عدد اليوم
أحمد مرسي (الشارقة)
في حالة إنسانية، تعكس التلاحم والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع وتصون كرامة الإنسان، وتقديم يد العون للمحتاجين، وحفاظاً على الترابط بين أفراد الأسر، جمّعت جمعية الشارقة الخيرية أباً، من جنسية عربية، في العقد الخامس من العمر، بابنه 26 عاماً، وابنته 22 عاماً، بعد أن أجبرتهم الظروف على الفراق خلال الفترة الماضية.
ووفرت الجمعية مسكناً لجمع الأسرة، ودفع إيجاره لعام كامل، بعد أن وردتها معلومات من فاعل خير بوجود شخص ينام في خيمة في مكان عام، وبالتحقق من الأمر، تبين أن الشخص قد أفرج عنه مؤخراً من المؤسسة الإصلاحية والعقابية، بعد أن ظل بها لفترة على ذمة قضايا مالية، ونظراً لظروفه المتعثرة، مكث في خيمة، وأن لديه ابناً وابنة في ريعان شبابهما، وقد اضطرا أيضاً للجوء لأصدقائهما، طوال الفترة الماضية، والمكوث معهم بعد أن ضاق الحال بهما.
وقال أسعد الزرعوني رئيس قسم المساعدات بجمعية الشارقة الخيرية لـ «الاتحاد»: «أخبرنا أحد فاعلي الخير بوجود حالة إنسانية تتخذ من إحدى الخيام مبيتاً لها، فتم على الفور تكليف أحد موظفي البحث الاجتماعي للتوجه إلى الموقع الذي حدده فاعل الخير، وتبين لموظف البحث الاجتماعي أن الحالة لرجل في عقد الخامس، وأنه كان نزيلاً للمنشأة الإصلاحية والعقابية على ذمة قضية مالية، وأُفرج عنه مؤخراً عقب تسوية القضية، إلا أنه لم يجد ملاذاً له فاتخذ من إحدى الخيام مبيتاً وسكناً يقضي فيه كل وقته».
وتابع: «تبين لنا أيضاً أن الرجل مقيم بالدولة منذ سنوات طويلة برفقة أسرته التي تعرضت للتشتت عقب الظروف التي مر بها، حيث تسكن ابنته لدى إحدى صديقاتها التي تتولى الإنفاق عليها، والحال كذلك لا يختلف كثيرا عن ابنه الذي لم يوفق في العثور على فرصة عمل، ويسكن بمسكن أحد أصدقائه».
واستطرد: «تم التواصل مع الجهات المختصة للوقوف على مصداقية ما تم تحصيله من معلومات حول الحالة وأسرته، وتبين أن الحالة وأبناءه لديهم إقامة سارية بالدولة، ومع التأكد من أحقية الحالة للمساعدة، تم عرض الملف على لجنة المساعدات الطارئة والتي بدورها أقرت بتوفير مسكن للحالة والتواصل مع ابنه وابنته ليسكنا مع والدهما بمسكنه الذي وفرته الجمعية، وذلك بهدف جمع شمل الأسرة، وتكفلت الجمعية بدفع رسوم إيجار المسكن لمدة عام كامل، والقيام بتوفير كافة الأثاث والأجهزة المنزلية اللازمة للمسكن من متجر الجمعية الخيري، كما تضمنت قرارات اللجنة كذلك صرف مساعدة شهرية نقدية للأسرة، مع وضعهم في قوائم المستفيدين من المواد الغذائية التي يتم صرفها للأسر المتعففة بشكل منتظم شهرياً».
مواقف نبيلة
قال رئيس قسم المساعدات بجمعية الشارقة الخيرية: «إن الجمعية تمكنت من خلال تعاون المحسنين في إنقاذ الأسرة من التشتت وإعادة جمع شملها، ليعيشوا جميعاً في استقرار وعادوا بفضل جهود الجمعية ومتبرعيها لأحضان أبيهم ليشعروا بدفء الأسرة الذي حُرموا منه لفترة طويلة، وتواصل إجراء الزيارات الميدانية للأسرة للاطمئنان عليها والتأكد من استقرار أوضاعهم المعيشية».
وذكر أن الأسرة تقدمت بالشكر الجزيل إلى أهل الإمارات على مواقفهم النبيلة في مساندة أصحاب الحاجة والمعوزين، ولجمعية الشارقة الخيرية التي من خلال تدخلها وتوفير المساعدات العديدة لهم لتمكينهم من توفير حياة أدمية تحترم إنسانيتهم وتجنبهم العوز والحاجة، وتجمع شملهم، بعد أن أبعدتهم الأيام وظروف الحياة التي مروا بها عن جو الترابط الأسري.
