السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشروع «محمد بن راشد للتعلّم الذكي» نقطة الانطلاق.. 5 محطات لـ«التعلّم عن بُعد» في المدرسة الإماراتية

مشروع «محمد بن راشد للتعلّم الذكي» نقطة الانطلاق.. 5 محطات لـ«التعلّم عن بُعد» في المدرسة الإماراتية
24 مارس 2020 00:33

 دينا جوني (دبي)

طبّقت وزارة التربية والتعليم الأحد الماضي التعلّم عن بُعد لجميع الطلبة في التعليم العام والخاص والجامعات للمرة الأولى لمدة أسبوعين قابلة للتمديد، كإجراء احترازي لحماية الطلبة والمجتمع من انتشار فيروس كورونا، وذلك تبعاً للقرار السابق الذي أعلنت عنه والمتمثل في تقديم إجازة الربيع وتعطيل الطلبة أربعة أسابيع، يخصّص فيها الأسبوعان الأخيران لمواصلة التعليم من خلال منظومة التعلم عن بُعد.
وتعتمد هذه المنظومة المتطورة على توظيف التقنيات في عملية التعليم لتمكين الطلبة من مواصلة التعلم، من دون أن يضطروا للحضور في المدارس، وذلك بتفعيل بيئة التعلّم الافتراضية، وذلك بالتوازي مع تحديد وتوفير وتوسيع وتنسيق تطوير الدورات والبرامج عالية الجودة لتلبية احتياجات المتعلّمين إلكترونياً، وتوفير أداة تيسير لطلبة التعلّم عن بُعد لإكمال البرامج العلمية، وتوفير الموارد المعلوماتية وخدمات الدعم للطلبة.

الصفوف الافتراضية
وحددت «التربية» 5 مهارات يكسبها الطالب ويمارسها خلال التعلّم عن بعد هي تلقي ومشاركة المعلومات، مشاركة الرأي والنقاش، إنجاز المهام، البحث، والمقارنة والتحليل. أما المهارات التي يكتسبها المعلم فأربع ، وهي تصميم المحتوى الرقمي، إدارة الصفوف الافتراضية، قياس وتحليل تقدّم الطلبة، التواصل المباشر وغير المباشر.
وتطبّق الوزارة التعلّم عن بُعد من خلال الصفوف المتزامنة التي تعتمد على مؤتمرات الفيديو، والمحادثات الفورية، والمناقشات والحوارات، ويكون حضور التعلّم في أوقات محددة يتم فيها التواصل بين المعلم والطالب والقيام بالعملية التعليمية بشكل متزامن من خلال منصة إدارة التعلّم. كما تطبقها من خلال الصفوف غير المتزامنة التي تعتمد على منصات التعلّم الذاتي، والبريد الالكتروني، والواجبات الالكترونية، وهي على هيئة مدرسة افتراضية تحتوي على مصادر تعليمية يتعلّم فيها الطالب ذاتياً، كما قد يتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في توجيه الطالب.

مراحل تطور التعلم الذكي
وقد مرّ التعلّم عن بُعد في دولة الامارات بـ 5 محطات كي يصل إلى المرحلة التي وصل إليها اليوم. ففي العام 2012 انطلق مشروع الشيخ محمد بن راشد للتعلّم الذكي مستهدفاً في مرحلته الأولى صفوف السابع فقط في 50 مدرسة، ليشمل 100 مدرسة في العام 2013 للصفين السادس والسابع.
بحلول العام 2017، أصبح التعلّم الالكتروني عبر برنامج محمد بن راشد للتعلّم الذكي متاحاً للجميع من رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر. وفي العام 2018، توسّع هامش التعلّم عن بعد ليشمل طلبة الدراسة المنزلية، وكذلك أصبح داعماً للطلبة الذين يمثلون الدولة في المحافل والمنافسات المحلية والإقليمية والعالمية. وفي المحطة الخامسة، انطلق في العام 2019 برنامج التعلّم عن بعد «تمكين» وكذلك المدرسة الافتراضية للطلبة غير القادرين على الحضور إلى المدرسة، وذلك وفق شروط محددة. وفي المحطة الخامسة والأخيرة، انطلقت بيئة التعلّم الافتراضية لجميع مراحل ومسارات التعليم في المدرسة الإماراتية.

6 مصادر تكميلية
وحددت وزارة التربية والتعليم مسؤولياتها خلال التعلّم عن بُعد في أوقات الأزمات والكوارث. ولفتت إلى أنه على جميع الطلبة المسجّلين في المدارس الحكومية والخاصة في دولة الإمارات استخدام بيئة التعلّم الافتراضية بشكل كامل. وأشارت إلى أنه على المدارس غير المسجّلة في نظام معلومات الطلبة في الوزارة التأكد من تسجيل الإداريين والمعلمين والطلبة من خلال موافاة لجنة المدرسة الافتراضية ببيانات ومعلومات دقيقة. كما توفر الوزارة المنصة الخاصة ببيئة التعلّم الافتراضية مع جميع البرامج والتطبيقات التكميلية اللازمة للطلبة المسجلين كافة. وفي حالة الأزمات والطوارئ يجب جدولة اليوم الدراسي من قبل كل مدرسة بالتشاور مع لجنة المدرسة الافتراضية، وتحديداً قطاع العمليات.
كما أن وزارة التربية مسؤولة عن ضمان وصول الطلبة جميعهم إلى بيئة التعلّم الافتراضية بسهولة، ومسؤولة أيضاً عن التأكد من أن أجهزة الطلبة قابلة للاستخدام عبر خدمة الدعم الفني والتقني فيما يخص استخدام بيئة التعلّم الافتراضية والمنصات الأخرى جميعها.
وتوفّر الوزارة 6 مصادر إلكترونية تكميلية ليستخدمها الطالب خلال التعلّم عن بُعد عبر المنصات المعتمدة مثل الديوان، وسنتشوري تك، وماكغروهيل، وماتيفيك، وتويغ، ونهلة وناهل، وغيرها. أما المقررات الالكترونية الأساسية فيستخدمها الطالب ضمن بيئة التعلّم الافتراضية على منصة التعلّم الذكي.

11 ألف ناتج تعلّم
وعن نطاق وآليات التعلّم عن بُعد في الدولة، فهي حصص مسائية لطلبة الحلقة الأولى بالتعاون مع ولي الأمر، وحصص صباحية وساعة إثرائية مسائية، وحصص صباحية وحصتان مسائيتان لطلبة المرحلة الثانوية.
وتعمل الوزارة على تهيئة البيئة المناسبة لتفعيل منصات التعلّم والحلول التعليمية المستخدمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي من خلال ربطها جميعاً بلبنة أساسية واحدة تتمحور حول نواتج التعلّم المقررة في إطار معايير التعلّم الوطنية، وذلك بعد أتمتها من خلال برنامج إدارة إطار معايير التعلّم. ويقوم البرنامج بتصدير ما يقارب 11 ألف ناتج تعلّم لكافة منصات الحلول التعليمية المستخدمة في وزارة التربية والتعليم ليتم ربطها جميعاً بخريطة معرفية تشكّل الأساس لتطوير التعلّم الذكي.

تدريب تخصصي لـ 25 ألف معلم وإداري
ونفذت وزارة التربية والتعليم الأسبوع الماضي التدريب التخصصي عن بُعد لأكثر من 25 ألف معلم وإداري في المدارس الحكومية، إضافة الى أكثر من 9200 معلم ومدير مدرسة من المدارس الخاصة. وركزت خلال أسبوع التدريب المعتمد، على تحقيق مجتمعات تعلّم افتراضية تعزز من قدرات المعلم على إدارة العملية التعليمية عن بُعد، وتوثيق أفضل الممارسات الكفيلة بتحقيق جودة الأداء في عملية التعلم وبكفاءة عالية.

14 ألف فيديو
تتكامل بوابة التعلّم الذكي مع خمس أدوات تعليمية يمكن للطلبة والمعلمين استخدامها، وهي الديوان، edushare ونظام إدارة التعلم lms ومنحى التعلم learning curve، ومنصة شاملة لإدارة التقييم swift assist. وتتضمن هذه المنصات 14 ألف فيديو تعليمي تفاعلي.

ضوابط
وضعت وزارة التربية والتعليم ضوابط محددة لمنظومة التعلم عن بُعد من شأنها توفير بيئة تعليمية تفاعلية خالية من التجاوزات، وذلك ضماناً لخصوصية التعليم، وحرصاً منها على مستقبل الطلبة وتطوير معارفهم وأدائهم الأكاديمي.

المدارس الخاصة
وجهت الوزارة المدارس الخاصة في الدولة بتطبيق منظومة التعلم عن بُعد، والتأكد من أن الخطط والآليات التي تحددها كل مدرسة تتوافق مع سياسات وزارة التربية والتعليم واستراتيجية التعلم عن بُعد المعتمدة. كما خصصت لجاناً وفرق رقابة ومتابعة لضمان الالتزام بمعايير عملية التعلم عن بُعد وفق الأطر المحددة.

برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي
شارك برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي بإطلاق مبادرة الدول الرائدة في تطوير التعليم باستخدام التكنولوجيا التي عقدت في هلسنكي بفنلندا، بمشاركة عدد من المؤسسات العالمية. وتم اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة كعضو مؤسس تقديراً لجهودها في هذا المجال ولما حققه برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي من إنجازات مهمة في تطوير استراتيجيات التعلم الذكي.

أولياء أمور: استشراف للمستقبل
أكد عدد من أولياء أمور الطلبة في رأس الخيمة أن تجربة التعلم عن بُعد يراد منها مصلحة الطالب والعاملين في الميدان التعليمي، للوقاية من مخاطر فيروس كورونا، مشيرين إلى أن التعلم عن بُعد يعد استشرافاً للمستقبل وللإعداد للخمسين عاماً المقبلة. وأشاروا إلى أن أي تجربة مجتمعية لا تخلو من بعض الأخطاء التي من الممكن تداركها، مقترحين أن يتم جمع الفترتين الصباحية مع المسائية وعدم فصلهما في تجربة التعلم عن بُعد، حتى يستمر الطالب في تلقي التعليم طوال اليوم الدراسي.
وقال المواطن محمد السلحدي: الظروف السارية في جميع دول العالم تتداركها الدولة بأفضل الأطر والاستراتيجيات العالمية، منوهاً بأن مسألة التعلم عن بُعد تفتح المجال أمام الطلبة للاعتماد على الذات في تلقي وتحصيل العلم في مختلف المناهج الدراسية، وبالتحديد المراحل التأسيسية، والتي أتاحت لهم التعرف على تجربة علمية جديدة من شأنها مستقبلاً تطوير مهاراتهم التعليمية في البحث عن العلم والمعلومة.
وقالت شيخة سالم الموسى إنها لم تتوقع أن يندمج أحفادها بهذه الطريقة الجديدة في التعليم والتي تعد من الطرق الحديثة التي لم تتوقع أن تتعايش معها في هذا الوقت، مثمنة جهود الدولة الدائمة في تقديم أفضل أنواع التعليم بأفضل الوسائل الجديدة والمبتكرة. وأكدت آمنة الظهوري أن التعلم عن بُعد ساهم في الحفاظ على سلامة وأمن الطلاب داخل المنازل، مقترحة مسألة عدم تقسيم اليوم الدراسي إلى فترتين واقتصارها على فترة واحدة، معللة أن السبب في ذلك تشتت تفكير وتركيز الطلاب وعدم القدرة على تجميع أفكارهم في الفترة المسائية، مطالبة بإعادة النظر في مسألة الفترتين.
واقترح أحد أولياء الأمور أن يكون هناك ضبط وحزم مع الطلبة خلال الفصل الافتراضي وتطبيق فعال للائحة السلوك، خاصة أن هناك بعض الطلاب لا يعون أهمية وضرورة هذه التقنية، وكم تتكلف الدولة مقابل توفيرها.

«التعليم والمعرفة»: حريصون على استمرارية العملية التعليمية
أكدت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي اتخاذها الإجراءات اللازمة لضمان سير العمل بمنظومة التعلم عن بُعد، مؤكدة حرصها الدائم على ضمان استمرارية العملية التعليمية. وأشارت إلى أن مواجهة أولياء الأمور والطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية بعض التحديات التقنية أمر وارد خلال البدء بالعمل مع أي نظام جديد، وأن المرحلة الأولية تتمحور حول التعرف على منظومة التعلم عن بُعد والتأقلم معها.
كما أوضحت الدائرة أنها تعمل عن كثب مع مختلف المؤسسات التعليمية والشركاء في الإمارة لتقديم الدعم التقني اللازم ومتابعة ملاحظات واستفسارات أولياء الأمور، مؤكدة التزامها بتوفير بيئة تعلم آمنة وفعالة وسلسة للطلبة.
وأهابت الدائرة بأولياء الأمور ضرورة التواصل مباشرة مع إدارات المدارس بخصوص أي ملاحظات عن طريقة التعلم عن بُعد التي تتبعها المدرسة، وفي حال لم تتمكن المدرسة من تقديم الدعم اللازم، يمكن التواصل مع الدائرة عبر الخط الساخن المخصص لأولياء الأمور.
وأكدت الدائرة، عبر موقعها، عدم أحقية أولياء الأمور استرداد أي رسوم بعد الإعلان عن إغلاق المدرسة، حيث إنّ المدارس ستواصل تقديم خدمات التعليم خلال العطلة، بما يتماشى مع خططها الأكاديميّة، ابتداءً من 22 مارس 2020. وقد وضعت المدارس خطة للتعليم عن بُعد، وسيقوم المعلمون بتقديم الدعم للطلبة خلال هذين الأسبوعين، كما لا يمكن لأولياء الأمور المطالبة باسترداد الرسوم المدفوعة كبدل للمواصلات المدرسية. وكان أولياء أمور طالبوا باستعادة رسوم الحافلات نظراً لعدم استخدامها، فيما طالب آخرون بتأجيل أو تقديم خصومات على المصاريف الدراسية المتبقية بعد أن تلقى بعضهم رسائل تطالبهم بسداد الرسوم، فيما قدمت مدارس خصومات على الرسوم الدراسية المتبقية في حال المسارعة بالسداد خلال هذا الأسبوع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©