الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العين.. درة تحميها الوقاية

العين.. درة تحميها الوقاية
1 مايو 2016 01:46
من منطلق مسؤوليتنا الإعلامية تجاه قضايا الوطن والتعامل معها، تطلق «الاتحاد» مبادرات التوعية الشهرية، وتتفاعل من خلالها مع مختلف القضايا والموضوعات التي تهم الناس في حياتهم العامة بمختلف مستوياتها ومجالاتها. ونفتح خلال هذا الأسبوع ملف أمراض العيون وعلاجها وأساليب الواقية منها، باعتبار أن حالة الوعي الاجتماعي التي نتوخاها هي الحصيلة المثمرة للإدراك العميق للواقع الذي نعيشه والمستقبل الذي ننتظره. تحقيق - منى الحمودي الحلقة الأولى العين أغلى ما يملك الإنسان، فهي وسيلة الاتصال الأولى التي نستخدمها في استقبال الصور المحيطة والتفاعل معها، وتتكون من عدة طبقات وشبكات تؤدي كل منها وظيفته في استقبال الضوء وترجمته إلى صور داخل المخ، وخلال هذه العملية المعقدة التي تجرى بـ«لمح البصر» تتفاعل العين مع المحيط الخارجي وتتأثر به، لذلك أصبحت أمراض العيون ضريبة ندفعها للتطور التكنولوجي والعامل النفسي وسوء التغذية والتقلبات الجوية والعمل المتواصل لفترات طويلة، لتصبح هذه الجوهرة مهددة بقائمة طويلة من الأمراض تتفاوت في خطورتها من مجرد احمرار أو اضطراب في الرؤية إلى الإصابة بالعمى، ووسيلة الحماية من كل هذه الأمراض هي اتباع أساليب الوقاية، والتوجه إلى طبيب العيون فوراً لإجراء الفحوص اللازمة وتلقي العلاج الصحيح. يشرح الدكتور ياسر مروان بيازيد استشاري طب العيون وجراحة الشبكية رئيس قسم العيون - في مستشفى رويال إن إم سي أبوظبي تكوين العين قائلا: «تتكون العين من ثلاث طبقات، بياض العين وهي الطبقة الصلبة ذات نسيج قوي لحماية كرة العين، والقرنية الجزء الأمامي ثم المشيمة التي تقع بين الصلبة والشبكية، والمشيمة هي طبقة إسفنجية رقيقة تتكون من شبكات متداخلة من الأوعية الدموية المسؤولة عن توصيل الغذاء والأكسجين لأجزاء كثيرة من العين. ومنها الشبكية المسؤولة عن استقبال الصور وإرسالها عن طريق ألياف عصبية تتجمع لتكون العصب البصري الذي ينقلها إلى مركز الإبصار بالمخ، وتتغذى الشبكية من مصدرين الأول الأوعية الدموية في المشيمة والثاني من الشريان الشبكي المركزي. وحذر من أعراض مهمة لأمراض العيون قد يؤدي تجاهلها إلى نتائج خطيرة على العين منها فقدان جزئي أو كلي للنظر، لذلك فإن فحص العين بشكل دوري ومراجعة طبيب العيون فور ظهور هذه الأعراض الحل الحاسم لمنع الإصابة بهذه الأمراض والسيطرة عليها مبكراً. ومن هذه الأعراض الشعور بوجود حاجز أو ظل داكن يغطي مجال الرؤيا، وهو أحد الأدلة على انفصال شبكية العين أو النزيف الداخلي للعين، مشيراً إلى أن الشبكية هي طبقة رقيقة جداً تبطن جدار العين من الداخل وتحتوي على خلايا حساسة للضوء، وإذا لم تُعالج بسرعة يعاني المريض فقدان البصر بشكل جزئي أو كلي، وعند الشعور بهذه الأعراض يتوجب على المريض التوجه فوراً لطبيب العيون. كما أن ظهور نقاط أو خيوط سوداء متحركة أمام العين يعتبر أمراً طبيعياً في حالة تقدم العمر، وهو ما يسمى بانفصال الزجاجية، ويحدث بسبب تميّع السائل الزجاجي اللزج الذي يملأ العين مع مرور السنوات، لكن التفشّي المفاجئ للبقع والخيوط السوداء (خاصة عند غير المسنين) يمكن أن يكون سببه حدوث ثقب أو تمزق أو بداية انفصال للشبكية. وأضاف أن احمرار العين والألم المفاجئ بها مع الشعور بالصداع والغثيان هي من الأعراض الهامة التي تشير إلى ارتفاع حاد لضغط العين (الماء الأزرق - الجلاوكوما الحادة)، والذي لو ترك من دون علاج سيتسبب بضرر دائم للعصب البصري وبالتالي فقدان البصر للعين المصابة، وفي هذه الحالة يفحص الطبيب ضغط العين ويعالج هذا العرض. أما عدم المقدرة على رؤية الألوان الفاتحة في الليل ووجود «هالات» حول الأضواء، إضافة للرؤية غير الواضحة «الغائمة»، قد يكون سببها اعتام عدسة العين (الماء الأبيض - الكاتاراكت)، وقد تزداد الحالة تدريجياً مع مرور الوقت وتصبح عدسة العين أكثر إعتاماً مما يتسبب بفقدان البصر تدريجياً. هذه الحالة أو المرض ليست خطيرة ولا تعتبر طوارئ، وتعالج بإجراء جراحة بسيطة لاستبدال عدسة العين المعتمة بأخرى صناعية تزرع داخل العين. وأحيانا تضطرب الرؤيا لدى بعض المسنين مع تشوه للصورة وظهور الخطوط المستقيمة بشكل متعرج ومنحني، ويكون عادة سبب هذه الأعراض هو مرض «تنكس البقعة الصفراء المرتبط بالسن». ويؤدي هذا المرض -إذا أهمل علاجه- إلى فقدان الرؤيا المركزية (القراءة والتعرف على الوجوه)، ولكنه لا يؤدي إلى فقدان البصر بشكل كامل. ويمكن علاج المرض بوساطة العديد من الأدوية المتوافرة. ونوه الدكتور عند اضطراب أو وعدم وضوح في الرؤيا لدى مرضى السكر، يجب الأخذ بالحسبان اعتلال الشبكية السكري، وهذا المرض يشكل السبب الرئيسي للعمى في الدول المتقدمة!! في فئة العمر ما بين 20 - 60 سنة (سن العمل والإنتاج)، لذلك فإن فحوصات العين الدورية والمنتظمة لمرضى السكري ضرورية جداً لاكتشاف أي تغيرات سكرية في العين بشكل مبكر وعلاجها والسيطرة عليها قبل تفاقمها. وأشار إلى إن هناك بعض الأعراض المزعجة، ولكن لا تشكل خطراً على البصر، مثل حرقة العين والشعور بالحكة والخشونة وأحياناً بالألم في سطح العين، فهذه الأعراض سببها «جفاف العيون»، ويعالج هذا العرض بقطرات مرطبة للعين. وفي حالة عدم وضوح أو فقدان الرؤية في عين واحدة بشكل مفاجئ خاصة لكبار السن، غالباً ما يكون بسبب «ثقب بقعي» أو انسداد أحد أوعية الشبكية «الشريانية أو الوريدية»، لذا يجب على المريض التوجه فوراً إلى طبيب العيون لإجراء الفحوصات والعلاج دون تأخير. وينصح بزيارة طبيب العيون فوراً عند حدوث رؤية مزدوجة -رؤية الأشياء بشكل متكرر- وظهور ظلال في حقل الرؤيا المزدوجة، لأن السبب يرجع لاضطراب عمل الأعصاب نتيجة لمضاعفات مرض السكري مما يؤدي إلى ارتخاء عضلة العين، وقد يكون العرض بسبب سكتة دماغية نتيجة انسداد شريان أو نزف دماغي. الإجهاد وقال إن الاستخدام اليومي والمفرط للحاسوب أو مشاهدة التلفاز لفترات طويلة، والقراءة على ضوء خافت، ونقص النوم والغذاء غير المتوازن، أسباب تؤدي إلى إجهاد العين وإرهاقها، ويرافق ذلك عادة احمرار وألم بالعين وغباش بالرؤية، وأحياناً مع صداع وزيادة الحساسية للضوء. ومن أهم النصائح للمحافظة على صحة العيون تناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات وشرب الماء بكميات مناسبة، النوم ثماني ساعات يومياً خلال الليل، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، والتقليل من الوقت أمام التلفاز والحاسوب مع ترك مسافة كافية، كما يجب القراءة في مكان جيد الإضاءة. وأوضح الدكتور بيازيد أن التقدم بالعمر يعتبر أحد أكثر الأسباب المساعدة لإصابة العين بأمراض معنية قد تتسبب بفقدان جزئي أو كلي للبصر، وخاصة عند مرضى السكر والقلب وارتفاع الضغط الشرياني، وفي مثل هذه الحالات ننصح بالفحوصات الدورية والمنتظمة للعيون، وقد توافرت لأطباء العيون في السنوات الأخيرة أجهزة متطورة عالية الدقّة، بالإضافة إلى أدوية فعّالة، مما يساعد طبيب العيون على تشخيص معظم الأمراض بدقة وبسرعة، ويسهل مرحلة التعافي والعلاج. جلطات العين أشار الدكتور بيازيد إلى زيادة نسبة الإصابة بجلطات العين خلال الآونة الأخيرة، بسبب ارتفاع معدلات الضغط العصبي والتوتر، وهناك نوعان من جلطات العين وهما الجلطة الوريدية والجلطة الشريانية، ومن أبرز الأعراض التي يعاني منها المريض هي الرؤية المزدوجة أو الإحساس بظلام وسواد تام عند رؤية الأشياء. ولابد في هذه الحالات من التدخل العلاجي بأسرع وقت ممكن، لتخفيف الضغط على الوريد المركزي وإعادة سيولة مرور الدم. ومن المشاكل الخطيرة التي تصاب بها العين وتؤثر على الإبصار هو انسداد الأوعية الدموية بالشبكية، وغالباً ما يصاب به المرضى فوق الـ45 سنة، وفي حالات نادرة يحدث في أعمار أقل، ويرتبط المرض بحالة الأوعية الدموية للجسم، وهذا الانسداد يشير إلى حدوث جلطة في وريد الشبكية أو شريانها. وفي حالة احتقان الوريد المركزي يحدث قصور بالدورة الدموية للشبكية وبالتالي يتأثر الإبصار، كما إن جلطة الوريد المركزي لها مضاعفاتها، مثل تكوين أوعية دموية مرضية على صورة الشبكية والعصب البصري مصحوبة بتليف، مما يؤدي لنزيف الجسم الزجاجي وانفصال شبكي. وقد تتكون أوعية دموية على القزحية ويتبعها إصابة بالمياه الزرقاء الثانوية والتي يصعب علاجها. انتفاخ العيون أوضح د. بيازيد أن الجلد تحت الجفون لا يوجد به دهون، وبالتالي توجد مساحات فارغة بين الجلد وطبقة العضلات، مما يؤدي إلى تجمع السوائل تحت الجلد في بعض الأحيان، وبالتالي يحدث تورم في داخل أنسجة الجفون بشكل أكثر من الطبيعي. ويكون التورم موضعياً عند الإصابة بالتهاب الجفون الحادة أو الإصابة بالتهابات الملتحمة التي تسببها الإصابة بالرمد الصديدي، حيث تفرز الميكروبات سموماً تؤثر على الشعيرات والأوعية الدموية الدقيقة في الجفن، مما يسمح بمرور كميات من السوائل خارج الأوعية تتجمع بين طبقة الجلد وعضلات العين وتسبب الانتفاخ. وأضاف أن انتفاخات تحدث للعيون أيضاً بسبب تمزق الشعيرات الدموية الدقيقة وتسرب السوائل بين أنسجة الجفون في حالة الحوادث أو التعرض للكدمات. ويحدث أيضاً انتفاخ وتورم للجفون نتيجة تراكم المواد الكيميائية لأدوية الحساسية لأمراض حساسية العين والرمد الربيعي، مما يؤدي إلى خروج السوائل من الأوعية الدموية وحدوث تورم مصحوب بحكة شديدة في العين، كما تعد العيوب الخلفية مثل التجمعات الدموية بجلد الجفون سبباً للتورم. وأضاف يعاني مرضى التهاب الكلى من تورم العين بسبب ارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل المواد السامة التي تخرج من البول، كما تتسبب أمراض القلب في تورم العين بسبب تراكم السوائل بالجسم، وبعض أمراض الجفون مثل التهاب جذور الرموش التي تؤدي إلى انسداد بقنوات الغدد الدهنية في غضروف الجفن، ونتيجة لهذه الإفرازات في الغضروف، تتكون الأكياس الدهنية مصحوبة باحمرار شديد وآلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©