوم (UO2) إلى رباعي فلوريد اليورانيوم (UF4) (مشروع الملح الأخضر)، واختبار المواد شديدة الانفجار، إلا أن إيران لم تمنح توضيحاً. كما وصفت ألمانيا في قائمة الوزارة الاتحادية الألمانية للأبحاث والتكنولوجيا (BMFT) في فبراير 1994 مركز (PHRC) بالكيان المتحايل على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مستغلاً مسميات غير ضارة لها علاقة بالبحث والتدريب أو العلوم للتستر على نشاطه الحقيقي المرتبط بتطوير أسلحة نووية.
وكان يرأس المعهد في السابق محسن فخري زاده مهابادي الذي أسس أيضاً منظمة (SPND) في فبراير 2011، وذُكر مؤسس المنظمة في تقارير تابعة لوكالة الطاقة الذرية استناداً لمراسلات وزارة الدفاع الإيرانية مع المنظمة بمسميات عدة منها: (محسن فخر زاده مهبتي، محسن فكريزاده مهاباتي، فخري زاده ماهابادي، محسن فخري زاده).
وتؤكد الوكالة أن جميع تلك المسميات تعود لمؤسس (SPND) محسن فخري زاده ماهابادي، كبير علماء وزارة الدفاع والإمداد في القوات المسلحة الإيرانية، أُضيف في 8 يوليو 2008 إلى القائمة الوطنية التابعة لوزارة الخزانة الأميركية المعروفة اختصاراً (SDN) المعينة خصيصاً لمراقبة الأصول الأجنبية في الولايات المتحدة، ما أدى إلى تجميد أصوله الخاضعة للولايات المتحدة وحظر تعامله مع جميع الأطراف الأميركية، وفقاً للأمر التنفيذي 13382 الذي يستهدف انتشار أسلحة الدمار الشامل وأنظمة إيصالها، وهو الأمر التنفيذي ذاته الذي طال فريق عمل محسن فخر زاده مهابادي المؤلف من 10 علماء في 22 مارس، وهم سعيد برجى، منصور أصغري، رضا إبراهيمي، جلال إمامي قره حاجيلو، غلام رضا طاعتي، روح الله قادري برمى، سيد أصغر هاشمي تبار، محمد رضا مهدي بور، أكبر مطلب زاده، محمد جواد صفاري.
وأكدت الولايات المتحدة أن جميع الأفراد المدرجين في التصنيف مرتبطون بمنظمة إيران للابتكار والأبحاث الدفاعية (SPND) التي أسسها ماهابادي. وقبل ذلك أُدرج ماهابادي في ملحق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1747 المؤرخ 24 مارس 2007، كشخص متورط في أنشطة الصواريخ النووية أو الباليستية الإيرانية، كما قرر الاتحاد الأوروبي في 21 أبريل من العام نفسه عملاً بالقرار ذاته تجميد أموال ماهابادي وموارده الاقتصادية وتلك التي يملكها أو يحتفظ بها أو يسيطر عليها، بواسطة الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسعى للوصول إلى ماهابادي لمقابلته، لكن إيران رفضت.
وتذكر تقارير لوكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (CIA) أن منظمة إيران للابتكار والأبحاث الدفاعية، أدارت «المشروع 111»، وهي أبحاث نووية تتضمن العمل على تطوير الصواريخ الحاملة لرؤوس نووية بمساعدة ماهابادي وعالم إيراني آخر هو فريدون عباسي دافاني، وهو عضو المجلس العلمي لكلية الفيزياء بجامعة الإمام الحسين في إيران. ويذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن دافاني أدرج عام 1991 بوصفه مسؤولاً عن البرنامج النووي، كما أدرج في 2007 كشخص متورط في أنشطة الصواريخ النووية أو الباليستية الإيرانية بعد تقارير أكدت مشاركته في تطوير تعدين اليورانيوم، وإنتاج الكعكة الصفراء في مراكز أبحاث جامعة الإمام الحسين بإيران.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©