بريطانيون لـ "الاتحاد": نشعر بالإحباط والحكومة في حالة تخبط

شادي صلاح الدين (لندن)

أخبار ذات صلة

النائب العام للدولة: تعزيز التعاون القانوني والقضائي مع جميع الدول

مؤتمر «أنظمة الرقابة» يوصي بمكافحة الغش الغذائي في التجارة الإلكترونية

أعرب عدد من المواطنين البريطانيين عن شعورهم باليأس والإحباط بسبب قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بالرغم من اختلاف توجهاتهم، حيث يؤيد البعض مغادرة التكتل، في حين يرغب آخرون في البقاء، لكن الجميع، وفق ما تحدثوا لـ «الاتحاد»، اتفقوا على أن الحكومة تعالج هذه المسألة بطرق خاطئة.
وجاءت هذه الآراء بعد أن صوت أعضاء مجلس العموم البريطاني لمصلحة تأجيل إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي لثلاثة أشهر على الأقل، وهو ما وصف بأنه يُعد علامة فارقة في مسار أزمة البريكست التي تحتل مركز الاهتمام دون منازع في أروقة البرلمان البريطاني.
وقال «ريكفيرد» وهو محامي بريطاني يعيش في شرق لندن إن قضية البريكست أصبحت مشوشة للغاية حتى من يؤمنون بها أصبحوا لا يعرفون ما الذي يريدونه، وأضاف «بصراحة لقد صوت للخروج لأنني أعتقد أن البقاء ضمن دول الاتحاد الأوروبي ليس في مصلحة المملكة على المدى الطويل، خاصة أعداد المهاجرين القادمين من دول شرق أوروبا، وعدم الاستفادة منهم بشكل كبير في الاقتصاد، حيث يعملون في وظائف غير مفيدة لنا، بجانب الأموال الضخمة التي نسددها سنوياً في ميزانية الاتحاد الأوروبي».
وأوضح المحامي البريطاني أن رئيسة الوزراء تريزا ماي في موقف صعب، وقال «لا أتمنى أن أكون في موقفها فهي تواجه طلبات مختلفة من البرلمان، وأخرى من أعضاء في الحكومة، وثالثة من المعارضة، بجانب تشدد الجانب الأوروبي الذي يرغب في الاستفادة من الموقف لمصلحته، وهي في المجمل لن تستطيع إرضاء الجميع، يجب عليها تقديم استقالتها ويأتي شخص جديد له هدف محدد ويحققه ويتحمل عواقبه».
وقالت إيما، طالبة دراسات عليا بلندن إن حزب المحافظين هو من تسبب في هذه الفوضى السياسية بسبب الاستفتاء السيئ الذي أجراه رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، وأضافت أن المملكة المتحدة ستخسر الكثير إذا غادرت الاتحاد الأوروبي، موضحة «سنصبح دولة شبه معزولة سياسياً وسنفقد سوق الاتحاد الأوروبي، وامتياز كوننا جزءاً من أكبر تكتل سياسي واقتصادي في العالم».
وأعربت عن اعتقادها أن حكومة رئيس الوزراء تريزا ماي متجهة نحو الانهيار بسبب حالة الانقسام التي تعيشها حالياً، وعدم امتلاكها الشخصية السياسية القوية التي تمكنها من توجيه أعضاء حكومتها وحزبها.
ومن جانبه، قال مات الذي يعمل حلاقاً إنه يرغب في الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكن ذلك الأمر عكس رغبة ابنه سكوت الذي يعمل مهندساً في ألمانيا، وأوضح أن الشكل العام حالياً لا ينبئ عن أي شيء فهو «ضبابي مثل لندن في الماضي». وأضاف «قد نخرج من الاتحاد الأوروبي. وقد نبقى وقد نخرج باتفاق وقد نخرج من دون اتفاق، وقد يتم تنظيم استفتاء جديد. كل الخيارات متاحة ومحتملة، ولكن الأكيد هو أن الحكومة سيئة والبرلمان منقسم والجميع في أوروبا يسخر منا».
تأتي كل هذه الآراء فيما كشف استطلاع للرأي عن انقسام آراء الناخبين بشأن آفاق إجراء استفتاء جديد على البريكست، وأوضح استطلاع «أوبينيوم» لمصلحة صحيفة «الأوبزرفر» أن البلاد منقسمة، حيث أيد 43% ممن شاركوا في الاستطلاع تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من أجل إجراء تصويت عام ثانٍ، و43% يعتقدون أن المملكة المتحدة يجب أن تغادر ببساطة دون أي اتفاق مع بروكسل، وإذا تم إجراء استفتاء ثانٍ مع خيارات قبول صفقة تريزا ماي أو البقاء في الاتحاد الأوروبي على ورقة الاقتراع، قال 46% إنهم سيؤيدون البقاء، مقابل 36% سيصوتون للمغادرة بشروط اقتراح رئيسة الوزراء.
وفي الإطار نفسه، كشف استطلاع أجراه «مركز شير» عن أن أكثر من ثلث المستثمرين البريطانيين من مجموعة استثمر بنفسك يفضلون ترك الاتحاد الأوروبي دون صفقة. وفي الاستطلاع الذي شمل 3000 مستثمر، قال 37% منهم إن قرارهم المفضل للبريكست هو المغادرة دون إبرام صفقة، وفيما عدا الـ37% الذين يفضلون المغادرة دون صفقة، يفضل ربع المستثمرين الذين شاركوا في الاستطلاع إجراء استفتاء ثانٍ، بينما قال 19% إنهم يؤيدون إعادة التفاوض. وكان الخيار الأقل تفضيلاً للمستثمرين هو إجراء انتخابات عامة أخرى، بدعم من 3% فقط ممن تم استطلاع آرائهم.