الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

رحلة المنصوري للفضاء.. تلهم الجيل الجديد

رحلة المنصوري للفضاء.. تلهم الجيل الجديد
11 يناير 2020 00:04

نسرين درزي (أبوظبي)

رحلة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في 25 سبتمبر الماضي إلى المحطة الفضائية الدولية، والتي سجل من خلالها إنجازاً جديداً لدولة الإمارات، تحولت إلى حدث تاريخي اتجهت إليه أنظار العالم، وأصبحت حديث الناس داخل البيوت وفي المدارس والمجالس، وبات الجيل الجديد ينظر إلى هذه القفزة المذهلة على أنها مثال يحتذى به، من هنا أصبح المنصوري قدوة فتحت شهية الأولاد والبنات من الأطفال والمراهقين، وبثت بداخلهم روح الحماسة والإرادة لتحقيق المستحيل.

مسؤولية ضخمة
وكان هزاع المنصوري صرح عند سؤاله عن رحلته إلى المحطة الدولية، بأن المهمة مسؤولية ضخمة لكنه كأول رائد فضاء إماراتي، يأمل بأن تكون مصدر إلهام للأجيال المقبلة من المستكشفين في الإمارات والوطن العرب. وذكر أن رسائل كثيرة تثلج الصدر وصلته من الأطفال يعبرون فيها عن رغبتهم بأن يصبحوا في المستقبل رواد فضاء مثله، وهذا يدل على أن الفكرة التي كانت سابقاً ضرباً من الخيال، أصبحت متداولة بين النشء بفضل توجيهات ودعم القيادة الرشيدة بجعل المستحيل ممكناً. وقال المنصوري: «أنا فخور بتأديتي هذه المهمة وما بعدها، وسوف نستمر في هذا المجال وسوف يأتي من بعدي جيل كامل، ولذلك عليّ أن أنقل إليهم تجربتي وخبرتي». وكان المنصوري قد شارك في 16 تجربة مختلفة، منها 6 تجارب على متن المحطة، والتجارب الباقية كانت قبل المهمة وبعدها مع وكالات فضاء مختلفة بحث خلالها في تأثير الجاذبية على القلب والوظائف الحيوية في الجسم، وعلى توازن الإنسان والإدراك الحسي للزمن.

مهمة استثنائية
تحدثت الطفلة روضة السركال (10 أعوام)، عن فخرها بالمهمة الاستثنائية التي كللها المنصوري بنجاح، وقالت إنها انبهرت بالمشهد التاريخي الذي تابعته عبر شاشات التلفزيون ووسائل الإعلام لرحلته المليئة بالمواقف والمفاجآت، الأمر الذي جعلها تطمح إلى المستقبل لتكون من الشباب المميزين الذين يرفعون اسم الإمارات عالياً. وقالت إن أختها الكبيرة تتخصص بعلوم الفضاء وفي كل مرة تسألها عن الصعوبات التي يواجهها الرواد وكيف يصلون إلى أهدافهم ومن يرافقهم، تأتيها الإجابات غير واضحة، حتى شاهدت تفاصيل صعود هزاع المنصوري إلى المحطة الدولية، فحصلت على كل الاستفسارات التي لطالما جالت في خاطرها، كما أن حماسها ازداد لمقابلته والتشبه به وبإنجازه الكبير. وأضافت السركال أن فرحتها لم تسعها عند اختيارها ضمن الوفد الطلابي بمدرستها، لاستقبال المنصوري عند مطار الرئاسة في رحلة العودة. وقالت: «عندما وصل وألقى التحية علينا، تبدلت أحلامي وأصبح هدفي أن أصبح أول رائدة فضاء عربية».

التجربة تستحق
الرأي نفسه لصديقتها حسناء عوض في الصف الخامس الابتدائي التي استهلت حديثها، قائلة: «عندما أكبر أريد أن أصبح رائدة فضاء مثل المنصوري، فالتجربة تستحق ولابد من الاجتهاد في المدرسة لأتمكن من تحقيق هدفي وأرفع علم بلادي في أعالي الفضاء». وذكرت أنها قبل الاطلاع على مهمة المنصوري إلى المحطة الدولية، لم تكن تعرف عن الفضاء سوى أنه المكان الذي تسبح فيه الكواكب وأنه خال من الأوكسجين، لكن بعد كل ما عرض عن تفاصيل الرحلة، تعلمت الكثير وعرفت كيف يمضي الرواد أوقاتهم داخل قمرة القيادة، وكيف يتحركون ويتدبرون أمرهم لساعات وأيام.
وقالت حسناء إن المهمة الجريئة التي أكملها المنصوري على أفضل ما يكون، تعتبر درساً في الإرادة الصلبة والسعي إلى النجاح والتألق.

خطوة بخطوة
وروت الطفلة الجوري عبدالله كيف بدأت تتابع خطوات المنصوري إلى حين وصوله إلى المحطة الفضائية الدولية، في مهمته التاريخية، حتى أنها توصلت إلى كل المعلومات حول نشأة المنصوري وتاريخ ميلاده ودراسته والبيئة التي ترعرع فيها وأسباب اختياره، وكيف تطور حلمه من عالم الطيران إلى الفضاء. وذكرت الجوري أنها تكثف جهودها في المدرسة لتتمكن من تحقيق رغبتها في التألق بعلوم الفضاء، مشيرة إلى أنها مهتمة بمادة الاجتماعيات وتاريخ الحضارات لأنها تساعدها على التعرف إلى ثقافات الشعوب.
وعبّر الطفل سيف النقبي عن إعجابه برائد الفضاء هزاع المنصوري الذي يعتبره مثله الأعلى في الحياة، وقال إنه عندما يكبر سوف يدخل إلى الجامعة نفسها التي تخرج منها المنصوري، وأنه سوف يعمل طياراً ومن ثم سينتقل للتدريب واستكشاف عالم الفضاء ليصبح في المستقبل من رواد الفضاء الإماراتيين الذي يحققون النجاح والتميز.

فخر وأصالة
من أكثر المواقف التي أثرت بالجيل الجديد في سلوك هزاع المنصوري، أنه اصطحب معه إلى محطة الفضاء الدولية صورة عائلته والصورة التي ألهمته من لقاء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله برواد الفضاء من «رحلة أبوللو»، وعلم الإمارات ونسخة من كتاب «قصتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. ومن الأمور التي استوقفت الكثيرين حرصه على التزود بالأطباق المحلية الأصيلة للرحلة، مثل «البلاليط» والتي تشارك في تناولها مع زملائه، الأمر الذي يدل على حجم الانتماء بداخله واعتزازه بالهوية الوطنية باعتبارها مصدر تصميمه ليصل من خلالها إلى العالمية.

حلم طيار
ولد هزاع المنصوري في 13 ديسمبر عام 1983 في منطقة الوثبة بأبوظبي، وأمضى طفولته في منطقة الظفرة وكان شغوفاً بالاستكشاف ومشاهدة النجوم والشهب في الليالي المظلمة في صحراء ليوا بعيداً من أضواء المدينة. حلم بأن يكون طياراً وكان كثير القراءة عن الطائرات ورحلات الفضاء، التحق بالقوات المسلحة وأصبح طياراً حربياً وأرسلته الدولة للتدريب على طائرات «إف 16» في أريزونا بالولايات المتحدة الأميركية، وبعد عودته التحق بأسراب العمليات وشغل منصب مدرب على طائرات «إف 16».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©