عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
تمنحنا لوحات الفنان المغربي عبد الله الحريري ومواطنه الفنان سعيد الراجي، دفقة كبيرة من الإحساس الجمالي، إضافة إلى المتعة الفنية التي تبثها لوحاتهما في المعرض المشترك المنظم بمدينة الدار البيضاء تحت عنوان «مؤانسات»، المعرض يجمع بين لوحات تستدعي الحرف العربي بقُدسيته بِما له من عراقة وتاريخ، لوحات متفاوتة الأحجام الألوان، يجمع بينها خيط ناظم وهو جمالية الخط العربي الإسلامي، الغني بمرجعيته الروحية والصوفية. وقد سمح هذا المعرض، بإبراز أعمال رائد من رواد الفن التشكيلي المغربي الفنان عبد الله الحريري، صاحب التاريخ الممتد في مدونة الفن التشكيلي المغربي والعربي، فلوحاته تستعرض جمالية هذا الخط بانحناءاته وعمقه الجمالي، لتكشف للزائر عن عوالم روحانية برؤى وأسلوب حداثي يجمع بين التراث والمعاصرة، بوصف الناقد عبد النبي دشين في كتيب المعرض.
أما الناقد عز الدين بوركة، فقال عن المعرض: « يُقدم ?لنا ?عبد ?الله ?الحريري ?تجربة ?حركية، ?تجعل ?الحرف ?لديه ?يتخذ ?بعداً ?وحضوراً ?مختلفاً? ?عن ?المألوف، فجرده ?أكثر ?مما ?هو ?مجردٌ، ?منتصراً ?للتلوين ?أكثر ?من ?رسم ?الحرف، ?وهو (?أي ?فعل ?التّلوين) ?ما ?يمتد ?في ?أعمال ?سعيد ?الراجي ?في ?اشتغال ?طفولي، ?كأني ?بروح ?الفنان ?تخرج ?من ?جسده ?لتدخل ?في ?جسد ?الطفل ?الذي ?كان، ?طفل ?يختزن ?في ?ذاكرته ?ألواناً ?شكّلت ?بيئة ?طفولته، ?وكانت ?حلمه ?الذي ?سعى ?إلى ?تجسيده، ?من ?عفوية ?وحركية ?التلوين، ?ومن ?ذاكرة ?الطفل ?تنسجم ?روحا ?الفنانين، ?عبر ?إدراك ?حسي ?ولغة ?مشتركة، ?تجعل ?الواحد ?منهما ?يفهم ?الآخر، ?ولو ?كان ?الموضوع ?بالغ ?التجريد، ?يكفي ?أن ?يومئ ?أحدهما ?حتى ?يفهم ?الثاني ?المقصود ?من ?الإشارة ?الخفية، ?وكم ?هي ?أعمالهما ?مليئة ?بهذه ?الإشارات. ?
