الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«مسرح السعادة».. أيقونة التسامح بـ«مهرجان أم الإمارات»

«مسرح السعادة».. أيقونة التسامح بـ«مهرجان أم الإمارات»
18 مارس 2019 03:13

أحمد السعداوي (أبوظبي)

تواصل النسخة الرابعة من «مهرجان أم الإمارات»، التي انطلقت في الثاني عشر وتستمر حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري، تقديم حزمة واسعة من الفعاليات التي امتزج فيها الترفيه بالثقافة على بساط الدهشة والألق البادي في كل ركن وزاوية من ساحات المهرجان الممتد على كورنيش أبوظبي، مصطحباً جمهوره من كل الفئات والأعمار والجنسيات في رحلة بعيدة إلى عوالم من الأنشطة التفاعلية التي تحمل ترجمة واقعية لرؤية وعطاء سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، كما يحتفي المهرجان بعام التسامح، عبر مناشطه المتنوعة التي أبهرت الأعداد الكبيرة من الجمهور التي توافدت على المهرجان منذ اليوم الأول لانطلاقه، ومنه مسرح السعادة الواقع بمنطقة السعادة، إحدى المناطق الأربع المكونة لمهرجان أم الإمارات هذا العام.

قصص وأساطير
تميزت عروض مسرح السعادة بتقديم حكايات من مختلف أنحاء وثقافات العالم، فهناك عروض مستوحاة من الحكايات الشعبية والمشهورة في الشرق، مثل السندباد البحري، ألف ليلة وليلة، البساط السحري، حيث شملت عروض السندباد البحري جانباً من رحلاته البحرية السبع التي وردت في القصص والأساطير الواردة في كتب التراث العربي، وهو ما شهده الجمهور أيضاً في العروض المسرحية المستلهمة من ألف ليلة وليلة بما لها من شهرة عالمية وثراء من الحكايات والمواقف التي تحمل في مضمونها الكثير من العبر ونقل صور للحياة في المجتمعات الشرقية في الأزمنة القديمة، أما البساط السحري فهي إحدى القصص الشهيرة ضمن حكايات ألف ليلة وليلة بطلها شخصية علاء الدين التي تتنقل بين أرجاء العالم ممتطياً سجادة سحرية قادرة على الطيران والذهاب إلى كل مكان.
إلى جانب الحكايات الشرقية التي توالى عرضها على مسرح السعادة منذ اليوم الأول لـ«مهرجان أم الإمارات»، يستمتع الجمهور أيضاً بمطالعة بعض من كلاسيكيات الأدب والحكايات الشعبية في الغرب، ليؤكد المهرجان روح التسامح والتواصل بين جمهوره من مختلف الجنسيات والثقافات الذين جلسوا إلى بعضهم البعض ليستمتعوا بهذه الوجبة الثقافية المعرفية في إطار من الحب والتسامح على أرض الإمارات.

حكايات شعبية
ومن تلك الحكايات الشعبية الغربية «أليس في بلاد العجائب»، التي خرجت إلى العالم سنة 1865، وتحكي عن فتاة تدعى «أليس» حيث ذهبت في رحلة إلى عالم مليء بالغرائب والعجائب من وحي خيال المؤلف، فكانت تجربة مثيرة وجديدة في عالم الأدب الشعبي العالمي، جعل الرواية تترجم إلى 174 لغة ولا زال لها متابعون كُثر من أنحاء العالم من مختلف الأعمار والثقافات فكان حضورها ضمن فعاليات المهرجان، تقديراً لهذا النوع من الثقافة والأدب الشعبي الغربي، وهو ما ينطبق أيضاً على قصة «الجميلة والوحش» باعتبارها من أشهر القصص التي اطلع معظم أطفال العالم عليها، سواء من خلال الكتب أو الأفلام السينمائية والكرتونية.
وسيكون أطفال أبوظبي، من مواطنين ومقيمين، على موعد مساء الغد مع ثلاثة عروض متتالية لهذه الأنواع من العروض المسرحية التي تجمع بين الدهشة والإبهار والخيال البعيد المحبب للأطفال في كل زمان ومكان.
أما مغامرات بيتر بان، فيمكن للعائلات اصطحاب أطفالهم مساء اليوم والتوجه إلى مسرح السعادة بالمهرجان، ليطالعوا أبطال العرض، الذي يروي واحداً من أشهر قصص الأطفال التي ظهرت إلى العالم في منتصف القرن الماضي، ولا زالت تبهر الصغار عبر حكايات البطل «بيتر بان» الذي يذهب في رحلة إلى أرض لا يكبر فيها الأطفال أبداً لتبدأ معهم حكاياته ومغامراته التي رآها الجميع للمرة الأولى عبر فيلم رسوم متحركة من إنتاج والت ديزني عام 1953، ليصبح من حكايات الأطفال الأكثر شهرة في أصقاع المعمورة.

تلاقي الثقافات
من ناحيتها، تقول فرح عبد الحميد البكوش، مدير قسم تطوير المهرجانات في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، إن مسرح السعادة أحد المكونات المهمة لمنطقة السعادة و«مهرجان أم الإمارات» بصفة عامة، كونه يترجم بشكل عملي تلاقي الثقافات والأفكار بين الجمهور من خلال عروض المسرح التي تمثل ثقافات وجنسيات مختلفة، ما يعزز رسالة التسامح التي يقوم عليها المهرجان إعلاء لقيم التسامح والتعايش التي يلمسها جميع من يعيش على أرض الإمارات.
وتذكر أن النسخة الرابعة من المهرجان تقدم محتوى مختلفاً يستهدف الأطفال والجمهور من الجنسيات كافة، وإلى جانب مسرح السعادة هناك 5 أنشطة تقدم للمرة الأولى في الشرق الأوسط تتضمن محتوى للأطفال والعائلات بشكل عام، ومنها أكبر ألعاب نطاطية في العالم يطالعها الجمهور ويستمتع بها الأطفال من زائري المهرجان.
ولفتت إلى أن محتوى العروض المسرحية وحتى ورش العمل والألعاب وغيرها من مختلف الفعاليات يخاطب كل الجنسيات، ويمتد ذلك إلى عروض الطبخ والمطاعم وحتى المنتجات التي يتم بيعها إلى الجمهور، لتعكس تنوعاً ثقافياً لافتاً للعارضين، بحيث يلاحظ الجميع أن التوجه العام للمهرجان يتواءم مع الأفكار والقيم التي ينادي بها عام التسامح.

تعليم ومرح
وبينت البكوش، أن العروض المسرحية تعرف الزائرين بجوانب من الثقافات المختلفة للشعوب، وأشهر القصص والحكايات في الشرق والغرب، بحيث يصبح المسرح ملتقىً ثقافياً وفكرياً يجمع الجمهور على مائدة التسامح وتلاقي الأفكار، خاصة أن الأنشطة تحمل رسائل مهمة للأجيال الجديدة نحقق من خلالها دمج التعليم بالمرح، بحيث تصبح زيارة المهرجان وجبة ترفيهية وتثقيفية في آن، فضلاً عن تشارك الأطفال من كل الجنسيات ممارسة هذه الأنشطة والعمل على إنجاز المهام المختلفة في ورش العمل المقامة على مدار أيام المهرجان، والذي صار أرضاً للتلاقي والتعارف بين الجميع، ما ينمي روح التعاون والتواصل خاصة بين الأجيال الجديدة، وعدم وجود حواجز ثقافية وفكرية بين معارفهم وأصولهم المختلفة. علماً بأن كل العروض المسرحية والفعاليات وورش العمل داخل المهرجان تم انتقاؤها بعناية شديدة، والتأكد أن محتوى كل منها يحمل رسالة تسامح إضافة إلى تنمية المهارات والمعارف اللازمة لشخصية الطفل، بمعية الكبار من أفراد عائلته الذين يقضون أوقاتاً ممتعة خلال مشاهدة العروض المسرحية المتنوعة وغيرها من الأنشطة الهادفة التي يقدمها المهرجان لجمهوره.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©