عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
فجرت صحيفة «الجارديان» البريطانية مفاجأة من العيار الثقيل، بعدما كشفت عن أن الميليشيات المتحالفة مع حكومة فايز السراج في ليبيا، تحتمي باللاجئين والمهاجرين وتخزن أسلحتها قرب مناطق إقامتهم، في سياق محاولاتها المستميتة للحيلولة دون نجاح قوات الجيش الوطني الليبي، في السيطرة على طرابلس.
وقالت الصحيفة إن هذه الميليشيات تستخدم مراكز الاحتجاز، التي يقبع فيها هؤلاء المهاجرون القادمون على الأغلب من دول أفريقية فقيرة، كـ«قواعد عسكرية»، دون اكتراث بسلامة القاطنين فيها، الذين يُجبرون في كثير من الأحيان على «العمل بالسخرة» لصالح المسلحين المتطرفين في العاصمة الليبية.
وفي مقابلات أجرتها «الجارديان» في رواندا مع طالبي لجوء سابقين تم نقلهم من ليبيا إلى هذا البلد الواقع في وسط أفريقيا، قال عدد منهم إن بعض قادة الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق، يختبئون بداخل مركز احتجاز أنشأته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس.
وأشاروا إلى أن هؤلاء القادة كانوا يأملون في أن يوفر لهم ذلك الحماية من التعرض لأي ضربات جوية «وهو ما يعني فعليا استخدام الموجودين في المركز، الذي كانت تموله الدول المانحة لحكومة السراج، كدروع بشرية».
وأكدت الصحيفة البريطانية أن هذا المكان سيئ السمعة «سرعان ما أصبح غارقا في المشكلات»، قائلة إن بعض القاطنين فيه قالوا إنهم كانوا أشبه بـ«العبيد»، إذ كشفوا عن أنهم كانوا يُجبرون على تحميل وحمل ذخيرة وأسلحة ثقيلة، تخص الميليشيات المتطرفة التي توفر الحماية لحكومة السراج في طرابلس.
وفضح أولئك اللاجئون ما قام به نائب رئيس جهاز الهجرة غير الشرعية، محمد الخوجة من تشغيلهم دون أجر بطبيعة الحال «لبناء مأوى لخيوله». وكشفت «الجارديان» عن أن الخوجة، الذي أسندت له حكومة السراج هذا المنصب الرفيع الذي يُفترض أن يكون فيه مسؤولاً عن رعاية اللاجئين لا استغلالهم، ما هو إلا أحد قادة الميليشيات المسلحة، التي تشارك في القتال ضد الجيش الوطني الليبي.
وفي تصريحات نشرتها الصحيفة، أقرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بأنها على علم بالاتهامات المتعلقة باستخدام «اللاجئين كعمالة قسرية» في المركز الذي أنشأته في طرابلس.
وقررت المفوضية قبل شهور تعليق العمل في هذا المركز، بعدما قالت إنه «سيتحول إلى هدف عسكري» في اعتراف واضح باستخدامه لتخزين الأسلحة من جانب الميليشيات الموالية لحكومة فايز السراج.
