الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رئيس البعثة التنزانية لـ "الاتحاد": الإمارات تفتح أبواب الأمل للملايين في "القارة السمراء"

رئيس البعثة التنزانية لـ "الاتحاد": الإمارات تفتح أبواب الأمل للملايين في "القارة السمراء"
22 مارس 2019 00:03

أبوظبي (الاتحاد)

أكد تشارلز رايس، رئيس بعثة تنزانيا لـ«الاتحاد»، أن حياة مالاكي صاحب القصة الملهمة الأشهر في الأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019» تغيرت للأبد بعد قدومه إلى أبوظبي للمشاركة في الأولمبياد الخاص، كما أشار إلى أن ما تفعله الإمارات من شأنه تغيير حياة الملايين حول العالم للأفضل، فقد كان مالاكي سجيناً في غرفة مظلمة في أحد معسكرات اللاجئين في تنزانيا، مقيداً بالسلاسل التي تم وضعها في قدميه بقرار من الأم، لكي لا يكون ضحية لسخرية الأطفال في حال التقاهم أو حاول أن يمارس طفولته باللعب معهم.
وأضاف رايس: «لم نتوقع، قبل القدوم إلى أبوظبي للمشاركة في الأولمبياد الخاص، أن تكون قصة مالاكي معروفة بهذه الصورة، لقد تغيرت حياته للأبد، ومعه سوف تتغير حياة الملايين في «القارة السمراء»، وفي كثير من مناطق العالم التي تشهد معاناة كبيرة للأسوياء وأصحاب الهمم على السواء، ليس مهماً ما حققه مالاكي في مشاركته بالأولمبياد الخاص، لقد حصل على المركز الخامس في سباق 100 متر عدو، ولكنه يظل بطلاً ملهماً برغم عدم حصوله على ميدالية.
وكانت شبكة سي إن إن الأميركية، قد حرصت على اللقاء مع مالاكي، الذي أصبح نجماً شهيراً قبل القدوم إلى أبوظبي، وتأكدت نجوميته بعد قدومها إليها للمشاركة في الأولمبياد الخاص، فهو صاحب قصة إنسانية عنوانها كيف يمكنك تغيير حياتك للأفضل، بعد أن أصبحت واحداً من 7500 بطل وبطلة، شاركوا في دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019»، وتظل قصة مالاكي اللاجئ الإفريقي، الذي كان يعيش مع عائلته في معسكر للاجئين في تنزانيا، واحدة من بين القصص الملهمة على المستويات كافة، بل إنها وفقاً لما يقر به الأولمبياد الخاص العالمي قصة ملهمة لقارة بأكملها تعاني من مشكلات تتعلق بأبسط مقومات الحياة.
مالاكي يعاني من إعاقة ذهنية دفعت عائلته، وتحديداً الأم، إلى احتجازه فيما يشبه السجن المنزلي، وتحديداً في أحد معسكرات اللاجئين في تنزانيا، بل إنها كبلته بالسلاسل، لكي لا يتمكن من الخروج من الغرفة المظلمة المتواضعة التي لا يتوافر بها الحد الأدنى من مقومات الحياة، وفي تفسيرها لما فعلته قالت: «إن ذلك كان بدافع حمايته، فهو يعاني من إعاقة ذهنية، والمجتمع الخارجي في معسكر اللاجئين لا تتوافر به أبسط مقومات الحياة للأسوياء، فكيف يمكن التعامل في مثل هذه الحالات مع أحد الأطفال الذين يعانون من مشكلات ذهنية».
وعلى الرغم من تصرف الأم الذي يبدو في ظاهره قاسياً، إلا أنها كانت على قناعة تامة بأنها تحمي الابن من قسوة العالم الخارجي، وتجعله يعيش عالمه الخاص في هذا السجن الذي اختارته له، وبلغت القسوة قمتها، حينما قررت تقييد حركته بوضع سلاسل في قدميه، لكي لا يقوى على الحركة، أو يحاول الخروج لاستطلاع العالم الذي لم يره مثل غيره من الأطفال والمراهقين في معسكر اللاجئين.
لجنة الأولمبياد الخاص في «القارة السمراء» توفر لديها معلومات عن مالاكي، فما كان منها، إلا أن تحركت صوب معسكر اللاجئين، وقامت بتحريره من السجن الذي كان يعيش فيه اعتقاداً من الأم أنه يوفر له الحماية، وفي مشهد لا ينسى التقط مالاكي كرة قدم في لحظات خروجه الأولى في الغرفة المظلمة، وحينما تلقى سؤالاً هل يعرف ما هذه، أجاب إنها أحبها من النظرة الأولى، ووفقاً لما يرويه مدربه وشقيقه فقد بدأ في ممارسة كرة القدم، ولكنه استخدم اليد والقدم في الوقت نفسه، وبعد أن تدرب جيداً أدرك أن كرة القدم يمارسونها بالقدم فقط.
وأظهر مالاكي خلال الفترة الماضية قدرات خاصة في الجري، وسوف يكون حاضراً في الأولمبياد الخاص في أبوظبي، ليشارك في سباقات ألعاب القوى، وتحديداً 100 و 200 متر عدو، لينتزع الأضواء من جديد، وهو الذي لم يكن يرى الضوء في سجنه الذي اختارته له الأم، والمفارقة في قصة مالاكي أنه لم يكن يرى أحداً، والآن يراه العالم خلال تنافسه مع الآخرين في أولمبياد أبوظبي، كما أنه لم يكن يشاهد النور، ليصبح في الوقت الراهن أحد أكثر الوجوه والأسماء التي تركزت عليها الأضواء في الحدث العالمي والإنساني الأكبر في تاريخ الشرق الأوسط، والأكبر في عام 2019 على المستويات كافة.
وأكد تيم شرايفر، رئيس الأولمبياد الخاص العالمي، أن الابتسامة التي عادت إلى وجه مالاكي هي الهدف الأهم من تنظيم مثل هذه الدورات والمنافسات التي لا ترتكز على الجانب الرياضي فحسب، بل هي حدث إنساني في المقام الأول، وفي الوقت الذي كان مالاكي يعاني العزلة عن أعين الجميع، أصبح واحداً من نجوم حدث عالمي كبير، وحظي بأعلى درجات التواصل مع العالم أجمع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©