عدد اليوم
سيد الحجار (أبوظبي)
تسابقت شركات ورجال أعمال وتجار خلال الساعات الماضية للكشف عن مبادرات متنوعة لدعم جهود الدولة بشأن الحد من تأثيرات انتشار فيروس «كورونا» على الاقتصاد الوطني.
وكشفت شركات ومجموعات عقارية عن تسهيلات أو إعفاءات للمستأجرين بمراكز تجارية من سداد قيمة الإيجار لنحو 3 أشهر، كما قررت مجموعات فندقية وضع الغرف والمرافق الفندقية في خدمة الدولة للمساعدة في التصدي لتداعيات «كورونا»، فيما قرر رجال أعمال وتجار وشركات عائلية تقديم تبرعات نقدية مباشرة أو شراء سيارات إسعاف واحتياجات صحية للمستشفيات، فضلاً عن وضع مجمعات سكنية تحت تصرف الجهات المختصة.
وقال رجال أعمال واقتصاديون لـ «الاتحاد» إن مساهمات قطاع الأعمال لدعم جهود الدولة خلال هذه الأوقات الصعبة يعد بمثابة رسالة شكر ووفاء للدولة التي طالما قدمت المزيد لرجال الأعمال والشركات. وأكدوا أنه رغم اهتمام القيادة الرشيدة بتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لمواجهة الأزمة الحالية، إلا أن مثل هذه الأزمات تتطلب تكاتف كافة الجهود من حكومة وشركات قطاع خاص وأفراد لتجاوز تداعياتها.
وأوضح الدكتور الطاهر مصبح الكندي المرر، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، أن المسؤولية المجتمعية لرجال الأعمال تعد «رد جميل» للوطن، الذي قدم الكثير للقطاع الخاص والشركات الإماراتية طوال العقود الماضية، من خلال العديد من الامتيازات والتسهيلات، وهو ما أسهم في تحقيق الشركات مكاسب عالية وخلق كيانات اقتصادية خاصة ذات وضع مالي متميز، في ظل الدعم الحكومي المتواصل.
وأضاف أن القيادة الرشيدة بادرت بإقرار العديد من الإجراءات لمواجهة تداعيات الأزمة الحالية، سواء فيما يتعلق بالإجراءات الصحية والاحترازية، أو على صعيد دعم الاقتصاد الوطني من خلال خطة دعم بقيمة 100 مليار درهم، ومن ثم يأتي دور رجال الأعمال والشركات عبر مساهمتها في دعم هذه الجهود.
وأكد الكندي أن الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص عززت دور القطاع الخاص في التنمية، موضحاً أنه يجب على القطاع الخاص أن يتحمل مسؤوليته خلال هذه الفترة، لاسيما أن القطاع الخاص استفاد كثيراً من هذه الشراكة.
وأعلنت حكومة أبوظبي مؤخراً عزمها طرح عطاءات شراكة بين القطاعين العام والخاص بقيمة 10 مليارات درهم خلال العام الحالي، لمشاريع في البنية التحتية في جميع أنحاء الإمارة.
وأشار الكندي إلى أهمية الخطوات التي أقرتها بعض الشركات وملاك العقارات فيما يتعلق بإعفاء المستأجرين من سداد الإيجارات، أو تقديم تسهيلات وتخفيضات لمستأجري الوحدات التجارية، لاسيما أن بعض الأنشطة التجارية توقفت تماماً أو تشهد تراجعاً في الطلب عليها في ظل الإجراءات الاحترازية المعلن عنها للحد من انتشار الفيروس.
ولفت الكندي إلى أن غرفة تجارة وصناعة أبوظبي حرصت خلال السنوات الماضية على دعم ومساندة مختلف مبادرات المسؤولية المجتمعية، حيث قامت بعقد شراكات مع جهات ومؤسسات عدة، في إطار جهودها لنشر ثقافة المسؤولية المجتمعية في أوساط الشركات في إمارة أبوظبي، فضلاً عن دعوة شركات ومؤسسات القطاع الخاص لدعم مبادرات المسؤولية المجتمعية والخيرية التي أطلقتها وتبنتها، وحث شركات القطاع الخاص على ضرورة أن تلعب دوراً وطنياً مهماً في سياق مسؤوليتها المجتمعية من أجل تعزيز القيم الاجتماعية والإنسانية، الأمر الذي يعزز القدرة التنافسية للمجتمع والدولة بأكملها.
تبرعات نقدية
وقال الدكتور مبارك حمد بن مرزوق العامري عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، إن الإمارات قدمت الكثير للشركات ورجال الأعمال، وحان وقت «رد الجميل»، موضحاً أن ما يقدمه رجال الأعمال اليوم يعد جزءاً بسيطاً من حق الوطن عليهم.
وأكد ضرورة مساهمة كافة رجال الأعمال في دعم جهود الدولة خلال هذه الظروف الصعبة.
وأوضح أن الإمارات تضم نحو 124 ألف مليونير، وفي حالة مبادرة ألف مليونير فقط بالتبرع بمليون درهم، سيتم تجميع مليار درهم، أو 5 مليارات درهم في حالة توجه 5 آلاف شخص بالتبرع، حيث إن العمل الجماعي يضمن الاستفادة المثلى من المساهمات المجتمعية.
مواجهة التحديات
وأشار طلال الذيابي الرئيس التنفيذي لشركة الدار العقارية إلى حرص الشركة على تعزيز مسؤوليتها المجتمعية، موضحاً أن الأوضاع الراهنة تتطلب دعم الجهود الحكومية والإجراءات السريعة التي اتخذتها القيادة الرشيدة لمواجهة التحديات، لافتاً إلى أن شركة الدار العقارية، أطلقت سلسلةً من البرامج بقيمة 100 مليون درهم لتقديم الدعم للمقيمين والمستأجرين والعملاء والشركاء، وأكدت التزامها بسداد وتلبية التزامات «الدار» تجاه مقاوليها ومستشاريها ومورديها ضمن الجداول الزمنية المتّفق عليها لعام 2020، والبالغة قيمتها 4 مليارات درهم.
وأكد الذيابي التزام «الدار» بتأدية دور فاعل في المجتمع عبر تخصيص تبرعات سنوية هادفة، وتعزيز مشاركاتها في مبادرات ناجحة، حيث أعلنت الشركة خلال شهر أكتوبر الماضي عن تقديمها دعماً إضافياً بقيمة 36 مليون درهم لصندوق الوطن، ليصل إجمالي مساهماتها في الصندوق إلى 120 مليون درهم، كما قامت نهاية العام 2018 بافتتاح حديقة «ريم سنترال بارك» العامة التي تمتد على مساحة مليون قدم مربعة في جزيرة الريم.
دعم الاقتصاد الوطني
أكد أحمد آل سويدان عضو مجلس إدارة غرفة أبوظبي، أن القيادة الرشيدة اتخذت العديد من الإجراءات والقرارات الداعمة للاقتصاد الوطني خلال الفترة الحالية، وهو ما يجب أن يتبعه قرارات أخرى ومبادرات من الشركات ورجال أعمال في إطار مسؤوليتها المجتمعية.
واقتراح إمكانية إطلاق مبادرة من رجال الأعمال لدعم الاقتصاد خلال هذه الفترة، بحيث يمكن لرجال الأعمال والشركات تقديم المساهمات من خلالها بطريقة تضمن الاستفادة المثلى من هذه المساهمات، وذلك في إطار المسؤولية المجتمعية للشركات، والدور الاجتماعي لرجال الأعمال خلال هذه الظروف الصعبة.
وأوضح أن المبادرات التي أقرتها شركات مثل «الدار» و«دبي القابضة» و«مراس» تعد خطوة في الطريق الصحيح، ويجب أن يتبعها خطوات أخرى، لاسيما بشأن تأجيل الأقساط وتسهيل سداد الإيجارات التجارية، لاسيما في ظل تأثير كثير من المحال والمطاعم والمقاهي لظروف خارجة عن إرادتها.
وثمن آل سويدان المبادرات الخاصة التي اتخذها بعض المستثمرين ورجال الأعمال وملاك العقارات، والمتعلقة بتقديم تسهيلات وتأجيل أقساط الإيجارات، فضلاً عن الإعلان عن وضع مجمعات سكنية تحت تصرف الجهات المختصة، موضحاً أن بعض ملاك الفنادق في دول أخرى قاموا بوضع هذه الفنادق تحت تصرف الجهات المسؤولة لمواجهة تداعيات انتشار فيروس «كورونا».
وشدد على ضرورة عدم استغلال التجار أو الصيدليات الظروف الحالية لزيادة أسعار السلع الغذائية وأدوات التعقيم والنظافة والمنتجات الصحية، والتي تشهد زيادة في الطلب خلال الفترة الحالية.
مساعدة المتضررين
قال محمد الحاج الرئيس التنفيذي لشركة مبارك وإخوانه للاستثمارات، إن الظروف الاستثنائية الحالية تتطلب تعزيز المساهمات المجتمعية للشركات ورجال الأعمال، لاسيما بعد الخطوات التي أقرتها القيادة الرشيدة مؤخراً لدعم الاقتصاد الوطني.
وذكر أن خطة الدعم التي أعلن عنها المصرف المركزي مؤخراً بقيمة 100 مليار درهم، تسهم في مساعدة المتضررين من الأوضاع الاقتصادية الراهنة، لاسيما مع إغلاق بعض الأنشطة تماماً مثل الصالات الرياضية أو السينما أو غيرها، وتأثر أنشطة أخرى من تراجع أعمالها مثل المطاعم والمقاهي وغيرها.
وأشار إلى أهمية تسريع تنفيذ قرارات المصرف المركزي، لافتاً إلى أهمية إعلان مجموعة بنك أبوظبي التجاري مؤخراً عن اعتماد حزمة شاملة من الإجراءات الرامية إلى حماية عملاء المجموعة من التداعيات الاقتصادية في ظل تفشي وباء «كوفيد-19» المستجد، والتي تتيح لهم الاستفادة من برامج تأجيل سداد أقساط القروض المترتبة عليهم والإعفاء من الفوائد المترتبة لمدة أقصاها 6 أشهر.
وستقدم شركة أبوظبي التجاري للعقارات، التابعة للمجموعة، لمستأجري عقاراتها المتأثرين بالوضع الاقتصادي الراهن إعفاءً من الرسوم الإدارية للأشهر الثلاثة المقبلة مع إتاحة خيار تقسيط دفعات الإيجار على أقساط شهرية.
برلمانيون ومواطنون: ليس غريباً.. «البيت متوحد»
أمنه الكتبي (دبي)
أكد مواطنون وأعضاء في المجلس الوطني الاتحادي أن مبادرات رجال الأعمال وكبار رموز القطاع الخاص والشخصيات الاقتصادية المؤثرة في الإمارات، تؤكد تكاتف كافة الجهود في دولة الإمارات لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وتعكس الحس الوطني والتعاضد وتجسد واجباً وطنياً لا يمكن التخلي عنه خصوصاً في الأزمات.
إقبال مشرف
وقال حمد الرحومي النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي: شهدت المبادرات تسابقاً وإقبالاً مشرفاً من قبل رجال أعمال وشخصيات مجتمعية، وأهل الخير من أبناء الإمارات، لدعم القطاع الصحي في مواجهة أزمة فيروس كورونا «كوفيد 19»، تنوعت هذه المبادرات بين وضع إمكانات بعض الشركات كافة تحت تصرف الحكومة، وأخرى قدمت تسهيلات خاصة، مؤكداً أهمية دور رجال الأعمال في مثل هذه المبادرات الوطنية التي تسهم في التكاتف وتبرز فيها وقفات أبناء هذا الوطن، متطلعاً لوقوف الجميع مع الوطن في هذا الوقت. وأوضح أننا نمر في فترة استثنائية تتطلب تكاتف الجميع لتبقى الإمارات أكبر من كل المواقف الصعبة.
تعاضد
وقالت مريم بن ثنيه عضو المجلس الوطني الاتحادي: «ما نراه اليوم من تسابق لرجال الأعمال الإماراتيين لتقديم شتى أنواع الدعم لجهود الدولة في مكافحة فيروس كورونا، تجلت فيه صور التعاضد مع الدولة في كل المواقف».
وأضافت: ولا استغرب هذه المبادرات لأن العطاء متأصل في هذه الأرض وشعبها، موضحة أن القيادة الحكيمة عندما تعلم بضائقة أو كارثة في إحدى دول العالم، نرى حكومتنا والشعب بكافة أطيافه تهب بكل إمكانياتها لتساهم في الدعم لرفع الغمة عن المتأثرين، فكيف لو كانت الأزمة محلية.
وقالت «الدعم الذي يقدمه رجال الأعمال خاصة والناس عامة، ليس وليد اللحظة وبسبب أزمة، ولكنه نهج يمتد لسنوات طويلة طال فيها الخير الجميع، ولعل من أجمل صور التعاضد بين الشعب والحكومة اليوم تلك التي رأيتها من مواطنين قرروا العمل بدون راتب لمدة شهر تخفيفاً للأعباء المالية على الشركة التي يعملون بها».
عطاء إنساني
وقال سالم النار الشحي عضو سابق في المجلس الوطني الاتحادي: «مبادرات رموز القطاع الخاص في الامارات تدل على وحدة الشعب مع القيادة وتقديم الواجب والفزعة والعطاء الإنساني، وهذا الشيء يدل على عمق العلاقة بين الأسرة الإماراتية وأننا على قلب رجل واحد في جميع الظروف، ورد الجميل واجب علينا جميعاً وحق لدولتنا وكل حسب جهده، إننا حريصون على سلامة مجتمعنا وأمنه».
و أضاف: «نحن جميعاً معنيون بدفاع عن وطننا وقيادتنا لم تدخر أي جهد من أجل إسعاد شعبها والمحافظة على مكتسبات الدوله وسمعتها أمام المحافل الدولية وهذا فخر لنا جميعاً».
البيت متوحد
وأكد الدكتور عبدالله الدرمكي عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة: «الإمارات دائماً ورجال أعمالها يعملون على تطبيق مقولة البيت متوحد، وهذا ما لمسناه من كل شرائح المجتمع الإماراتي من رواد أعمال»، مشيراً إلى أن المسؤولية المجتمعية دائماً التي تصنع الفارق وهي ما يحدد نضج مؤسساتنا وقياداتها تواكباً ومواءمة مع الظروف التي نعيشها.
مسؤولية اجتماعية
وقال المواطن فارس ناجي: «مبادرات ليست غريبة على أبناء زايد ولفته جميلة تدل على مدى الحس الوطني عند الشعب الإماراتي، والإحساس بالمسؤولية تجاة الوطن، ومبادرات رجال الإمارات تعكس تجسيداً حقيقياً للموقف الوطني للعديد من الشركات، التي سارعت بتفعيل مسؤوليتها الاجتماعية ودعم الجهود الحكومية في مواجهة انتشار كورونا».
وقال المواطن محمد سالم: «تأتي مبادرات رجال الأعمال ترجمة لرد الجميل لدولة الإمارات وتعبر عن وحدة الشعب وتكاتف الجهود لضمان السلامة والأمن في هذه الظروف الإستشنائية، وتأتي في إطار دعم جهود الدولة في مواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا، وهذه المبادرات تجسد واجباً وطنياً لا يمكن التخلي عنه خصوصاً في الأزمات ونشكر جميع من ساهم ولو بالقليل».
