السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أبوظبي وطن الإنسانية

أبوظبي وطن الإنسانية
22 مارس 2019 02:20

محمد حامد (أبوظبي)

«وصلت الرسالة»، وتلقفها 7.6 مليار إنسان يعيشون على كوكب الأرض، والأمر لا يتعلق بمشاركة 200 دولة، يمثلها 7500 لاعب ولاعبة من أصحاب الهمم، الذين يمثلون بدورهم 200 مليون صاحب همة حول العالم، في أولمبياد أبوظبي فحسب، بل إن الأرض التي انطلقت منها تلك الرسالة الإنسانية، كان لها مفعول السحر، في وصولها إلى العالم أجمع، فالجميع يدركون أن الإمارات وطن التسامح والتعايش والتآخي، وفي عاصمتها وقبل 45 يوماً، تم توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.
ومن أبوظبي، وخلال الأولمبياد الخاص العالمي الذي أقيم من 14 إلى 21 مارس، عاد العالم إلينا من جديد، وأمسكت 200 دولة بقلم واحد، يحوي بداخلة حبر الإنسانية، للتوقيع من جديد على وثيقة التأخي والتعايش والتسامح، كما أن الإبداع التنظيمي غير المسبوق للحدث، واهتمام قيادة الإمارات بتفاصيله كافة، باعتباره الحدث الرياضي الإنساني الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط، والأكبر عالمياً عام 2019، كان له مفعول السحر، في أن تسكن أبوظبي قلب العالم، فقد كانت عاصمة التسامح قبل وأثناء الحدث، هي التي تحتضن الجميع، ومع نهايته كانت المكافأة باستقرارها هي في قلوب الجميع.
وطوال فترة المنافسات، في النسخة التاريخية للأولمبياد الخاص، تسابقت وسائل الإعلام العالمية، التي تمثل دول العالم كافة، المشاركة بالحدث، في نقل القصص الإنسانية التي لن تغادر قلوب الملايين حول العالم للأبد، ومع هذه القصص كانت القصة الأروع التي تتمثل في احتضان أبوظبي للجميع، وبالنظر إلى أن هناك 200 دولة شاركت في الدورة، فإن وسائل الإعلام التابعة لتلك الدول لم تتوقف عن نقل تفاصيل الحدث، وكذلك الملايين ممن ينشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسهم مشاهير العالم، فالحدث الإنساني جاذب لطبيعته للجميع، ومع تدفق موجات الأخبار والقصص الإنسانية من الحدث، تدفق اسم أبوظبي إلى أركان ودول العالم كافة.
وقد كان التحدي الكبير، عقب الإعلان عن استضافة أبوظبي لدورة الألعاب العالمية «أبوظبي 2019»، يتعلق بمقدرة العاصمة على احتضان جميع دول العالم، خاصة أن الحدث يحمل الطابع الإنساني، ومن ثم يصبح لمشاركة الجميع رمزية تاريخية عن مكانة أبوظبي العالمية، وتمتعها بعلاقات جيدة مع جميع دول العالم، وهو الأمر الذي تحقق فعلياً بمشاركة 200 دولة، وهو ما لم يحدث من قبل في تاريخ الأولمبياد الخاص، أي على مدار 50 عاماً، و14 دورة أقيمت منذ عام 1968 حتى الآن، فقد كان عدد الدول المشاركة الأكبر قبل أبوظبي حاضراً في أثينا باليونان عام 2011، حينما شاركت 185 دولة، يليه لوس أنجلوس 2011 بمشاركة 177 دولة.
والآن يقع التحدي الكبير على عاتق برلين 2023، حيث يستضيف الألمان الدورة المقبلة، وأكد تيم شرايفر رئيس الأولمبياد الدولي الخاص في حوار سابق مع «الاتحاد» أن الألمان يواجهون تحدياً كبيراً، بعد نجاح أبوظبي، في رفع سقف الجودة التنظيمية للحدث، وجعله يصل إلى مكانة لم يبلغها من قبل، وأبدى شرايفر ثقته في قدرات الألمان، ولكن في الوقت ذاته أشار إلى أن أبوظبي دائماً ما تجعل مهمة من يقوم بالتنظيم بعدها أمراً صعباً.
الإشادة بالقدرات التنظيمية الاستثنائية لأبوظبي، يعيد للأذهان ما حدث بطولات وأحداث عالمية من العيار الثقيل مثل «الفورمولا-1»، ومونديال الأندية لكرة القدم على سبيل المثال لا الحصر، فقد كانت نسخ أبوظبي أعوام 2009 و2010 و2017 و2018، استثنائية على المستويات كافة في تاريخ البطولة، وهو الأمر الذي يتكرر في كل بطولة أو حدث تقوم أبوظبي بتنظيمه، ويكفي أن المؤسسات والكيانات الرياضية العالمية في مختلف اللعبات والمسابقات هي التي تسعى في بعض الأحيان إلى أبوظبي، لتطلب من عاصمتنا تنظيم بعض البطولات، وهو مؤشر ثقة في الإبداع التنظيمي، والمقدرة على تأمينه، وتوفير المقاييس العالمية كافة، بل وضع مقاييس جديدة تجعله يبلغ مرحلة جديدة في الإبهار.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©