الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

التغني بالأمل في خامس «ليالي الشعر العربي»

التغني بالأمل في خامس «ليالي الشعر العربي»
11 يناير 2020 00:06

محمد عبدالسميع (الشارقة)

في خامس أيام مهرجان الشارقة للشعر العربي، احتضنت قاعة المؤتمرات بقصر الثقافة، أمس الأول، أمسية شعرية شارك فيها الشعراء: الطيب برير (السودان)، وطلال النوتكي (عًمان)، وسمية اليعقوبي (تونس)، وبلقاسم جيلالي (الجزائر)، ومحمد منصور (مصر)، والشيخ نوح (موريتانيا). وقدمها الشاعر المغربي مخلص الصغير. وحضرها الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة.
استهل الأمسية الشاعر الطيب برير، الذي مدّ حبل التواصل مع جمهوره بأسلوب رشيق لا يخلو من الطرفة وجمال التصوير، فغنّى للأرض وللذات في تساؤلات لا تنتهي.
ثم جاء الشاعر طلال النوتكي، بجمال حرفه وسلاسة مفرداته، وقوة التعبير عن عواطفه وشجونه. وقرأت سمية اليعقوبي، قصائد تعزف على وتر الحنين، وهي تحاول أن تسطر معاناتها مع الصبر الذي شاخ في عينيها المتطلعتين إلى وصول مراتب عليا في سماء الكتابة، وهي ترى العابرين يمرون وهم يغنون للحياة والأمل والشوق تحت ظلال المعاني.
وتميزت نصوص الشيخ نوح، بلغتها الصوفية والرمزية، وأسلوبها الآسر، فهو يغوص في تساؤلات عدّة، ليقطف من ثمار المعاني ورداً ينثره على دروب قوافيه الباحثة عن ضوء آخر على مرفأ السفر، ومما قرأ:
بالكَاد أقنصُ ومضةً قدسية/‏ كل الرمُوز ذبيحة الإيحاءِ/‏ المُفرداتُ تَفرُّ عكسَ ظلالها/‏ والماءُ لا يَكفي لشرح الماءِ/‏ يا مَرْفأ الأضْواء في أسْفارنا/‏ ما نحنُ لولا مرْفأُ الأضْواءِ؟
وتميزت قصائد بلقاسم جيلالي، بلغتها المتوثبة، التي استمدت قوتها وألقها من طموح جامح لعبور المسافات، حتى وإن كانت طرقات الوصول خطرة ووعرة، ومن قراءاته:
مَشْياً عَلَى المَاءِ أَوْ حَبْواً عَلَى اللَّهَبِ/‏ سَأَجْعَلُ الأفْقَ كَاساً سَائِغَ السُّحُبِ/‏ ثُمَّ انْحَنَى لِيُمِيطَ الطِّينَ عَنْ شجن/‏ كَمَا انْحَنَى النُّورُ فِي عَلْيَائِهِ لِأَبِي/‏ ثُمَّ اسْتَدَارَ بِوَجْهِ النَّارِ فَارْتَجَفَتْ/‏ حَتَّى رَجَا الجمرُ أَنْ نُبْقِيهِ فِي العًتبِ
واستطاع الشاعر محمد منصور، أن يزين مساءات القصيدة بنصوصه التي أخرج وهجها من حكمة الصمت، ومما قرأ:
هو ذلك الصمتُ البريءُ/‏ يضيء حكمَتك الشفيفةَ، /‏ فاختبئ خلفَ الهواءْ../‏ تنجُ الحقيقةُ من خيالِك، /‏ أو خيالُك ينجُو منها..

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©