عدد اليوم
سامي عبدالعظيم (رأس الخيمة)
لم تنس نادرين كوكو لاعبة ألعاب القوى في منتخب السودان لـ«أصحاب الهمم» حزنها على فراق والديها عام 2008، نتيجة حريق اندلع في منزل الأسرة، وهي تخوض تحدي سباق 50 متراً، ضمن منافسات ألعاب القوى، في الأولمبياد العالمي، لأنها تدرك أن كل لحظة سعيدة في حياتها، تعني رسم الابتسامة والسعادة على وجوه من فقدتهم، خصوصاً أنها تستمد منهما القوة والإصرار، لتخطي الإعاقة الذهنية، الأمر الذي منحها درجة كبيرة من الانسجام في محيطها، وساعدها على إظهار قدراتها الكبيرة في ألعاب القوى. والعارفون بالظروف التي أحاطت في السابق بنادرين، يدركون سر الدموع التي رافقتها، بعد إعلان فوزها بالذهبية، وتوجيه نظرها إلى السماء، في لحظات تشير إلى الذكرى المتقدة، لأم سعت لجعلها متفوقة، وأب بحث عن أفضل الظروف التي تجعل من ابنته علامة مضيئة في حياة أسرتها، بفضل قدراتها الكبيرة التي تتمتع بها، وروحها الجميلة وسط العائلة.
وفي كل مناسبة تحقق خلالها المراكز الأولى في المنافسات المختلفة، تتذكر نادرين بكل فخر واعتزاز التقدير الذي أحيطت به من أمنية فاروق أحمد مديرة مركز الفاروق للرعاية في السودان، والتي أعلنت تبني حالتها، ومساعدتها على تطوير قدراتها، كما أنها مثلت لها الأم البديلة بالتقدير والاهتمام والحب، ما جعل نادرين تتجاوز بشكل كبير حالة الحزن بسبب وفاة والديها، لأنها وجدت من يستمع إليها، ويأخذ بيدها نحو الأفضل في الحياة.
وأكدت أمنية فاروق التي حرصت على الحضور إلى الدولة لمتابعة البطولة، أن نادرين تمثل حالة رائعة من الوعي بأهمية تجاوز الظروف التي تواجهها، بالرغبة في الوصول إلى الأفضل بشعار أنها تستطيع أن تحقق النتائج المشرفة في ألعاب القوى، لأن موهبتها تمنحها هذه الفرصة، مشيرة إلى أنها تشعر دائماً بالحنين إلى والديها، لأنهما منحاها الحب والاهتمام والرعاية قبل وفاتهما في حادث الحريق عام 2008، إلى جانب حرصهما على متابعة الجهود لتخطي ظروف الإعاقة الذهنية، بعدما أثبتت نادرين أنها موهبة.
بدورها، عبرت سلمى محمد مدربة ألعاب القوى في منتخب السودان لأصحاب الهمم عن تقديرها لنادرين، وحرصها على التميز والتفوق في جميع الأوقات والمناسبات، وقالت إن حصولها على ذهبية ألعاب القوى في الأولمبياد الخاص العالمي، أكبر دليل على القدرات الكبيرة التي تتمتع بها.
