السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمر خلف.. من أم لأربعة شباب إلى عارضة أزياء في «صبايا»

قمر خلف.. من أم لأربعة شباب إلى عارضة أزياء في «صبايا»
30 مارس 2010 20:48
وقع اختيار المخرج فراس دهني على الفنانة قمر خلف لتكون الصبية الخامسة في مسلسل “صبايا”، الذي يقوم بإخراج الجزء الثاني منه هذا الموسم. وستلعب “قمر” دور عارضة الأزياء التي تعيش بأسلوب خاص محافظة على شخصيتها، وهو ذات الدور الذي لعبته الفنانة نسرين طافش في الجزء الأول، مع تعديلات جوهرية يقوم المخرج وثلاثة مؤلفين هم، مازن طه ورانيا بيطار ونور شيشكلي، بإدخالها على الخطوط الرئيسية للشخصيات لمواكبة ما يحدث في حياتنا المعاصرة، ولمقاربة حياة جيل الفتيات اللواتي تابعن هذا العمل في جزئه الأول، مع المحافظة على النَفَس الكوميدي الخفيف فيه، والقائم على كوميديا الموقف. وستؤدي كندة حنا شخصية حسناء حلبية تتعرض للمقالب، وتقع في مآزق عديدة، وتلعب “ديما بياعة” شخصية الفتاة المخطوبة التي تعاني خلافات متكررة مع خطيبها، في حين تواصل “ديمة الجندي” لعب شخصية فتاة ريفية تعيش في المدينة، وتدخل الحياة المعاصرة، لكنها تجد صعوبة في التكيف والتأقلم مع حياتها الجديدة، بينما تواصل جيني إسبر دورها السابق في شخصية فتاة تحلم بأن تصبح “ممثلة”، وتتعامل مع زميلاتها في شقة السكن على أنها نجمة ومشهورة، وهي التي لم تحصل بعد على أي دور في أي عمل فني. وستشكل كل فتاة من الفتيات الخمس محوراً درامياً خاصاً يتصاعد حسب طموحاتها والمشكلات التي تصادفها أو تعاني منها، بينما تشكل شقة الفتيات الخمس محوراً عاماً تعبر عن الواقع الاجتماعي الذي يعشنه، وبحسب توقعات المخرج دهني، فإن تصوير هذا المسلسل سيبدأ مع بداية أبريل المقبل، وسينجز تصوير حلقاته الثلاثين، ليكون جاهزاً للعرض خلال موسم رمضان المقبل. إضافة نوعية يشكل دخول قمر خلف إلى منظومة الصبايا الخمس، إضافة نوعية للعمل، ودفعة جديدة له، بعد أن حصد نجاحاً لافتاً في الموسم الماضي، ويعتبر لعب قمر لشخصية الفتاة الخامسة عارضة الأزياء، تحدياً فنياً سعت إليه بإلحاح، في إطار طموحها الدائم لتنويع أدوارها والبحث عن شخصيات جديدة لم تلعبها من قبل، بحيث تكون قادرة على استفزاز أدواتها الفنية، وعدم تكرار أية شخصية سبق لها أن أدتها. وتأتي قمر إلى هذا الدور “الشبابي” الاجتماعي الكوميدي الخفيف، بعد نجاحين مميزين في الموسم الماضي، حققت الأول من خلال قيامها بدور “الأم” لأربعة شباب، قريبين من سنها الشخصي، وهو ما اعتبر من قبلها مجازفة حقيقية، قبلتها بنوع من التحدي، ونجحت فيها نجاحاً شهد به الآخرون، نظراً لصعوبة الشخصية. وهكذا فإن المفارقة التي تقدمها قمر هي عودتها من دور “أم الشباب” في مسلسل “طريق النحل” إلى شخصية الشابة الحسناء وعارضة الأزياء ذات التفكير الخاص، والنمط الحياتي المختلف، كما تجيء إلى دور الصبية من دور آخر حققت فيه نجاحاً، وهو دور الزوجة صباح في مسلسل “زمن العار” الذي قدمت فيه شخصية جريئة وغير محبوبة، بحيث كان هذا الدور درساً لبعض النساء اللواتي يحاولن امتلاك أزواجهن، والسيطرة عليهم، مما يجعلها تخسر زوجها عندما يشعر بقيود “الزوجية”، ويسعى لامتلاك حريته، وحماية شخصيته من تسلط أنثوي مريض!. لقد أدى نجاح قمر في تجسيدها لهاتين الشخصيتين إلى اعتبارها من أهم ممثلات سوريا في عام 2009، وتم ترشيحها بقوة للحصول على جائزة “أدونيا”، وهي جائزة محلية تمنح سنوياً لأهم المسلسلات والفنانين والمخرجين وكتاب الدراما السوريين. شروط صعبة بعد تجربتها الفنية طوال عشر سنوات، تضع قمر خلف شروطاً صعبة للقبول بأي دور جديد، فهي تشترط ألا تكرر شخصية سبق أن أدتها، وتبحث عن أدوار صعبة ومركبة حتى لو كانت شريرة!. لأن مثل هذه الأدوار تستفزها، وتكشف عن مكنوناتها الفنية، ولاسيما أنها تشعر بعدم الارتياح من حالة الاحتراف في التمثيل، وتفضل أن تظل هاوية، لأن ذلك يمنحها متعة الشعور بالإبداع، وإضافة الروح إلى الشخصية من خلال حبها لها، وهي لا تخاف من لعب أدوار الشر، كما تخاف بعض الفنانات، حرصاً على صورتهن لدى المشاهدين!. بل تجدها مدفوعة للبحث عن هذه الشخصيات، لأنها تعتقد أن الممثلة التي تلعب دوراً شريراً تبذل مجهوداً مضاعفاً، وتجد في ذلك متعة فنية. ورغم أن الجمهور يحب الشخصيات الطيبة، وأن نجاح الممثلة في لعب الدور الشرير يجلب لها كراهية المشاهدين، فإنها ترى أنها بأدائها لهذه الأدوار تحقق ذاتها كفنانة متمكنة، والأهم من ذلك أنها تشعر بالمتعة الفنية، عندما تجسد شخصية تتناقض مع شخصيتها الحقيقية. الجمهور يحتج! ومن المفارقات التي تعرضت لها قمر خلف أنه بعد أدائها لدور قاس، ويحمل قدراً من الشر، صادفها بعض المشاهدين في الطريق، وكانوا منزعجين واحتجوا عليها، لكنها رغم انزعاجها من مهاجمة مشاهد أو مشاهدة لها، تشعر أنها راضية، لأن غضب المشاهد من الشخصية التي لعبتها، يعني أنها نجحت في تقديمها بشكل جيد، وأوصلت الرسالة التي يريد العمل أن يوصلها إلى المشاهد. وتعتقد قمر أنه مع تصاعد الوعي، فإن غالبية المشاهدين، تميز بين الشخصية التي يؤديها الممثل أو الممثلة، وبين شخصيته الحقيقية، وبالتالي فهم يشعرون بالاحترام والتقدير للفنانة التي تلعب دوراً شريراً، وتتقنه بشكل جيد، فالأمر لم يعد يلتبس على كثير من المشاهدين، وأصبحوا يفرقون بين شخصية الممثل الحقيقية وأدواره التمثيلية، فلا يتخذون منه موقفاً احتجاجياً، وكأنه هو الشرير، وليست الشخصية الفنية التي يؤديها. أدوار متناقضة تدعو قمر خلف إلى تكريس وجود المخرج الديموقراطي الذي يناقش الممثلين ويحاورهم، لأن ذلك يغني أي عمل فني، ويضيف له، وهي تعوّل كثيراً على هذه الديموقراطية، كي يتمكن الممثل وبحرية من اختيار أدواره أو الإضافة إليها. وبغياب هذه الديموقراطية، فإن قمر تتمسك بشروطها، وهي لن تلعب أية شخصية لا تحبها، ولا تعرف كيف تفكر، وكيف تتحدث. والشرط الأول عندها أن يكون النص مقنعاً، ورسالة العمل واضحة، وأن تحقق من خلاله بصمة جديدة تضيف إلى رصيدها الفني ما تعتز به، ويرضي تطلعاتها الفنية. ورغم قيامها بأدوار مميزة في عشرات المسلسلات، فإن قمر ـ وبتواضع ـ تعتبر نفسها ما تزال تسير على طريق النجاح الطويل، وهي مع ميلها إلى الأعمال الاجتماعية المعاصرة، تحب الأعمال التاريخية، وتجد متعة في الأداء باللغة العربية الفصيحة، لأنها تساعد الممثل على الإبداع في لعب الشخصية أكثر من العامية المتداولة في الأعمال الاجتماعية. ويظل المميز الأكبر لقمر خلف في أعمالها الفنية، أنها ممثلة الأدوار المتناقضة، فهي المرأة الشريرة مرة، والفتاة الطيبة الذكية مرة أخرى، والمرأة المصابة بالانفصام، والزوجة المتسلطة، والأم لأربعة شباب، ثم ها هي تستعد لتطل علينا بدور عارضة الأزياء الحسناء. ولعل في تناقض أدوار قمر ما يشعرها بالمتعة الفنية ويؤسس لديمومة هوايتها، ويدفع بها إلى نجاحات جديدة.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©