"البوتشي" يخفف أحزان الفراق

محمد سيد أحمد (أبوظبي)

أخبار ذات صلة

بطولة حمدان بن زايد للرماية تنطلق في مايو بنادي الظفرة

أبوظبي جاهزة لـ «المشاركة القياسية» في «آسيوية الجو جيتسو»

لا تخلو بعثة من المشاركين في الأولمبياد الخاص، من قصص مؤثرة تتعدى الإعاقة الذهنية لـ«أصحاب الهمم» عاشها الأبطال وتكيفوا معها، ليبرهنوا أنهم يملكون روحاً تقهر «المحن»، ويبرز العراقيان علي علاء الذي فقد والده منذ 10 سنوات، ومرتضى جمال الذي توفيت والدته منذ 8 أعوام. وهما لاعبان في فريق رياضة البوتشي، التي تعد نقطة تحول حياتهما إلى الأفضل، بعد أن انتظما في ممارستها منذ 4 سنوات، مع المدرب وائل عبد المطلب الذي عوضهما فقدان الأم والأب والصدر الذي تنتهي عنده معاناتهما ومشاكلهما.
ولم يكن حضورهما إلى أبوظبي هو الأول، فقد سبق لهما زيارتها العام الماضي للمشاركة في الألعاب الإقليمية للأولمبياد الخاص، والتي مهدت لهما الطريق للمشاركة في الألعاب العالمية، بعد أن اعتادا على أجواء المسابقات، والحضور الجماهيري الكبير، لتأتي مشاركتهما مميزة، حيث حقق منتخب العراق فضية الفرق، وذهبية وبرونزية على مستوى الفردي عبر مريم محمد ومروة عبد الجليل.
ويروي وائل عبدالمطلب مدرب مرتضى وعلي حكايتهما وعلاقته معهما التي تحولت من مجرد مدرب إلى أبوية ممتدة ما بين المنزل والمركز، وقال: اللاعبان يمثلان حالة إنسانية خاصة لفقدان كل منهما لأحد أبويه، والجيد أن أسرتيهما متوسطتا الحال، وهو ما مكن من توفير فرص أفضل لتعويض الفقد من جهة وممارسة الرياضة، ومنذ انضمامهما في ممارسة الرياضة أصبح ارتباطي بهما كبيراً، والتواصل معهما مستمر طوال اليوم، ولا يقتصر ذلك خلال فترة تواجدهما في المركز، ودائماً تلجأ الأسرتان للتواصل معي لتحفيزهما عندما يرفضان القيام بأمر معين في المنزل، وأنا سعيد بهذه الرعاية وفخور بها، وهي ليست قاصرة عليهما فقط، بل تمتد إلى كل زملائي المدربين وأعضاء المركز من اللاعبين. وأضاف: الظروف السياسية والأمنية معروفة، لذلك الاهتمام بأصحاب الهمم ليس كما ينبغي، والجهة الوحيدة التي توليهم العناية هي الاتحاد الوطني للأولمبياد الخاص، الذي يبذل جهوداً كبيرة في هذا الجانب، ومن ثمراتها المشاركة في هذا الحدث.
وكان الفريق العراقي للبوتشي أنهى مشاركته منذ أمس الأول، لكن عبد المطلب حرص على اصطحاب لاعبيه للاستمتاع بالأجواء في منطقة الفعاليات، وقضوا أوقاتاً ممتعة ما بين الرقص مع لاعبين من جنسيات أخرى، في مشاهد بديعة.