عدد اليوم
النمسا (الاتحاد)
قليلة هي البلاد التي تطمئن فيها الروح، ومن هذه البلاد مدينة «سالزبورج» في جمهورية النمسا، التي تنفتح أمام زائرها حدائقها الغناء، ويرى سهولها وقممها العالية، ويشرب من أنهارها حتى يشعر بأن للحياة وجوهاً كثيرة، يعيشها المرء دون قيد، وكأنه في حالة من النسيان، فلا يكاد يفكر في أي شي سوى الاغتراف من فيضها وبريقها الذي يخطف الأبصار، وحين يجوب الزائر شوارعها، يعرج بحيوية في معالمها المسكونة بالدهشة، يعيش تفاصيل تسكن الذاكرة، وتمنح الراحة والاطمئنان.
«سالزبورج» واحدة من المدن الخاطفة للقلوب، والتي تعجز الألسنة عن وصفها، فهي مدينة عريقة بجبالها البانورامية وفنادقها المزخرفة، ومعالمها التاريخية، وهوائها النقي، فلا يمكن وصفها إلا بـ«المدينة الخضراء»، نظراً لقربها من التلال والجبال الرائعة ومساحاتها الخضراء الشاسعة وحدائقها الساحرة كحدائق «ميرابل» الشهيرة، فهي مزيج متناغم بين مناظر الأرض الطبيعية والفن المعماري، بين واجهاتها التقليدية والعصرية.
وفي المدينة القديمة، تقبع معالم تاريخية تروي فصولاً من إرث الماضي، ومنها «قلعة سالزوبورج، وقصر وحديقة الميرابيل، ومنزل الموسيقار موزارت، وقصر الهلبرون»، ليجد الزائر نفسه في رحلة تحمل عنوان المغامرة، التي تجمع بين عراقة الماضي وجمال الحاضر، ومن ثم الاطلاع على النسيج المعماري الذي يخطف الأبصار، فهذه الأماكن السياحية الشهيرة تضع «سالزوبورج» في مكانة خاصة لزائريها، الذين يستمتعون بمعالمها السياحية العتيقة الضاربة في أعماق التاريخ.
«قصر مرابيل»
يعتبر «قصر وحديقة ميرابيل»، من أجمل الأماكن السياحية في «سالزبورج»، والذي تم بناؤه عام 1600 الأمير فولف ديتريخ، حيث بناه لحبيبته وأطفاله الـ15 في منطقة ميرابيل، وأحاطه بحديقة تتصف بجمالها وروعة تصميمها الهندسية وطبيعتها الخلابة مما جعلها من أجمل حدائق أوروبا، ويتميز هذا القصر بطابعه الهندسي الذي يمزج بين الإيطالية والفرنسية، ويضم بعض التماثيل التي تعكس روائع الفن الباروكي، كما يضم قاعة رخامية تقام فيها مراسم الزواج والأمسيات الموسيقية والاجتماعات، والتي بنيت منذ 250 عاماً، حيث كان الفنان النمساوي العالمي موزارت يعزف في هذه القاعة، وكان من أشهر العباقرة المبدعين في تاريخ الموسيقى.
الحدائق المزينة
وعلى امتداد جغرافيا الطبيعة كانت الحدائق المزينة بعبق المكان منعكسة على أحواض المياه والنوافير ذات الأنغام الرومانسية، فهي وحدها بمثابة دعوة للنزهة، حيث تتناغم أجواء الهدوء والاستمتاع بالطبيعة الخلابة، إذ يضم القصر حدائق تمتاز بتصاميمها اللافتة مع وجود أنواع مختلفة من الزهور النادرة، إلى جانب وجود نافورة «بيغازوس» وحولها أربعة من التماثيل ترمز إلى عناصر «الهواء والنار والأرض والماء».
مقتنيات تاريخية
بيت الموسيقي العالمي «موزارت» والذي ولد فيه عام 1756 مع عائلته، يمثل محطة رئيسة لزائر سالزبورج، حيث التعرف إلى تاريخه ومسيرته الفنية الطويلة، إضافة إلى ساحة «ريزيدنس» والتي تتوسطها نافورة بديعة، كانت قد ظهرت في فيلم «ساوند أوف ميوزيك» الذي عرض عام 1965، فضلاً عن برج الكاريون أو قلوكنشبيل، وهو عبارة عن أجراس يعزف عليها لحن قصير ثلاث مرات يومياً.
كنيسة الكاتدرائية
وكلما تجول الزائر بهذه المدينة، يكتشف المزيد من سحرها، فها هي الكنيسة الكاتدرائية، الكنيسة الرئيسة في سالزبورج، والتي بنيت على أنقاض كنيسة أقدم منها في عام 1628، كانت قد احترقت عام 1590 ومن ثم أعيد بناؤها الذي استغرق 20 عاماً لتعود إليها روح الفن والجمال، إذ بناها مهندسان ومعماريان إيطاليان، لذا تميز تصميمها بالأسلوب الإيطالي المعروف مثل كنائس روما القديمة، وتصل ارتفاع الكنيسة إلى 70 متراً، وتتميز باحتوائها على 5 آلات ارغون موسيقية.
قلعة هوهن
وللأماكن التاريخية ميزة خاصة في سالزبورج، فلا أحد يزور النمسا من دون التوجه إلى قلعة «هوهن» الشهيرة، التي تعتبر تعود إلى القرون الوسطي، وتعد من أهم وأبرز الأماكن السياحية ذات الطابع التاريخي، ويعود تاريخ بنائها إلى القرن الحادي عشر وتعتبر أكبر قلعة حافظت على معالمها بشكل كامل في منطقة وسط أوروبا، وتقع القلعة في مدينة سالزبورغ على قمة جبل فيستونجزبيرج، وقد بنيت بأمر من أمير أساقفة سالزبورج ويبلغ طولها 250 متراً وعرضها 150 متراً، وبذلك تعتبر من أكبر القلاع المبنية في القرون الوسطى في أوروبا.
قصر هيلبرون
قصر هيلبورن ليس عادياً بحديقته الغناء، فهو من أبرز الأماكن الساحية التي تزورها في سالزبورج، حيث يمثل المنتزه الواسع مزيجاً من الحدائق المنحوتة وأماكن تواجدها الطبيعية، وتشكل النوافير الخادعة تجربة لا مثيل لها، حيث الأشكال الميكانيكية التي يتم تحريكها بواسطة المياه، وتيارات مائية عابثة تنبثق من كل زاوية وركن، مع أصوات العصافير عن طريق الآلات الموسيقية، كما تساعد المساحات الخضراء الواسعة المحيطة بـ«هيلبرون» على الاسترخاء، فضلاً عن الاستمتاع بإجراء تمارين صحية في الهواء الطلق، بينما يتاح للصغار تفريغ بعض طاقاتهم في ملعب يمتاز بالأناقة والنظافة.
مدينة إنسبروك
أما مدينة إنسبروك النمساوية التي تبعد عن مدينة سالسبورغ ساعة ونصف الساعة بالقطار، فتتمتع بطبيعة ساحرة، ومعالم تاريخية منها كنيسة ومتحف «هوفكيرش» الذي يعتبر من أقدم الأماكن السياحية في إنسبروك، فقد بني منذ خمسة قرون ويحتوي على العديد من المقتنيات الأثرية، وهناك أيضاً مبنى السقف الذهبي الذي يعد من أهم المعالم في هذه المدينة القديمة وقد تم بناؤه منذ 500 عام.
سواروفسكي
وتتميز «عوالم كريستال سواروفسكي» في «إنسبروك»، بالهندسة المعمارية والمنشآت الفنية مثل «برج الألعاب والسحب الكريستالية ومقهى عوالم كريستال دانيالز الشهير»، فهذا المزار العالمي يستوعب أكثر من 12 مليون زائر سنوياً، ويسافر بهم إلى عالم السحر والجمال والدهشة، داخل صالات العرض العملاقة ليمنح فرصة للزائر لشراء أجمل الهدايا.
«تلفريك نوردكيتن»
تميز «إنسبروك» أجواء خيالية، بفضل تلفريك سلسلة جبال «نوردكيتن» المصمم حديثاً، وهذا التلفريك السريع ذو التصميم الفريد، من إبداع المهندسة المعمارية العراقية الشهيرة «زها حديد»، التي وضعت معاييرَ جديدةً في الهندسة المعمارية العالمية، ويبدأ التلفريك رحلته من قلب المدينة بالقرب تماماً من القصر الإمبراطوري «إمبيريال بالاس»، وتنتهي بعد 20 دقيقة في بقعة جبلية مرتفعة، ليتناول الزائر الغداء في منطقة عامرة بالسحر والجمال تضم مطعماً جبلياً لا يقارن.
وجهة تسوق
يعد شارع جيترايديجاسه Getreidegasse، وجهة مثالية للتسوق في المدينة القديمة، حيث يضم العديد من الماركات العالمية والمقتنيات التاريخية، كما يتميز بأن عمر بعض اللوحات الموجودة فيه تصل إلى 350 سنة، كما يعتبر «أوتلت مول» من المراكز التجارية المهمة في النمسا، والقريبة من المطار، ويضم الماركات العالمية الشهيرة، ويعتبر وجهة رئيسة للسائحين العرب، الباحثين عن تجربة تسوق عالمية، كما يمتاز المركز التجاري بوجود مصلى ومكان للأطفال تحت مراقبة العاملين في المركز.
