الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أحمد عيسى: عبور "المجموعات" أهم من التفكير في اللقب الآن

أحمد عيسى: عبور "المجموعات" أهم من التفكير في اللقب الآن
9 يناير 2019 00:01

معتز الشامي (دبي)

وجّه «الكابتن» أحمد عيسى، أول قائد لمنتخبنا الوطني في مرحلة التأسيس، والناقد والمحلل الكروي، رسالة مهمة إلى لاعبي منتخبنا الوطني في كأس آسيا، قبل خوض اللقاء الثاني أمام الهند، وبعد الحصول على نقطة التعادل في الافتتاح أمام نظيره البحريني، مطالباً بتعامل اللاعبين مع البطولة خطوة بخطوة، وعدم التفكير فيما هو أبعد من كل مباراة يدخلها الفريق، مشيراً إلى أن الاهتمام بعبور دور المجموعات أولاً، مقدم على التفكير في النهائي والفوز باللقب وقال: «من لا ينظر تحت قدميه، وهو يخطو خطوة للأمام، سيسقط».
وطالب عيسى اللاعبين بضرورة استلهام روح التحدي والقتال في الملعب للدفاع عن طموحات وطن ينتظر إنجازاً قارياً، وأن يتم تحويل ذلك لطاقة تدفع الفريق لتقديم الأفضل في كل مباراة على حدة، ولفت إلى أن التعادل في مباريات الافتتاح أمر مقبول، حتى لو شهدت البدايات تأخر الظهور القوي للفريق، كما أن توجيه النقد المستمر لا يفيد، لأن المنتخب لا يزال في صلب البطولة، والمطلوب هو توفير الهدوء والتركيز حول الفريق.
وأضاف: «في هذه المرحلة نحتاج إلى أن ننظر من نافذة إيجابية للمنتخب، فالفريق يخوض أكبر تحدٍ له في تاريخه، خاصة أنه يشارك في المسابقة الأكبر والأهم في آسيا وهو مستضيف البطولة، والذي لا شك فيه أن الاستضافة تفرض عليه تحديات أكبر وأهم وأوسع، فهو يلعب في وطنه وبين جماهيره، وهي المرة الثانية التي تحظى فيها كرة الإمارات بشرف التنظيم للحدث الأبرز كروياً في أم القارات، وخلال المدة الفاصلة بين استضافة نسخة 1996 واستضافة نسخة 2019 هناك متغيرات بلا حدود، قد واكبت كرة الإمارات الكثير من المردود الإيجابي».

وتابع: «من دون الدخول في تفاصيل، لعل أكبر حقيقة نواجهها، أن البلاد تستضيف الحدث الآسيوي للمرة الثانية، وأن المرة الأولى قد شهدت نجاحات كبيرة على صعيد التنظيم والخروج بالمركز الثاني، وهو إنجاز لم يكن مسبوقاً، لكن هذه المرة أتمنى ألا ينشغل المنتخب في مهمته الصعبة بأكثر من التركيز الكامل على السير خطوة بخطوة، ففي لقاءات الدور التمهيدي يحتاج الفريق لانتزاع أحد المركزين الأولين حتى يدخل في صلب بداية المنافسة في أدوار خروج المغلوب، وهنا تأتي المسؤولية محدودة واضحة وصريحة التفكير في المنافسة والانطلاق للأمام من تحقيق المهم في لقاء الأدوار التمهيدية».
وقال أحمد عيسى: للتذكير، إن مشاركة 24 منتخباً في الأدوار التمهيدية جعلت السعي للحصول للدور الثاني حلم وهدف الجميع، لاسيما الفرق التي يظن البعض أنها ضعيفة، ونذكر منتخبنا أن في مثل هذه المناسبات ليس هناك فريق ضعيف إلا بعد أن تفوز عليه حتى وإن كان ذا سمعة كبيرة، السمعة الحقيقية لأي منتخب هي سمعته بعد نهاية المباراة وليس قبلها.
ورفض عيسى عقد المقارنة بين الأجيال، وقال: «لا أحبذ في هذه المرحلة، وهذا التوقيت عقد المقارنات بين ما كان وما هو موجود على صعيد المنتخب، وإن كنت على يقين بأن في هذه البطولة لا يجب أن نقفز للكلام عن إحراز اللقب، وأجد أن أمامنا ما هو أهم، بالتركيز على كل مرحلة، ففي المرحلة الأولى يكون التركيز على الانتقال للمرحلة التالية وهو البداية التي يكبر معها الحلم، فكل مرحلة نتجاوزها تجعلنا أكثر أملاً وطموحاً في السير للأمام، ونصيحتي ألا ننشغل بغير المرحلة التي نحن فيها وعندما نتجاوزها ننشغل بغيرها».
وفيما يتعلق بتوافر فرصة اللعب في كأس آسيا للجيل الحالي، بينما في جيله لم ينل تلك الفرصة، قال: «نحن واكبنا البدايات بكل ما تعنيه هذه الكلمة، فقد عشنا مرحلة صعبة وقاسية في إطار نشر اللعبة والاهتمام بها والعمل على تطويرها ونموها في المجتمع، خاصة أننا جيل تم لم شمله من إمارات متعددة في دولة واحدة، وإذا كان الجيل الذي جاء من بعدنا أو الأجيال التي تلته نالوا شرف اللعب في محفل قاري ودولي، وذلك لا شك أنه شرف كبير، فإننا حظينا كذلك بشرف عظيم لم يسبقنا إليه أحد، فجيلنا هو جيل البداية، وهي خصوصية نعتز بها كثيراً ورغم كل المعاناة، فإننا نستذكرها بكل فخر واعتزاز، وعندما تنجح دولتنا في استضافة حدث آسيوي من جديد نشعر بالفخر، على اعتبار أننا من الجيل، الذي وضع اللبنات الأولى التي كان أساساً قام عليه كيان اللعبة وانتشارها وتطورها».
وعن توقعاته لشكل المنافسة على اللقب، قال: «علمتني كرة القدم ألا أستهين بأحد، ولذلك أعتقد يقيناً أن الحكم على المباراة قبل لعبها مسألة ليس فيها حكمة، وأي منتخب سيعتمد على تقدير فيه قدر من الاستهانة، فإنه سيدفع الثمن، واحتلال مركز مرموق في دور المجموعات سيمهد أكثر في الذهاب بعيداً لأي منتخب يحترم المنافسة والمنافسين، وربما الاستهانة في الدور التمهيدي قد تكون سبباً مباشراً في اصطدام الفريق بمنافس قوي في الدور التالي، أو حتى خروجه من الدور التمهيدي، الذي سبق وأطاح فرقاً عريقة، وربما كانت صاحبة ألقاب في البطولة، تحقيق الفوز أولاً ومن بعده يأتي الكلام وليس قبله». وحول ما يحتاج إليه المنتخب، قال عيسى: «ما يحتاج إليه المنتخب الآن وهو في صميم المنافسة، أن يستشعر روح التطلع والرغبة العميقة في الدفاع عن آمال الوطن بكامله، في الذهاب بعيداً في هذه المنافسة القارية، ونسيان لقاء الافتتاح والتركيز فيما هو قادم».

الكرة الآسيوية تحتاج إلى «استراتيجية شاملة»
أشار «الكابتن» أحمد عيسى إلى أن ما تحتاج إليه الكرة الآسيوية، هو الاستقرار على اختيار الاستراتيجية التي من شأنها أن تدفع بالدول والاتحادات الوطنية وبقية عناصر اللعبة، إلى سرعة فهم ما يسعى له الاتحاد الآسيوي، وتحديد الأهداف التي يجب أن يبلغها الاتحاد، والتي تحقق للجميع النجاحات المرجوة. وقال: «الأهم هو أن تكون هذه الاستراتيجية تخدم جميع الدول، وألا يكون الاهتمام مقصوراً فقط على الدول القادرة على ضخ الأموال للاتحاد الآسيوي، وأن تبني الخطط والبرامج على أساس تطوير اللعبة بشكل أساسي وشامل، وألا تكون الخطط والبرامج بهدف تحسين أو تقوية مداخيل الاتحاد، دون مراعاة متطلبات العدد الأكبر من الدول في القارة واحتياجاتها وظروفها». وتابع: «الاتحاد الآسيوي مطالب بشكل ملح بمتابعة التطورات التي تحدث في الاتحادات القارية الأخرى، والاستفادة منها في تطوير اللعبة في آسيا، وبالمثل عليه كذلك أن يتوقف عن الاستمرار في كل ما ثبت أنه لم يخدم اللعبة في آسيا، كما ينبغي وكما يجب أن يخدم القطاع الأكبر من الاتحادات الوطنية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©