عدد اليوم
بعد ختام النسخة الاستثنائية للألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019»، وتحقيقها العلامة الكاملة في التميز والإبداع، تتجه أنظار أكثر من 200 مليون شخص من «أصحاب الهمم»، من ذوي الإعاقة الفكرية، حول العالم وأسرهم، إلى المستقبل الجميل الذي سيكون لهذه الفئة من المجتمع، فقد كانت الرسائل الإنسانية والاجتماعية من عالمية أبوظبي واضحة وذات قيمة إنسانية تهدف لتحقيق الاندماج الكامل والتمكين لذوي الإعاقة الفكرية في المجتمع.
استشراف مستقبل «أصحاب الهمم» كان ضمن أولويات وأجندة اللجنة المنظمة للألعاب العالمية، حيث يعتبر الإرث الأكبر من هذا التجمع الرياضي الإنساني، فالبرامج المصاحبة للألعاب والتي استهدفت اللاعبين الصغار والشباب، وكذلك الأسر والشركاء والبرامج الصحية كانت منصات تفاعلية شارك فيها ممثلو دول العالم، عرضت فيها آخر الدراسات والأبحاث التي وصلت إليها المؤسسات الإقليمية والدولية، والتي تعنى بأصحاب الهمم وتطوير حياتهم في المجالات كافة، والتي كانت مساحة لعرض التجارب المختلفة من مختلف القارات والدول، وتوضيح التحديات ووضع الحلول والتوصيات، من أجل رسم خطط واستراتيجية وأهداف وبرامج مستدامة لتحقيق الدمج الشامل في المجتمع.
لقد أرادت «عالمية أبوظبي» والإمارات أن تؤكد للعالم أن هذه الفئة قادرة على العطاء والتميز إذا ما توافرت لها الفرص المتساوية وأزيلت من أمامها الحواجز المختلفة، وهذه فلسفة ورسالة الأولمبياد الخاص الدولي منذ تأسيسه قبل أكثر من 50 سنة، من خلال استخدام الرياضة والألعاب العالمية منصة، لإعادة الثقة لأصحاب الهمم ومساحة لإبراز القدرات والعزيمة والإرادة.
إن شعلة الأمل التي انطلقت من اليونان، قبل الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، ووصلت وطافت كل أرجاء وإمارات الدولة، كانت تعني الكثير من المعاني الإنسانية النبيلة، أكثر من كونها شعلة للألعاب، فهي رسالة لكل أطياف المجتمع بأن يكونوا شركاء داعمين لأصحاب الهمم قريبين منهم، مؤمنين بقدراتهم ومتناغمين في عملية بناء وطنهم في المجالات كافة.
وها هي الشعلة تغادر الإمارات إلى وجهتها الجديدة وهي مدينة برلين الألمانية التي تستضيف الألعاب العالمية القادمة بعد 4 سنوات من الآن، ولكنها تؤكد أن شعلتها لن تنطفئ بل ستبقى مشتعلة لتضيء الطريق أمام أصحاب الهمم، وتؤكد أنها ستكون في كل منزل وفي كل مجتمع حول العالم تدعو «أصحاب الهمم» بأن يخرجوا من بين الجدران ليثبتوا للجميع أن الإعاقة طاقة، وأن الإرادة لا تعترف بالمستحيل، لتستمر بالتميز والإبداع من «أصحاب الهمم».
