الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

جناح سلطنة عُمان في مهرجان الشيخ زايد.. حلوى ولبان وفنون تراثية

جناح سلطنة عُمان في مهرجان الشيخ زايد.. حلوى ولبان وفنون تراثية
11 يناير 2020 00:04

أحمد السعداوي (أبوظبي)

يواصل مهرجان الشيخ زايد بمنطقة الوثبة بأبوظبي فعالياته، التي استطاع من خلالها تسليط الضوء على الإرث الثقافي والحضاري للعديد من الدول المشاركة عبر 27 جناحاً موزعة في ساحاته ضمن فعاليات تستمر حتى الأول من فبراير المقبل، ويعد جناح سلطنة عمان واحداً من أهم أجنحة المهرجان بما يعكسه من تنوع لافت في معروضاته التراثية والثقافية والفنون الشعبية التي جذبت قطاعات واسعة من الجمهور لزيارة الجناح على مدى أيام المهرجان، والاستمتاع بهذه الوجبة الثقافية التي حملها أبناء السلطنة إلى الجمهور الذي يزداد إقبالاً على فعالياته عاماً بعد عام، فقد استقطب في دورته السابقة أكثر من مليوني زائر، ما يؤكد مسيرة المهرجان الناجحة التي بدأها قبل سنوات عدة، وأثبت أنه مهرجان تعليمي تثقيفي بامتياز يلبي ذائقة كل أفراد العائلة والزائرين من مختلف الجنسيات.

أنواع الحلوى
من ركن الحلوى العمانية، يقول زهران الحراصي، إنه توارث هذه المهنة عبر عدة أجيال في العائلة تحت اسم «حلوى الحراصي» وله العديد من المشاركات العالمية في الإمارات للتعريف بهذا اللون الفريد من الإرث العماني، موضحاً أن الحلوى العمانية لها عدة أنواع، منها الحلوى السوداء، الصفراء، حلوى بالعسل، بالتمر، بالزيتون مع التين ومع العسل، حلوى زعفرانية، حلوى بيضاء، وغيرها من الأنواع التي نحاول تجديدها باستمرار حتى نكون دوماً عند حسن ظن الجمهور العاشق لهذه الحلوى، ويحرص على نيل حصة منها خلال زيارته لأي من الفعاليات التراثية التي يشارك فيها صانعوها.
ولفت الحراصي، إلى أن أول محل افتتحته العائلة في الإمارات كان في السوق القديم بمدينة العين عام 1979، حيث كانت تلك البداية القوية للانتشار في صناعة الحلوى في أفرع كثيرة بعد ذلك، مشيراً إلى أنه يرتبط بعلاقة خاصة مع دولة الإمارات حيث بدأ دراسته في أبوظبي منذ عام 1974، ثم استكمل دراسته لاحقاً في منطقة البريمي في العين.

مراحل التصنيع
ولفت الحراصي إلى أن صناعة الحلوى العمانية تمر بمراحل بعدة، باستعمال الماء ثم إضافة النشا والسكر، ووضع هذا المزيح على «المرجل» أو «القدر»، ويستمر في حالة غليان لمدة 3 ساعات إلى أن يصبح متماسكاً، وبعد ذلك نزيده بالإضافات المختلفة التي تصنع منه مذاقات متنوعة يقبل عليها الجمهور، مثل المكسرات، الهيل، الزعفران، ماء الورد وغيرها من الإضافات. لافتاً إلى أن الحلوى السوداء يضاف إليها السكر الأحمر الطبيعي من أجل إكسابها هذا اللون المميز المعروفة به بين أصناف الحلوى، بينما يتم إضافة الزعفران إلى الحلوى الصفراء، وتختلف المكونات بحسب فلكلور عمان
الفنون الفلكورية العمانية التي أبهرت جمهور المهرجان في أمسياته المتتالية، يحدثنا عنها سلطان سعيد الزعابي، أحد مسؤولي فرقة الفنون الشعبية بقوله، إن الفرقة تتكون من 20 شخصاً من أبناء عمان منهم العازف ومنهم المؤدي ويتشاركون جميعاً في رسم لوحات فنية فلكورية، مبينا أن أهم أشكال الفنون الشعبية العمانية هو «المديمة»، باعتباره فن أصيل يمتد تاريخه إلى مئات السنين في السلطنة، حيث يقدم مع المزمار، وينتظم عارضو المديمة إلى صفين وفي الوسط يكون هناك عارض يؤدي لعبة «المديمة».
وأوضح الزعابي أن الآلات المستخدمة هي «الرحماني»، «الكاسر»، «مسوندو»، «السحة»، مشيراً إلى أن «المديمة» في الأصل ترجع إلى ولاية صور ومنها إلى باقي مناطق عمان من أول الباطنة حتى آخر الشرقية.

اللبان العماني
اللبان العماني بما له من شهرة كبيرة وفوائد طبية متعددة، يقول عنه الوليد بن ناصر البحري، المسؤول عن ركن اللبان العماني تحت اسم «الذهب الأخضر»، إنه يقدم منتجات اللبان بشتى أنواعها مثل الزيوت باللبان والكريمات باللبان والصابون باللبان، كما يعرض اللبان بحد ذاته ومنه اللبان الحوجري المستخلص من أشجار اللبان في محافظة ظفار، اللبان الشرقي، اللبان الشعبي المستخدم في البخور.
ولفت البحري إلى أن اللبان العماني له فوائد طبية كثيرة فهو غني بالكورتيزون الطبيعي، وجميع منتجات اللبان التي نقدمها طبيعية مائة في المائة وخالية من أي مواد حافظة، حيث يستخرج اللبان من شجر اللبان المتواجد في محافظة ظفار وتحديدا منطقة صلالة بعمان حيث يتم استخراج اللبان في الصيف أو ما يعرف بـ«خريف صلالة»، وهي عملية يقوم بها أبناء ظفار عن طريق جرح ساق الشجرة، وعقب ذلك تخرج المادة الصمغية ثم نتركها لمدة أسبوع تقريباً حتى تصبح مادة صلبة، ثم يتم حصدها.

لبان ظفار
أما أكثر الأماكن المشهورة بأشجار اللبان في ظفار، حسبما يقول البحري، هي جبل الحوجري الذي يتميز بأشجار لبان ذات جودة عالية، مبيناً أن أول خطوات التصنيع هي جني اللبان وحصاده بكميات كبيرة ثم تنقيته وتصنيفه إلى عدة أنواع ثم يتم تطقيره حتى يصبح صالحاً للاستخدامات المتنوعة، منها استخراج ماء اللبان الطبيعي للشرب، فيكون به نسبة من الزيت يتم استخراجها فيكون هذا الزيت نقياً وعطرياً ليدخل في مجال صناعة العطور والكريمات والصابون.
ولفت البحري، إلى أن هذه هي المشاركة الثالثة ضمن فعاليات مهرجان الشيخ زايد، ودوما يكون هناك إقبالاً كبيراً من الجمهور على اللبان العماني، لما يعرفه الجميع عن جودته وفوائده، خاصة المستخرج من صلالة.

«البرعة»
سلطان الزعابي يقول: من الفنون الشعبية التي قدمتها الفرقة ومعروفة في مناطق عمان المختلفة فن «البرعة»، أو «بوسلف»، وهو فن يشارك فيه عارضون من الجنسين ويكون مصحوباً بشلات شعرية تتناول أغراض شعرية مختلفة، بينما «المديمة» يستخدم فيها فقط الشلات البحرية القديمة لارتباطها بسكان المناطق الساحلية، أما «البرعة» فدخلت عليها ألوان وأدوات موسيقية حديثة منها الأورج.
ولفت الزعابي، إلى أن الفرقة شاركت في فعاليات كثيرة داخل الدولة منذ عام 2008 وتلقى عروضها إقبالا جماهيريا كبيرا بما يعكس تقدير الأخوة في الإمارات وأبناء الشعوب المختلفة للموروث الشعبي العماني بمختلف أشكاله، مشيراً إلى انه تخصص في تقديم ألوان الفلكلور العماني منذ 15 عاماً، سافر خلالها إلى بلدان عدة كسفير للفن الشعبي العماني مع أعضاء الفرقة.

شهرة عالمية
يبين زهران الحراصي، أن الحلوى العمانية تعتبر قاسماً مشتركاً في كافة المناسبات الاجتماعية والوطنية، والأعياد، والاحتفالات المختلفة، حيث تقبل جميع الجنسيات عليها وليس العرب فقط، بعدما حققت انتشاراً عالمياً في السنوات الأخيرة بفضل المشاركة في المهرجانات والفعاليات العالمية مثل مهرجان الشيخ زايد، وقال الحراصي إنه يمتلك مطابخ متحركة يصنع من خلالها الحلوى أمام الجمهور مباشرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©