الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"بي بي سي برومز".. معزوفات كلاسيكية تحمل رسالة سلام

"بي بي سي برومز".. معزوفات كلاسيكية تحمل رسالة سلام
20 مارس 2019 02:38

أحمد النجار (دبي)

حكايات فنية من إرث الموسيقى الكلاسيكية، يحييها نجوم عالميون، ضمن عروض المهرجان البريطاني للموسيقى الكلاسيكية «بي بي سي برومز» الذي انطلقت أولى عروضه أمس على مسرح «دبي أوبرا» بعد نجاحه العام الماضي، ويستمر خمسة أيام، ويكتسب المهرجان أهمية فنية كبرى، كونه يحتفي بالغناء الكلاسيكي في بريطانيا منذ عام 1895.
ويشارك في هذا العام مجموعة من النجوم الكلاسيكيين البارزين من الجيل الجديد الذين حصدوا الجوائز العالمية، ويمثلون الوجه المعاصر للموسيقى الكلاسيكية.

السيمفونية التاسعة
خلف الكواليس، التقينا بالنجم العالمي نيكولا ألتستايدت وهو عازف التشيلو الألماني الفرنسي، ومن أكثر الفنانين تنوعاً في العالم، ويقدم معزوفات تمتد من الموسيقى الكلاسيكية المبكرة إلى المعاصرة، حيث قدم معزوفة كونشيرتو التشيلّو الرائعة للموسيقار ويليام والتون من خمسينيات القرن الماضي، تليها أشهر سيمفونيات بيتهوفن قاطبة «السيمفونية التاسعة» التي تمتاز بغناء الجوقة. وحصل نيكولا ألتستايدت على جائزة كريدي سويس يونغ للفنانين الشباب في عام 2010.
وتشاركه العرض المؤلفة الموسيقية والمسرحية بشرى الترك، وهي مخرجة ورئيسة فرقة (Ensemble Zar)، وكتبت العديد من الأعمال للحفلات الموسيقية الكبرى والمسرحيات الغنائية، كما أنجزت أعمالاً لأوركسترا لندن السيمفوني وأوركسترا «بي بي سي» السيمفوني ولندن سينفونيتا وأوركسترا لورين الوطنية والأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية وجوقة راديو لاتفيا.

جسور تسامح
وتحدث نيكولا وبشرى عن دبي بصفتها مدنية حاضنة للثقافة والفنون، إلى جانب مستقبل الموسيقى الكلاسيكية في ظل منافسة الأنماط الإيقاعية الأخرى، وأكدا على أهمية الموسيقى في نشر ثقافة التسامح وبناء جسور حضارية وثقافية بين الشعوب، إلى جانب دورها الفاعل في إرساء قيم السلام العالمي وتصدير السعادة إلى البشرية.
وأضاف نيكولا أن هذا العرض هو الأول له في دبي أوبرا، واصفاً دبي بأنها مدينة الفنون الجميلة، وجسر ثقافي وإنساني يربط بين الشرق والغرب، ويمزج روح الموسيقى مع نفحات الجمال والإبداع.
وأوضح نيكولا أن الموسيقى الكلاسيكية لا منافس لها، فهي أحد أكثر ألوان الفنون تنوعاً، حيث يفهمها الجميع، بغض النظر عن اللغة التي نتحدث بها، بينما موسيقى البوب تعتمد أكثر على اللغة التي كتبت بها الكلمات، فمن خلال الموسيقى يمكن أن نستشعر الأحاسيس ذاتها التي شعر بها الناس إزاء موسيقى موزارت في أيامه على سبيل المثال.

تدريس الموسيقى
فيما اعتبرت بشرى الترك أن اختيار مقطوعتها «تميزس» لافتتاح أكبر مهرجان للموسيقى الكلاسيكية يمثل وسام فخر بالنسبة لها، في مدينة حاضنة للفنون والتنوع الثقافي، وتصف نفسها بأنها من أكبر عشاق الموسيقى الكلاسيكية، مشيرة إلى ضرورة تشجيع الأجيال الجديدة على التقارب مع الموسيقى من خلال تعليم النشء أساسياتها ودمجها ضمن المناهج الدراسية في السنوات الأولى، مع تأييد الموسيقى الكلاسيكية الجديدة التي يتم تشكيلها اليوم حتى نتمكن من الاستمرار في إبقاء الشعلة مضاءة، وتماماً كما أن الطفل يستوعب بسرعة لغات جديدة، فإن الموسيقى كلغة يمكن استيعابها منذ الصغر أيضاً.

موسيقيون عرب
وبالحديث عن الموسيقى العربية، قال نيكولا ألتستايدت إنه معجب كثيراً بالموسيقى العربية، فقد سبق له وأن شارك بالعزف مع موسيقيين من الشرق أمثال التركيين فاضل ساي، وأحمد عدنان سايجون، كما عزف مع موسيقيين عرب فلسطينيين، من دون أن ينكر أن الموسيقى العربية تمثل منعطفاً جديداً بالنسبة له، ويحاول استكشاف جواهرها بكل أنماطها ونفحاتها.
أما بشرى، فترى أن الموسيقى العربية متجذرة في نفسها منذ أن تعوّدت الاستماع إليها، قبل أن تنطلق خدمة بي بي سي العالمية على الراديو.

تعايش وسلام
ويمكن أن تكون الموسيقى رسالة سلام في عالمنا، فمن وجهة نظر، نيكولا ألتستايدت يرى أن رسالة الموسيقى تظهر لنا حقيقة العالم، فهي تمس البشرية، وتجعلنا نتفاهم ونتعايش بغض النظر عن أصولنا والبلاد التي ننتمي إليها. وقالت الترك إنها تحاول توظيف الموسيقى عبر أعمالها المسرحية أو نتاجها الموسيقي، لتسليط الضوء على القضايا المجتمعية والثقافية والإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©