الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حكايات الأطفال.. من الجَدَّة إلى فضاء الإنترنت

حكايات الأطفال.. من الجَدَّة إلى فضاء الإنترنت
22 مارس 2020 01:01

عصام أبو القاسم (الشارقة)

تقرأ الباحثة المصرية رندة عطية، في دراستها المعنونة «من كان ياما كان إلى دوت كوم»، تأثير القصص الرقمية على قيم المواطنة والانتماء لدى الأجيال العربية الجديدة، وتحاول أن تفصل بين اتجاهين متعارضين في تقييم أثر هذا النوع من السرد، الذي استحدثته الثورة التكنولوجية، أحدهما يرى أن ثمة صلة وثيقة بين القصص الرقمية وتطور الوعي لدى النشء «من خلال سهولة الحصول على المعلومات إلى جانب الانفتاح على الثقافات المختلفة»، فيما يحذر الاتجاه الآخر من أن هذه القصص التي تتوسط بالإنترنت غير محدودة، ويصعب التحكم في محتواها في ضوء «ثقافة ما بعد الحداثة وتبلور مجتمعات افتراضية جديدة».
وتورد عطية في مقدمة دراستها أن مصطلح القصص الرقمية ظهر أواخر ثمانينيات القرن الماضي، و«كانت القصة الرقمية حينها تشير إلى حكاية شخصية يقوم الراوي بسردها خلال مدة تتراوح من 2 إلى 3 دقائق. الدراسة التي استحقت عليها صاحبتها المركز الأول في مجال النقد بمسابقة الشارقة للإبداع العربي في دورتها الماضية (2019)، تستعرض مجموعة من الاقتباسات المعرفة بالقصة الرقمية، فثمة من قال إنها عبارة عن تحويل أو إخراج قصة مؤلفة تأليفاً بشرياً تعمل على وسيط إلكتروني، وذلك بإضافة بعض التقنيات الحديثة كالصوت والصورة والرسوم الكرتونية المتحركة والمؤثرات الموسيقية، وهناك من وصف القصة الرقمية بأنها «حكاية نثرية أو خيالية قائمة على استخدام برمجية فوتو ستوري في المزج المنظم للصور والخرائط والنصوص والخلفيات الموسيقية والتعليق الصوتي بغرض تجسيد الأحداث والشخصيات والمواقف».
وجاءت الدراسة مفصلة على خمسة مباحث، الأول والثاني خصصتهما الباحثة للجانب النظري، والثالث جاء بعنوان «أطفالنا وإشكالية الهوية والانتماء في العصر الرقمي»، والمبحث الرابع بعنوان «قصص الأطفال الرقمية: تحولات الأدب التفاعلي»، والمبحث الخامس «قصص الأطفال الرقمية نحو استشراف المستقبل».
لم يظهر موقف الباحثة بشكل واضح حول مسألة تقاطع القصص الرقمية مع إشكالية الهوية والانتماء، ولكن يمكن بتحليل الاقتباسات العديدة التي استعارتها من مصادر متنوعة الوصول إلى أن نتيجة مفادها أن الثورة التكنولوجية خللت أو هي تكاد تغير من حدود ومحددات مفاهيم كالأنا والآخر، إلخ.
وتشجع الدراسة، في خلاصتها، إلى توظيف الأدب الرقمي لتعليم الأطفال العرب، وذلك لجاذبية وفعالية الوسائط التكنولوجية التي يعتمدها صنّاع القصص الرقمية في تثقيف وتعليم الأطفال وإعدادهم للمستقبل على نحو ما هو حاصل مع نظرائهم في المجتمعات المتقدمة الذين اتيحت لهم كل الإمكانات التكنولوجية التي يمكن أن يمتد أثرها الإيجابي إلى تعزيز خصائصهم العقلية. وتشير الدراسة إلى أن الأطفال، بحسب دراسات وتقارير عديدة صدرت في المجالين التربوي والنفسي، يميلون إلى الصور والمحسوسات وينفرون من المعنويات والمجردات، خاصة في مراحل النمو الأول، ويشد انتباههم الجانب المرئي المجسم أكثر من المسموعات، ومن هنا تبدو القصص الرقمية أقرب لعالمهم فهي تتوسط بالصور، والأصوات، والموسيقا، كما تشعرهم بالحرية وتحفز لديهم رغبات المشاركة والتفاعلية.
وتوجه الباحثة توصياتها إلى ثلاث فئات في المجتمع العربي، هي الكتاب والمبرمجون، والمعلمون والمعلمات، والآباء ومؤسسات المجتمع المدني، وتدعو الفئة الأولى إلى الالمام بشكل جيد بالبرمجيات التطبيقية وأشكالها حتى يكون لدى الكاتب تصوراً عاماً عن العمل المقدم، وضروررة ذكر مراجع القصة أو الأساس الذي بنيت عليه، وأهمية أن تراعي القصص الرقمية بيئتنا العربية. اما الفئة الثانية فتدعوها الكاتبة إلى الاستفادة من القصص الرقمية التفاعلية في مجالات التعليم والتعلم، وتدريب المعلمات على كيفية تدريب الأطفال على استخدام البرامج والتطبيقات الرقمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©